انتفضت القاهرة على صيحات مشجعي الأهلي عندما سجل فلافيو أمادو هدفين قاد بهما الأهلي للفوز على بترول أسيوط بعدما كادت تلك الجماهير أن تفقد الأمل في أن ينهي الأنجولي فترة صيامه الطويلة عن التهديف في الدوري المصري. ولم تختلف هذه الصيحات عن تلك التي أطلقها معلق المباراة في قناة النيل للرياضة عندما صرخ في ذهول مما يراه : "فلافيووو ، أخيرا ، أخيرا" بعدما أحرز المهاجم الدولي هدفه الأول مع الأهلي في عام كامل. ولكن فلافيو لم يكتف بهذا الهدف ، بل أطلق قذيفة مدوية في شوط المباراة الثاني ، ليؤكد فوز الأهلي ويترك ابتسامة تجمع السخرية بالاندهاش على وجه المدافع المكلف برقابته. وتتمنى جماهير الأهلي أن تكون تلك الثنائية أيقظت فلافيو من كابوس طويل يعانيه منذ حضوره إلى مصر في يوليو 2005 ، وأن تفتح له الطريق لمزيد من النجاح مع حامل لقب دوري أبطال أفريقيا في الفترة المقبلة. "إن فلافيو لاعب جيد ، ولكنه يعاني من سوء حظ غريب أمام الشباك" بحسب أمين القاضي ، الذي يعمل سائق تاكسي ويبلغ من العمر 52 عاما قضى معظمها في تشجيع الفريق الأحمر. وأضاف القاضي لFilGoal.com : "ولكن مع هذا الأداء ، ليس لدي شك أنه سيقدم مستواه الطبيعي الذي نراه جميع مع منتخب أنجولا". وشيدت جماهير الأهلي آمالا عريضة على كتفي فلافيو عند توقيع عقد انضمامه للأهلي لمدة أربع سنوات مقابل 480 ألف دولار ، قادما من بترو أتلتيكو الأنجولي قبل عام. وكان لا يزال أداء فلافيو الراقي مع أتلتيكو في عام 2001 عالقا في أذهان كثير من المصريين ، عندما سجل هدفا في المباراة التي فاز فيها فريقه على الأهلي 4-2 في دوري أبطال أفريقيا ، وهي أقسى هزيمة لبطل مصر على أرضه طوال تاريخه في البطولات الأفريقية. بداية محبطة قدم فلافيو مع أول مران له مع الأهلي مستوى طيبا ، دفع الجماهير التي ملأت ملعب مختار التتش إلى تحيته بشكل حار قبل أن يخفت الحماس تجاهه تدريجيا مع استمرار إهداره للفرص السهلة أمام المرمى. وتخلل أداء فلافيو الباهت مع الأهلي هدف غير مقصود سجله عندما ارتطمت كرة عرضية برأسه وحولت اتجاهها إلى المرمى في مباراة فاز فيها فريقه على غزل المحلة 3-1 في الدوري. إلا أن القشة التي قسمت ظهر البعير ، كانت في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الزمالك عندما فشل فلافيو في تحويل ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة ولوحة النتيجة تشير إلى تقدم الأهلي بهدفين مقابل هدف ، وهي الكرة التي كانت ستحسم تأهل الأهلي إلى النهائي بشكل كبير من دون انتظار مباراة العودة.
وفي يناير ، ومع توقف الدوري المحلي بسبب استضافة مصر كأس الأمم الأفريقية ، كان فلافيو متواجدا على رأس قائمة الفريق الأنجولي المشارك في البطولة. وفي مفاجأة كبيرة للجماهير المصرية ، كان فلافيو هو النقطة المضيئة الوحيدة في مشوار أنجولا القصير ، إذ سجل ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات على الرغم من توديع بلاده البطولة من الدور الأول. وأنعشت الأهداف الثلاثة طموحات الجماهير من جديد مع لاعبها الأسمر ، وتوقعوا أن ينعكس هذا الأداء على مستواه مع الأهلي في الدوري. ولكن فلافيو واصل عروضه الفقيرة مع الأهلي وأثبت فشله في حل شفرات حراس فرق الدوري الممتاز ، ما دفع الجماهير إلى صب جام غضبهم عليه في كل مناسبة ممكنة. ومع تزايد حنق الجماهير ومطالبتها المستمرة بالإطاحة بفلافيو ، اضطر المدير الفني للأهلي مانويل جوزيه إلى إجراء التمارين من دون جماهير حتى يرحم لاعبه من هتافات عدائية لا تتوقف. وقال فلافيو في هذه الفترة العصيبة في حوار مع FilGoal.com إن علاقته بالمشجعين ستتحسن فور نجاحه في تسجيل بضعة أهداف أو حتى هدفا واحدا في مرمى الزمالك. علاج نفسي بيد أن إنجازه التالي فاق بكثير مجرد تسجيل هدف في مباراة الدربي. وبات فلافيو - 26 عاما - الأنجولي الأول في التاريخ الذي يهز الشباك في كأس العالم عندما أحرز هدفا لفريق بلاده في مرمى إيران في مباراتهم الأخيرة في ألمانيا 2006. وفي حديثه بعد المباراة ، أعرب فلافيو عن امتنانه إلى شخص قلما يذكر دوره علانية في المؤتمرات الصحفية حيث أشاد بدور الطبيب النفسي للفريق الذي "ساندني خلال تلك المحنة حتى استطعت التسجيل مرة أخرى". أما الآن ، وبعد تسجيل هذه الثنائية التاريخية في الدوري المصري ، وجه فلافيو الشكر إلى أناس آخرين. وقال في ارتياح كبير عقب اللقاء : "أهدي هدفي اليوم إلى كل الجماهير سواء من ساندني أو انتقدني ، أتمنى أن تكون هذه المباراة بداية جديدة لي مع الأهلي".