في إطار ردود الفعل التي فجرتها تصريحاته خلال الاحتفال بالمولد النبوي، ندد الدكتور سعيد عبدالعظيم، أحد قيادات "الدعوة السلفية" بالإسكندرية، بطلب الرئيس عبدالفتاح السيسي بثورة دينية على النصوص والمفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية. ووصف عبدالعظيم، دعوة السيسي التي جاءت في سياق انتقاده لأفكار تم تقديسها لمئات السنين قال إنها تسببت في معاداة العالم بأسره "يعني 1.5 مليار مسلم هيقتل ال7 مليار علشان يعيشوا مش ممكن، إحنا في حاجة إلى ثورة دينية"، بأنه "كلام غاية في الخطورة وقلب للحقائق وانقلاب على الدين حتى وإن طالب قائله بثورة دينية". وقال السيسي إنه "يجب على علماء الأزهر التصدي للفكر الخطأ الذي يسيء للإسلام والمسلمين ويدمر الأمة الإسلامية"، محملاً علماء الأمة ضرورة القيام بهذه المهمة لتجديد الخطاب الديني وفقًا للدين الإسلامي الحنيف، ومؤكدًا ضرورة الاقتداء بأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام، خاصة قيم الصدق والأمانة والإخلاص، مختتما قوله: "سوف أحاجيكم أمام الله في ذلك". وعارض السلفي، دعوة السيسي في تغريدة مطولة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلاً: "لابد من رد هذا الكلام وتخطئته, لاالتصفيق له أو السكوت عليه، فالساكت عن الحق شيطان أخرس, والمصفق للباطل شيطان ناطق". وأضاف: "كنت أفهم أن نصرة الحق والغيرة على الدين ستجعلنا نتوب عن الجرائم والجنايات التي ارتكبناها في حق الله وحق المخلوقين, والتي تعدت هذا الشعب إلى غيره، ونسارع برد الحق لنصابه فنرجع للكتاب والسنة ونطبق الشريعة، ونوقر أهل العلم والصلاح, وننهج منهج الأنبياء والمرسلين, ونعود بالأمة إلى مثل ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام ، ونجاهد أنفسنا في ذلك جهادًا كبيرًا". وعلق عبدالعظيم: "كنت أفهم أن نساند المسلمين المستضعفين والمشردين هنا وهناك, لا أن نكون حربًا على الإسلام وأهله في الداخل والخارج". ومضى متسائلاً: "لو وُجد من يوصف بالتطرف والغلو من المسلمين, فبماذا يوصف الأمريكان واليهود والغرب؟ هل انتهت الحروب الصليبية؟ وهل انتهى الروس عن حروب الإبادة للمسلمين...... ناهيك عما يحدث للمسلمين في الصين والهند, وفي كثير من بقاع الأرض". واستدرك قائلاً: "فلا يُقبل من حاكم أو محكوم مثل هذا الخلط وهذا التعميم, وأن مليار مسلم يريدون قتل سبعة مليارات من غير المسلمين !!!!!!!!!!!! سبحانك هذا بهتان عظيم". واعتبر في سياق تعليقه على دعوة السيسي أنها "تنفير واستعداء، وفى أحسن الأحوال جهل بالشرع وبالواقع, يتطلب من قائله مراجعة نفسه والخروج من عالمه الذي يعيش فيه بتوبة نصوح, وإلا فيخشى من عاقبة ذلك في الدنيا قبل أن يثور هو على الدين, ولعذاب الآخرة أشد". وقال القيادي السلفي "نحن نريد لأنفسنا وللدنيا بأسرها أن نحيا حياة إسلامية صحيحة نتشبه فيها بمن مضى بإحسان، حياة العزة والكرامة والحرية الحقيقية التي هي عبارة عن العبودية لخالق الأرض والسماء، نريد الأمن والأمان لنا ولغيرنا في الدنيا والآخرة, ولا سبيل لذلك إلا بإسلام الوجه لله تعالى". وأردف: "خوفنا وشفقتنا على أنفسنا والآخرين تجعلنا نردد "قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد –صلى الله عليه و سلم- نبيًا". وحذر عبدالعظيم من خطورة ما سماه "التلاعب بالدين"، قائلاً: "لقد تعلمنا من ديننا أن الله كتب الإحسان في كل شيء, وأن في كل ذي كبد رطبة أجر، وأن المرأة دخلت النار في هرة (قطة) حبستها لا هي أطعمتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، وأن البغي دخلت الجنة في كلب سقته . فلا تتلاعبوا بدينكم, بل انصبغوا بصبغة الإسلام تفلحوا، فهذا الدين هو دين الكمال والجلال والجمال، مغلوب من حاربه ومن عادى أهله, فليأذن بحرب من الله لا طاقة له بها، فالله غالب على أمره. ومتم نوره و لو كره الكافرون".