يعيش اكثر من300 اسرة بمقابر سوق الجمعة بمدينة المحلة الكبري حياة غير آدمية في عشش من الخشب والكرتون والصفيح لاتزيد مساحة العشة الواحدة علي اربعة امتار دون أي خدمات. سكان العشش المجاورة للمقابر انهكهم ثالوث المرض والجوع والجهل في تلك البيئة العشوائية, واكدوا انهم طالبوا اكثر من مرة بتوفير وحدات سكنية لهم تؤوي اسرهم دون جدوي. الأهرام المسائي زارت عشش هؤلاء البؤساء ورصدت واقعهم المؤلم, السيد عيد محمد والي(55 سنة) يعاني من تمزق في الرباط الصليبي ولديه5 أبناء تتراوح اعمارهم ما بين4 18 عاما لم يعرف احد منهم طريق المدرسة, اكد انه يعيش في العشة منذ عشرين عاما وقد تقدم باكثر من طلب للحصول علي وحدة سكنية وبعد19 عاما وصله خطاب لاستلام الشقة الا انه لم يتمكن من دفع1600 جنيه رسوم استلام الشقة مما جعله يتوسل الي احد رجال الاعمال وبعد حصوله علي المبلغ ذهب لاستلام الشقة لكنه فوجئ بالمسئولين يقولون له أوقفنا التسليم حسب قوله. وتقطع عزة اسماعيل الحديث قائلة: نحن معرضون للسرقة والنهب واغتصاب بناتنا وقد فوجئت بسرقة التليفزيون وانبوبة الغاز من العشة التي اقيم بها منذ يومين. ويضيف زوجها محمد عبد القوي عامل بقهوة قائلا: سبق وان تقدمنا بطلب اكثر من مرة للحصول علي وحدة سكنية سواء بالقرعة او بالترتيب ولم يسعدنا الحظ في الحالتين ودفعنا خمسة الاف جنيه للحصول علي شقة بالقرعة منذ عامين, حيث تم اختيار164 من490 متقدما للقرعة. الحاجة وصفة حسين التي تمكنت منها العديد من الامراض ارملة وتعول اربع بنات لا عمل لهم سوي بيع المناديل في الشوارع تقول: انها تقيم منذ اكثر من12 عاما وتقدمت بالعديد من الطلبات للحصول علي وحدة سكنية الا أنها فوجئت رغم بحث حالتها وثبوت احقيتها برفع اسمها من كشف المستحقين وابداله باسم آخر. اما حمدي السعيد سائق توك توك يقيم في العشة منذ7 اشهر اكد انه اشتري هذه العشة من احد الاشخاص بمبلغ700 جنيه بعد ان كان يسكن في شقة ب500 جنيه شهريا مما اضطره الي البحث عن مأوي يتناسب ايجاره مع دخله. ويضيف احمد صبري عامل: كل ما نحلم به شقة فقط تؤوينا من الفئران والثعابين والبرد وتحمي اولادنا من الفقر والجهل الذي يحيط بنا من كل جانب. وتقول سماح عبد الحميد: ارملة ان هناك بعض الاسر حصلت علي وحدات سكنية اكثر من مرة ولكنهم يرفضون الانتقال لان هذه العشش تعتبر باب رزق لهم. واضافت ان سكان العشش يقضون حاجتهم في جرادل من البلاستيك وينامون هم واطفالهم الي جانب هذه الجرادل.