أُدرِج ضمن قائمة أخطر الإرهابيين في العالم، ورصدت الولاياتالمتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه، هو الملا محمد عمر زعيم تنظيم طالبان، المولود في في مدينة "ترنكوت" عاصمة ولاية "أورزغان" الأفغانية في العام 1954. مات والده وهو صغير وكانت عليه إعالة أسرته، وأصبح "عمر" شيخًا للقرية قبل الانضمام إلى المجاهدين وقتال الاحتلال السوفياتي، ولايزال وقتها طالبًا لم يكمل دراسته، فقدراته العلمية متواضعة وقدراته في مخاطبة الجماهير ضعيفة. بعد دخول المجاهدين إلى "كابول أراد الملا عمر أن يكمل دراسته بمنطقة سنج سار، وهناك بدأ التفكير في القضاء على "المنكرات" في تلك المنطقة، فجمع طلاب المدارس الدينية والحلقات لهذا الغرض في صيف عام 1994 وبدأوا العمل بمساعدة بعض التجار والقادة الميدانيين. أمضى "الملا عمر" فترة الجهاد ضد القوات الروسية قائدًا لمجموعة مسلحة في جبهة القائد "ملا نيك محمد" التابعة للجمعية الإسلامية بولاية قندهار، وجرح في الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي من عام 1989-1992 وفقد عينه اليمنى. بدأ الملا عمر، كرجل دين بسيط من "البشتون" ليس لديه أي فكرة أو رؤية عن مستقبل الدولة الأفغانية. وقال متحدثاً عن نفسه "كنت أدرس في مدرسة مع حوالي 20 من زملائي الطلاب، فسيطر الفساد على وجه الأرض، واستشرى القتل والنهب والسلب، وكان الأمر بيد الفسقة والفجرة، ولم يكن أحد يتصور أنه من الممكن تغيير هذا الوضع وإصلاح الحال، ولو فكرت أنا أيضًا وقلت في نفسي {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} لكفتني هذه الآية ولتركت الأمر لأنه لم يكن في وسعي شيء، لكنني توكلت على الله التوكل المحض، ومن يتوكل على الله هذا النوع من التوكل لا يخيب أمله أبدًا". اختارته حركة طالبان أميرًا لها في أغسطس 1994، ولقب ب"أمير المؤمنين"، ومنذ ذلك اليوم تعتبره الحركة أميرًا شرعيًا لها، له في نظر أتباعها جميع حقوق الخليفة، فلا يجوز مخالفة أمره. كان الحاكم الحقيقي لأفغانستان حيث صدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه، وكان يدير أمور حركة طالبان وأمور الحكومة في كابولوالولايات عن طريق الهاتف واللاسلكي من قندهار، ولا يعرف مكانه منذ هزيمة طالبان وسيطرة تحالف الشمال على أفغانستان مكان اختباء الملا عمر وإن كان يعتقد وجوده في منطقة القبائل الباكستانية.