قال الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا إلى إقامة ثورة وانقلاب على الفكر المتطرف وليس تغير الخطاب الدينى، مؤكدا أن الثورة تعني تغير أفكار سلبية كانت تقوم عليها الأسس الدينية ويستغلها بعض المخربين في بعض أعمال العنف والإرهاب. تابع الهلالى في تصريحات ل"المصريون"، أن هذه الثورة ستكون في إطار الدين والشريعة وأنها لا تغير من أسس الدين إلا الأفكار الفاسدة فقط. وشدد الهلالى على أهمية أن يكون الخطاب الدينى متوافقًا مع لغة القوم والعصر الذي يتوجه إليهما، على ألا يتعدى على الأصول الشرعية المعتبرة عند العلماء، وعلى أن يتم طرح هذه الأصول بشكل يصل لعامة الناس ويتسلّل إلى قلوبهم. وقال الهلالي إن الفكر السلفي في مصر هو العائق الكبير نحو تجديد الخطاب الديني، نظرًا لتشدّده ورفضه الفكر الآخر، فالدين عندهم حرام وحلال فقط، مؤكدًا أن هذا الفكر منتشر بقوة داخل جامعة الأزهر ومسيطر على المساجد، وبالتالي فإن أولى خطوات الخطاب الديني الحقيقي تتمثل في إبعاد الفكر السلفي عن الأزهر والمساجد والتواصل مع الناس. ومن جانبه، رأى فضيلة الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتاوى أن الخطاب الدينى خطاب معتدل وموروث عند جميع الأئمة منذ القدم، فجميع الأئمة يبدؤون خطبهم بالآية الكريمة: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، فالدين الإسلامي دين متسامح في خطابه. وتابع الأطرش أن العمليات الإرهابية التي يفعلها بعض الأشخاص من المؤكد أنهم لا يحضرون خطب الجمعة ويطبقون مفاهيم دينية خاطئة، مشددا على أن الإرهاب لا دين له.