كعادتها.. ركبت القوي السياسية وما يطلق عليهم النخبة موجة المزايدات والمراهنات والتأجيجات بعدما حدث في قرية الخصوص.. وما تبعها من أحداث جسام يندي لها الجبين.. سواء مقتل مجموعة من المصريين مسلمين وأقباطا.. أو الاعتداء علي الكاتدرائية.. وجعلت من الحدث قنبلة في وجه السلطة الحاكمة ومنبرا للتشفي والانتقام لتحقيق مآرب ومصالح شخصية.. بعد أن قسموا الشعب شيعا وأحزابا.. وأقباطا ومسلمين.. ميدان تحرير وجامع مصطفي محمود.. ومدينة نصر.. والمنصة. آلت علي نفسها هذه النخبة ووراءهم قنوات فضائية وصحف وأبواق بعيدة عن المهنية والموضوعية والحيادية أن تكون منهجها الفوضي.. وشريعتها شريعة الغاب.. وسلوكياتها تبتعد عن مبدأ الاحتكام للعدالة التي تستمد مقوماتها من تطبيق صحيح القانون.. استغلوا الكثيرين من البسطاء والأميين في الشعب المصري الذين قد لا يدركون ما يحدث بالفعل.. وأن ما حدث لا يعدو أن تكون خلافات وتصرفات فردية خرجت عن إطارها الطبيعي بفعل من ينفخون في الكير.. وليست فتنة طائفية كما يحلو للبعض تسميتها زورا وبهتاتا. ألم تستطع هذه النخبة إقناع هؤلاء بأنه ليس أمام الجميع إلا احترام المشروعية وأن يكون القانون ضمانة واقعية لنا جميعا ألم يستطع أحدا من هذه النخبة التأكيد علي أن كافة الأديان بريئة مما حدث.. ألم يستطيعوا التأكيد أن مبدأ المواطنة هو الحاكم في مصر.. وأن جر مصرنا الحبيبة لحروب طائفية ستأكل الأخضر واليابس وستشعل نيرانا نحترق بلهيبها جميعا بلا تفرقة.. ألم يدرك هؤلاء أننا جميعا يجب أن نسعي إلي تغليب المصالح العليا للوطن ونرفض وننبذ العنف أيا كان سببه ومصدره.. ننبذ الفوضي والتدمير والخراب والعنف أيا كان باعثه ومصدره وشكله. إن قوة الأمة دائما كانت وستكون في وحدتها وتماسكها وتناغمها وتكاملها.. ودحضها كافة محاولات النيل من وحدتها الوطنية.. وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد بهدف تحويل نظرهم عن التنمية والعمل.. عن النهوض بمصرنا الحبيبة التي نستظل جميعا بسمائها ونرتوي من نيلها ونعيش علي أرضها وترابها ونأكل من زرعها وخيراتها. نأسف جميعا للدماء التي أريقت في هذه الأحداث المؤلمة التي لا تعبر عن روح ثورة 25 يناير التي جاور فيها المسلم المسيحي من أجل العيش والحرية.. ومقاومة الاستبداد والقهر والظلم.. في ميدان التحرير انصهر المسلم والمسيحي في نسيج وطني واحدا أساسه المحبة وبنيانه صالح الوطن. أتمني من النخبة بدلا من تأجيج المشاعر لتحقيق مصالح ضيقة قيادة المواطنين للمستقبل.. وأن يظهر رجل رشيد يستطيع تحويل طاقة المصريين من ثورة الميدان إلي ثورة البنيان.. فمصر في حاجة لسواعدنا جميعا.. وأن يضع كل منا لبنة في إعادة بناء مصر.. وأن تكون هنا جهود مخلصة متواصلة ومستمرة بهدف تعميق روح الأخوة التي عشنا في كنفها مئات السنين وإحياء وغرس التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف والدين المسيحي في نفوسنا جميعا.