منذ اغتصابه السلطة الشرعية بقوة السلاح والانقلاب العسكري الدموي دأب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي شن الهجوم على الدين الإسلامي واتهامه بأنه دين معادٍ للسلام، واتهام أتباع الدين الحنيف بأنهم إرهابيون يريدون أن يقتلوا العالم كله ليعيشوا هم، حسب مزاعمه وأكاذيبه، كما أنه أعلن الحرب على الدين وطالب بثورة دينية لتغيير الخطاب الديني ومفاهيم وموروثات الدين الإسلامي التي زعم الانقلابي بأنها تعادي العالم. هجوم على ثوابت الدين وبدأ السيسي هجومه على الدين الإسلامي في الاحتفال بالمولد النبوي عندما قال: "علينا تغيير الخطاب الديني، يجب تغير مفاهيم الدين الإسلامي ونحتاج لثورة دينية"، و"هناك نصوص دينية مقدسة تعادي الدنيا كلها مش معقول 1.6 مليار هيقتلوا 7 مليار عشان يعيشوا"، كما اعتبر أن الدين الإسلامي به العديد من المفاهيم التي تساعد الإرهاب على التوغل, فبدأ بتوجيه دعوات كبيرة للقيام بثورة دينية للقضاء على ما أسماه بالإرهاب، حسب مزاعمه. كما قال السيسي، في حوار لصحيفة وول ستريت جورنال، مارس الماضي: "إن الدين الإسلامي الحقيقي يمنح حرية لجميع الناس ليؤمنوا أو لا، فالإسلام لم يدع قط لقتل الآخرين الذين لم يؤمنوا به، كما لم يقل إن للمسلمين الحق في إملاء معتقداتهم على العالم، ولم يقل إن المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة وسيلقى غيرهم في الجحيم"، على حد تعبيره. ووصف السيسي، أثناء خطابه في احتفالات الذكرى ال51 لإذاعة القرآن الكريم، مفاهيم الدين الإسلامي بأنها تعادي تعاليم الإسلام والدول الغربية، وتجعل المسلمين مصدر قلق وخطر وتهديد للعالم، حيث قال: « إن مصر بحاجة إلى ثورة دينية ضد ما أسماه بالأفكار المشوشة والمغلوطة عن الدين الإسلامي، وأن المسلمين أصبحوا يمثلون مصدر إساءة لدينهم ونبيهم حول العالم" حسب زعمه. خطاب مناقض للأقباط وجاء خطاب السيسي تجاه الأقباط مناقض تمامًا للهجوم الذي يشنه على الدين الإسلامي، حيث قال السيسي خلال كلمته التي ألقاها بالكاتدرائية في احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد يناير الماضي: "كان ضروريًّا أن آجى وأقولكم كل سنة وأنتم طيبين، وأضاف : "مصر على مدى آلاف السنين علمت الإنسانية والحضارة للعام كله وعاوز أقولكم العام منتظر من مصر دورها الحضاري". وتابع :" مهم جدًّا إن الدنيا تشوفنا مينفعش حد يقول غير كده إحنا المصريين إحنا بنتكلم كلام بنسطر للعالم دلوقتى وبنفتح طاقة أمل على آلاف السنين علمت الحضارة للعالم والحضارة انطلقت للعالم كله ولازم نقول إحنا المصريين، وعاوز أقولكم إن إحنا إن شاء الله هنبنى بلدنا مع بعض وهنحب بعض كويس وبجد" . رفض لهجوم السيسي على الدين وهاجم الدكتور سعيد عبد العظيم، نائب رئيس الدعوة السلفية، السيسي على خلفية دعوته إلى تجديد الخطاب الديني وإقامة ثورة دينية على الإسلام، مستنكرًا أن يُنتقد الفكر والنصوص المقدسة التي تعيش بها الأمة منذ مئات السنين، قائلا: «هذا الكلام غاية في الخطورة وقلب للحقائق وانقلاب على الدين حتى وإن طالب قائله بثورة دينية، ولا بد من رد هذا الكلام وتخطئته لا التصفيق له أو السكوت عليه، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والمصفق للباطل شيطان ناطق». وتابع: «كنت أفهم أن نساند المسلمين المستضعفين والمشردين هنا وهناك، لا أن نشن حربًا على الإسلام وأهله في الداخل والخارج، لو وُجد من يوصف بالتطرف والغلو من المسلمين، فبماذا يوصف الأمريكان واليهود والغرب». من جانبه، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتاوى: إن الخطاب الدينى خطاب معتدل وموروث عند جميع الأئمة منذ القدم ولا يحتاج إلي إقامة ثورة دينية عليه أو تعديل كما يري الرئيس السيسي. وأضاف الأطرش، في تصريحات خاصة، للمصريين أن الدين الإسلامي ليس به مفاهيم خاطئة ولا يدعو إلى العنف كما يقال بدليل أن جميع الأئمة يبدأون خطبهم بالآية الكريمة: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، فالدين الإسلامي دين متسامح في خطابه ولا يحض على الإجرام بأي شكل من الأشكال.