لن تحتاج إلى تفكير عميق أو مجهود كبير في المقارنة بين المواقف ولغة الخطاب، لتكتشف حقيقة عداء قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي للدين الإسلامي، وهو ما كان سببًا رئيسيًّا في انقلابه على الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي، بعدما اعترف السيسي بنفسه في أكثر من حوار صحفي وحديث تليفزيوني بأن الانقلاب على مرسي تم لأنه كان يريد إقامة دولة إسلامية. قبل 5 أيام فقط هاجم قائد الانقلاب العسكري، الخطباء وعلماء الأزهر في كلمة ألقاها في احتفال المولد النبوي، يوم الخميس، وكان السيسي عابس الوجه، ووجه انتقادات للتمسك بالنصوص الدينية المقدسة، التي وصفها ب"أنها تعادي الدنيا كلها"، حسب زعمه. وفي جرأة على ثوابت الإسلام، قال السيسي: "لا يمكن أن يكون هذا الفكر الديني المقدس المتضمن نصوصًا وأفكارًا تم تقديسها من مئات السنين.. وأصبح الخروج عليها صعب.. لدرجة أنها تعادي الدنيا كلها"، حسب قوله، مشيرًا إلى الحاجة لوجود ما وصفها ب"ثورة دينية"، مبررا هجومه على النصوص الدينية بقوله "أن الأمة تمزق وتدمر وتضيع بأيدينا" بحسب زعمه. أمس الثلاثاء، كان السيسي قائد الانقلاب العسكري هو أول شخص في منصب الرئاسة "رئاسة الدم" يقوم بالذهاب إلى الكاتدرائية بالعباسية لحضور قداس الميلاد وتهنئة الأقباط في بأعياد الميلاد. وحظى السيسي باستقبال حافل من قبل الأقباط في الكنيسة والحضور، كما أنه كان بشوش الوجه في مقابل التكشيرة التي كانت ترسم وجهه في الأزهر. قال السيسي -في حديثه بالكاتدرائية- "كان ضروري أن أحضر وأقولكم كل سنة وأنتم طيبين، وأرجو أن أكون مقطعتش عليكم الصلاوات.. عاوز أقولكم على حاجة.. مصر على مدى آلاف السنين علمت الإنسانية والحضارة، والعالم منتظر من مصر برضوا فى العام اللى احنا فيه واحنا كمان بنحبكم"، حسب زعمه. وأضاف: "احنا المصريين احنا بنتكلم كلام بنسطر للعالم دلوقتى وبنفتح طاقة أمل على آلاف السنين علمت الحضارة للعالم والحضارة انطلقت للعالم كله ولازم نقول احنا المصريين" – على حد قوله. بهذا الكلام فإن السيسي يبرئ الخطاب المسيحي من العنف والتطرف، بينما يرمي بكل التهم على الخطاب الديني الإسلامي بأنه يدعو للعنف والتطرف وهو ما يكشف حقيقة العداء الشديد داخل الانقلابي للدين الإسلامي والمسلمين. خطاب السيسي في الأزهر زيارة السيسي للكاتدرائية