زاحموا الموتي في قبورهم واتخذوا من المدافن بيوتا ورغم انها لا تصلح سكنا وظلوا علي هذا الوضع سنوات أملا في نظرة من مسئول أو عطف من الحكومة.. لكن طال انتظارهم ولم تشفع توسلاتهم ولم ترحمهم الحكومات قبل أو بعد الثورة انهم سكان مقابر باب النصر الذين يشربون مياها ملوثة ويقضون حاجاتهم في جرادل ويلقونها في الشوارع. "139 جمهورية" رصدت مأساة 2000 أسرة بمقابر النصر بالجمالية يعيشون مأساة حقيقية تفضح الانظمة السابقة التي تجاهلتهم سنوات طويلة واستمر هذا التجاهل مع حكومة الثورة. تقول سميرة علي "55 عاما" ولدت في هذا المكان واقمت مع زوجي الكفيف وثلاثة أولاد ومنهم ولد متزوج ولديه أطفال في حوش من الخشب عبارة عن غرفتين وجردلين نقضي فيهما حاجتنا ونحصل علي المياه من المسجد المجاور فلا توجد مياه شرب ولا يوجد كهرباء تنير الغرفة من المسجد أو اعمدة الانارة كما لا يوجد صرف صحي وفشلنا في الحصول علي شقة تأوينا. أسقف خشبية أما نادية سامي "متزوجة" وتبلغ من العمر 27 عاما تقول إن زوجها ارزقيا وتزوجت بشقة سكنية ايجارها 300 جنيه ولغلاء المعيشة القاسية انتقلت هي وزوجها لحوش بالمقابر في عشة خشبية سقفها من الصاج لا تحميهم من الشتاء وامطاره الغزيرة وينامون في البرد القارص الذي يضعف من صحة اطفالهم ويصيبهم بالامراض كل حلمها غرفة وحمام بدل البراميل والنزح والجراكن غير الصالحة للاستخدام الآدمي خالصة ان زوجها عيد حسن تقدم بأوراق للحصول علي شقة من المحافظة منذ 2005 ولم يحصل عليها حتي الآن. فقر وبلطجة هاني سامح "35 سنة" متزوج ولديه ثلاثة أولاد ويعيش في كشك من الخشب هو وزوجته واولاده مع والده ووالدته واخواته ويعمل ارزقيا علي عربية لبيع الكبدة مؤكدا ان دخله اليومي 40 جنيها يعول به اسرته وينفق علي علاج والده ووالدته.. وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة يتمني أن تتجه عيون المسئولين لهذه المنطقة التي لا تتمتع بأي مقومات الحياة الآدمية علاوة علي انتشار البلطجية وتجار المخدرات الذين يعتدون علي الاهالي الذين يعترضون علي تجارتهم المحرمة لذلك قرر الرحيل من هذه المنطقة الموبوءة وتقدم بالشكوي للحي والمحافظة وللمسئولين ولكن دون فائدة. في حين تقول فوزية محمد حسان البالغة من العمر 73 سنة انها مريضة وكل دخلها معاش 160 جنيهاً من الشئون الاجتماعية وتسكن في منطقة يطلق عليها ال 18 فداناً داخل مقابر باب النصر بحوش خشبي مغطي بالخوص والصاج لا يمنع عنها حرارة الشمس في الصيف أو الامطار في الشتاء بعد ان تزوج ابناؤها وتركوها واعتبروها في عداد الأموات تقول ودموعها تسبق كلامها اتمني من الله ان اعيش بقية عمري مرتاحة البال بعد ان نصحني الاطباء بالذهاب إلي دار مسنين ولكن ما باليد حيلة لا اعرف كيف الذهاب وكثيرا ما يأتي موظفو الحي والمحافظة ويعطون لي بادرة امل ولكن لا يكتمل الأمر ويدب اليأس في نفسي مرة أخري.