ما هو شعورك وأنت تمد يد العون لانسان محتاج .. وما احساسك وأنت تساعد شخصا معاقا أو مريضا أو كفيفا للتخفيف من آلامه ومعاناته..؟ بالتأكيد ستشعر بالسعادة والرضا.. وستكون من الأشخاص الذين ينطلقون بروح الملائكة وتضحيات الصالحين.. الذين يقومون بالأعمال الخيرية.. الطالبين مرضاة الله سبحانة وتعالي دون مقابل من آخرين .. في ظل الزحف المادي الذي طغي علي حياتنا.. وفي ظل تعاملات مادية جافة لا تعطي شيئا الا وتأخذ مقابله أشياء أخري. أقول هذا الكلام بمناسبة مبادرة تطوعية جديدة من نوعها في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والتي انفرد بها عدد من طلاب الجامعات المتطوعين في الأعمال الخيرية التابعة لجمعية "رسالة".. والمبادرة عنوانها "مشاوير الخير".. ومن خلالها يقوم المتطوعون من أصحاب السيارات الخاصة بتخصيص ولو ساعة واحدة في اليوم أو الأسبوع بتوصيل شخص معاق أو كفيف أو مسن مريض إلي الطبيب أو الجامعة في فترات الامتحانات وغيرها من المشاوير الخاصة بهؤلاء الأشخاص. الأفكار والمبادرات التطوعية رائعة ومفيدة.. ولكن للأسف مجتمعنا لايزال يفتقد الي ثقافة التطوع.. رغم ان اسم الأعمال الانسانية تلك التي لا تنتظر مقابلا لها بل تنبع من القلب ورغبة الشخص في العطاء والتضحية. فالعمل التطوعي بمنهجه الاجتماعي والانساني يعتبر سلوكا حضاريا ترتقي به المجتمعات ويمثل رمزا للتكافل والتكاتف والتعاون بين الناس.. ويكون مردوده ايجابيا في حياة الفرد والأسرة والمجتمع واستثمار أوقات الفراغ بشكل أمثل.. وفي العمل التطوعي يتعرف الفرد علي الكثير من الناس ويتعلم ويكتسب خبرات ومهارات جديدة. والحقيقة أن حب الخير والايثار من شيم المصريين وفاعلي الخير في بلد أكثر وليسوا قليلين.. فقط يريدون الي حملات توعية ليس عن طريق الاعلانات في القنوات التليفزيونية ولكن عن طريق المنابر في المساجد والكنائس العامرة بها مصر والجمعيات الأهلية والخيرية من خلال الندوات واللقاءات في التجمعات الجماهيرية.. والمدارس والجامعات لغرس حب الخير والتطوع في الأعمال الانسانية. وأخيرا.. أقول ان تعقد الحياة الاجتماعية وقسوة الظروف المعيشية والتغيرات الاقتصادية والأمنية المتسارعة تملي علينا جميعا أوضاعاً وظروفا جديدة تقف الحكومة حاليا عاجزة عن مجاراتها.. مما يستدعي تضافر كل الجهود الشعبية لمواجهة هذا الواقع من خلال العمل التطوعي الفاعل.