حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حركة طالبان بين الصعود والهبوط
نشر في أخبار مصر يوم 22 - 06 - 2008

*خلفية تاريخية عن افغانستان
مرت أفغانستان بتاريخ طويل من الحروب الخارجية والداخلية ،فكانت اهم الحروب الخارجية هى حربها مع المملكة المتحدة في القرن التاسع عشر (1800-1899)، والحرب السوفيتية في أفغانستان عام 1979. ومنذ رحيل السوفييت عام 1989، بدأت حروب داخلية في البلاد.
وكان الوضع قد تأزم بين الفصائل الأفغانية المختلفة المحاربة ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان في الثمانينات بعد النجاح في إخراج السوفييت. ثم تفجرالصراع بينهم مع بدء السباق إلى كابول عاصمة أفغانستان عام 1992 و سعي جميع الأطراف المتشاركة في الحكم إلى الإستئثار بالسلطة.
وفي نوفمبر 1994 بدأت طالبان بالظهور، وخلال عامين سيطرت على معظم مناطق أفغانستان ودخلت كابول عام 1996 وأعلنت نفسها الحاكمة للبلاد .واستمرت سيطرة طالبان حتى بدأت القوات الأمريكية بضرب قوات طالبان في 7 أكتوبر 2001 .
**تعريف بحركة طالبان
تعنى كلمة طالبان جمع كلمة طالب في لغة البشتو، وقد نشأت الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة باسم طالبان في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر مجاهد، حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994.
وينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 38% من سكان أفغانستان .
تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.
*عناصر حركة الطالبان
تتكون العناصر البشرية للطالبان من مجموعات متباينة مثل:
- طلاب المدارس الشرعية الأفغان، الذين كانوا يدرسون في المدارس الدينية بباكستان، وأغلبهم من اللاجئين الأفغان، وهؤلاء يشكلون عصب الحركة.
- بعض ضباط الجيش الحكومي السابق، ممن هربوا إلى باكستان معلنين خروجهم على النظام الحكومي الشيوعي. وقد قام هؤلاء بدور رئيس في تدريب أفراد الطالبان، علاوة على قيامهم بقيادة الطائرات والدبابات، وتشغيل الأسلحة المتطورة، التي لا يستطيع تشغيلها أو صيانتها أفراد الطالبان.
- بعض أفراد من جهاز المخابرات الأفغاني السابق "الخاد" حيث تم استيعابهم داخل جهاز " الحسبة"، الذي أنشأته الحركة. وعلى الرغم من معرفة قادة الطالبان أن هناك العديد من الشيوعيين السابقين داخل الحركة، إلاّ أنهم يؤكدون على أن هؤلاء الأفراد قد تغيرت أيديولوجيتهم، وأصبحوا منتمين فكراً وعقيدة تجاه حركة الطالبان.
-أغلب عناصر الحركة كانوا ضمن تنظيمات المجاهدين، وبعضهم شارك في الجهاد ضد الجيش السوفيتي، مثل زعيم الحركة محمد عمر، ، والملاحظ أن الحركة ذات الأغلبية البشتونية قد استقطبت العديد من أعضاء الحزب الإسلامي ، والجمعية الإسلامية.
*أهداف الحركة
أعلنت طالبان عند بداية نشأتهاعلى لسان الناطق الرسمي باسمها الملا عبد المنان نيازي يوم11/3 /1994 أن هدف حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف إضافة إلى إزالة مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم.وفعلاً قامت الحركة بالإستيلاء على عدد من الولايات ولقيت قبولا مبدئيا لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية
بعد ذلك طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية كما صرح بذلك الملا محمد عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم4/4/ 1996.
الملا محمد عمر مؤسس الحركة يقول من ناحيته إن الفكرة نبعت في ذهنه بعد أن فكر في الفساد المستشري في ولاية قندهار حيث كان يتلقى علومه الدينية ورأى أنه لا بد من وضع حد لهذا الفساد الذي أشاع الفوضى والإخلال بالأمن في ربوع البلاد، ودعا بعض طلاب المدارس الدينية فوافقوا على العمل للقضاء على هذا الفساد وبايعوه أميرا لهم. وفي4/3 / /1996/ اجتمع 1500 من علماء أفغانستان من مناطق مختلفة وبايعوه أميرا على البلاد.
*الأفكار السياسية للحركة:
تعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة وهو يأتى بانتخاب أعضاء الحركة، ولا توجد مدة محددة لتوليه للمنصب، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتي ما يخالف الدين. وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور وتمنع عمل المرأة خارج بيتها ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "تقوم على أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء وفرقة بين الناس".
كما ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله على حد تعبيرهم .
*مقاتلو طالبان : لا توجد لدى حركة طالبان قوات خاصة، بل ولم تملك الجيش النظامي أصلا خلال فترة تولى الحكم، بل كانت كل ما تملكه الحركة مجموعة من طلاب المدارس الدينية الذين لا يتلقون من التدريبات النظامية إلا باستخدام بعض الأسلحة الخفيفة، ويضاف إلى ذلك مجموعة من المقاتلين من الجنسيات الأخرى، مثل العرب والباكستانيين وغيرهم، الذين كانوا يتلقون بعض التدريبات الخفيفة في معسكرات التدريب الخاصة بهم.
*العوامل التى ساعدت على نشأة طالبان:
عوامل داخلية :
وتتعلق بالصراعات الداخلية فى افغانستان وما نتج عنها من فوضى وتردى داخل البلاد وذلك على النحو التالى:
- الحروب الأهلية
على الرغم من كل المعاهدات التي وقعها القادة المتحاربون إلا أن الحرب الأهلية بين جميع الفصائل والتي راح ضحيتها نحو40 ألف شخص بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف ظلت مشتعلة، وفشلت جميع الوساطات التي قام بها عدد من العملاء والجهات الإسلامية والدولية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة، ونقض قادة الفصائل المتحاربة كل الاتفاقيات التي وقعوها.
وكان لذلك دور مهم في إقبال قطاعات كبيرة من الأفغان على حركة طالبان التي رأوا فيها وسيلة لتخليص أفغانستان من ويلات تلك الحروب وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
- الفوضى السياسية
انقسمت أفغانستان بين الجماعات والفرق المتصارعة، وأصبحت وحدة البلاد فى خطورة كبيرة من جراء هذا الصراع، وانعدم الأمن والإستقرار الأمنى واحترام القوانين . فكانت حركة طالبان أملا للشعب الأفغاني في المحافظة على وحدة البلاد ومنع تفتيتها على خلفية التعصب لأصول عرقية أو مذهبية.
- الاضطرابات الأمنية والأخلاقية
وقد عانت أفغانستان كثيرا من انفلات الوضع الأمني الذي تمثل في اختطاف السيارات وبالأخص التابعة للمؤسسات الإغاثية وأعمال السلب والاشتباكات المسلحة التي كانت تقع بين المجموعات المسلحة داخل الأماكن المزدحمة مما كان يسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. كما نتج عن ذلك ابتزاز الأموال وفرض أنواع من الإتاوات، كذلك كثرت حوادث الاعتداء على الأعراض وانتشار الرذائل لذلك رغب الناس في أية سلطة تعيد الأمن وتفرض الاستقرار وتمنع هذه الانتهاكات الأمنية والأخلاقية .
عوامل خارجية:
وتمثلت في أوضاع المنطقة والظروف الدولية التي كانت مهيئة لنشأة الحركة0 وقد تضافر العديد منها في وقت واحد على المستوى الدولي والإقليمي وهيأت المجال أمام حركة طالبان وذلك مثل:
-باكستان
كانت باكستان تريد دولة صديقة لها في كابول تشكل عمقا استراتيجيا لها ضد عدوها التقليدى الهند ، حيث ظلت علاقات باكستان مع أفغانستان في توتر مستمر منذ نشأتها عام 1947 ، وأيضاً سعت باكستان من ناحية أخرى إلى إيجاد وضع مستقر في ظل حكومة صديقة لها في كابول لتفتح أمام التجارة مع أسواق أسيا الوسطى،الى جانب أنها تريد أن تجني ثمار جهودها، بعد أن قدمت تضحيات كبيرة في سنوات الجهاد لإجلاء السوفيت عن أفغانستان وقدمت خدمات كبيرة لنحو 6ر3 مليون مهاجر أفغاني وأعتبرت أنها إذا لم تكلل جهودها بحكومة موالية لها في كابول فسيعتبر ذلك فشلا ذريعا لسياستها .
- الولايات المتحدة الأمريكية
كان للولايات المتحدة الأمريكية أهداف محددة في أفغانستان عقب خروج القوات السوفيتية منها كما يرى المراقبون تمثلت في الآتي:
1 ضرب الأصولية المتمثلة في الأحزاب الجهادية بأصولية أشد لأن ضربها بغير ذلك صعب في ظرف أفغانستان
2 منع النفوذ الإيراني وتشديد الحصار عليه من جهة الشرق
3 استقرار الوضع في أفغانستان في ظل حكومة تتمكن من منع زراعة المخدرات ولن يتم ذلك في نظر الأمريكيين والغرب إلا بالسلطة الدينية، وكذلك منع نشاط العرب المطلوبين من بلادهم أو دوليا والقيام بجمع السلاح من أفغانستان والسيطرة عليها. والملاحظة الغريبة أن الذي سعت أمريكا بشدة لدعم طالبان من أجل تنفيذه قامت طالبان بتنفيذ عكسه تماما، فقد وفرت للأفغان العرب معسكرات للتدريب ومنحت أعدادا كبيرة منهم الجنسية الأفغانية
4 إيجاد حكومة صديقة لها لا تعارض السياسة الأمريكية الخارجية.
*إستيلاء طالبان على الحكم
حققت قوات طالبان مكاسب عسكرية سريعة واستطاعت أن تهزم القيادات العسكرية ذات الخبرة الواسعة بفنون القتال أثناء الحرب الأفغانية السوفياتية، والسبب في ذلك يرجع إلى قوة الدافع الديني المحرك لهؤلاء الطلاب والذين أفتى لهم علماؤهم بأن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله، وبسبب التعاطف الشعبي الذي لاقوه رغبة في التخلص من الاضطرابات الأمنية وحالة الفوضى التي كانت تعيشها أفغانستان. وكانت مراحل الاستيلاء على السلطة على النحو التالي:
1994: في يوليو/ تموز تنزع مجموعة من طلبة المدارس الدينية سلاح مجموعات من المقاتلين الأفغان وتزيل نقاط جمع الأموال من الناس في ولاية قندهار الجنوبية. وفي أغسطس/ آب يبايع عدد من طلبة المدارس الملا محمد عمر أميرا لهم لإقامة دولة إسلامية في أفغانستان. وفي 3 نوفمبر/ تشرين الثاني تنقذ قوات طالبان قافلة تجارية باكستانية من قبضة بعض قادة المقاتلين الأفغان وتنجح فى السيطرة على مدينة قندهار بأكملها.
1995: طالبان تواصل زحفها باتجاه مناطق مختلفة من باكستان وتسيطر على العديد من المدن المهمة مثل غزني وميدان شهر معقل حكمتيار وتشارسياب بالقرب من كابل، وولايتي بكتيا وبكتيكا.
1996: استمرت الانتصارات العسكرية لطالبان ودخلت قواتها هرات على الحدود الإيرانية الأفغانية وطردت القوات الحكومية من كابول ثم سيطرت عليها في 27 سبتمبر/ أيلول 1996، وقتلت الرئيس الأفغاني السابق نجيب الله وانسحب رباني إلى المناطق الشمالية، وأعلنت طالبان أفغانستان إمارة إسلامية يحكمها الملا محمد عمر الذي لقب بأمير المؤمنين.
عام 1997: ثلاث دول إسلامية تعترف بحكومة طالبان وهي باكستان والسعودية والإمارات.
وفي 27مايو/حزيران 1997 حدثت خلافات شديدة بين قوات الجنرال عبد الملك وقوات طالبان أسفرت عن قتل وأسر آلاف العناصر من طالبان وكان من بينهم كبار القيادات وإجلاء طالبان عن بعض المناطق في الشمال.إلا انه خلال الأعوام من 1997 - 2000 عادت قوات طالبان إلى المناطق التي انسحبوا منها في الولايات الشمالية مثل فارياب ومزار شريف وطالقان، ثم بسطت نفوذها على بعض مدن الشمال مثل باميان وبادجيس.
ومن أبرز الأحداث التي انعكست على حركة طالبان السنوات الماضية:
- تدمير الحركة للآثار البوذية
رغم الاعتراضات الدولية والدعوات الإسلامية أصرّت حكومة طالبان على القيام بعملية تدمير لآثار بوذية تقع في ولاية باميان، الواقعة في وسط أفغانستان، تعود إلى ما قبل العهد الإسلامي.
إذ شرعت طالبان في الأول من مارس 2001 م بعملية تدمير نظامية لكافة أصنام بوذا التاريخية، واستخدمت القذائف والقنابل لتفجير تماثيل بوذا العملاقة في باميان المنحوتة من الجبال، والتي تعد فريدة من نوعها عالمياً. و يذكر ان التماثيل التي دمرتها طالبان تقع ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو".
ولم تقتصر حملة طالبان على تماثيل باميان العملاقة وحدها، بل طالت مجموعة بوذا في المتحف الوطني بكابول والمجموعات الموجودة في أقاليم هرات وقندهار ونانغرهار وغزني. وتعود الآثار المدمرة إلى ما بين القرنين الثاني والسابع للميلاد، عندما كانت باميان موطناً للكهنة البوذيين. وكانت الفتوحات الإسلامية قد بلغت أفغانستان في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وجاء قرار التدمير الذي أصدره علماء طالبان يوم 26 فبراير 2001م مستنداً إلى تحريم التماثيل والتقاليد الوثنية في الدين الإسلامي. لكن مناشدات إسلامية عديدة طالبت حكومة كابول بالعدول عن قرارها المثير للجدل، دون جدوى. وتسبب تدمير آثار ما قبل العهد الإسلامي في أفغانستان في اندلاع ضجة عارمة في العالم ضد حركة طالبان، ومما فاقم الحملة تدفق سيل التقارير التي تحدثت عن الأوضاع غير اللائقة للمرأة في أفغانستان، إلى جانب الانطباعات السلبية التي تركتها القوانين المتشددة التي تعمل بها الحكومة في أكثر من مضمار.
- أحداث سبتمبر 001 2
-مثل يوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 يوما فاصلا في تاريخ حركة طالبان، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها، بعد أن رفضت الحركة تسليم اسامة بن لادن الذى اعتبرته الولايات المتحدة مسئولاً عن أحداث سبتمبر،واعتبرته طالبان غير مسئول لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه.
وتسلسلت الأحداث بعد ذلك على النحو التالى:
-22 سبتمبر/ أيلول 2001 سحبت السعودية والإمارات العربية المتحدة اعترافهما بحكومة طالبان، وبقيت باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان.
-أكتوبر/ تشرين الأول 2001 شنت أميركا وبلدان أخرى حربا على أفغانستان.
-13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 سقطت العاصمة كابل في يد قوات التحالف. ولم ينته هذا الشهر حتى سقطت مدن أفغانستان من يد حركة طالبان. وقد وقع الكثير من عناصر طالبان في الأسر.
- إحتلال قوات التحالف لأفغانستان
بعد أن قامت المقاتلات الحربية الأمريكية بقصف القرى الأفغانية ومعها العاصمة كابول انسحبت الحركة واعتصمت في الجبال معلنة أن الهدف من الإنسحاب هو تفادى تكبد الشعب الأفغاني خسائر كبيرة في أرواح المدنيين ، وأيضاً الاستفادة من أخطاء قوات الاحتلال، وتقييم عملية الانسحاب الأولي في بداية المعارك- التي أعدت فيها الحركة تنظيم قوتها واستعدادها للمعارك الجديدة.
**استراتيجية مختلفة لطالبان بعد الإنسحاب:
اتبعت الحركة فيما بعد مرحلة انسحابها استراتيجية مختلفة فى حربها ضد قوات الإحتلال اعتمدت على عدة محاور اهمها :
- توسيع دائرة الصراع والعمليات العسكرية في مختلف أنحاء أفغانستان:
اعتبرت طالبان أن عملية ترك السلطة بالإنسحاب والاعتصام إلي الجبال هى خطة عمل منظم ومخطط أعطي الحركة حرية في التنقل بين أنحاء مختلفة من البلاد،وتحولت الحركة إلي الهدوء النسبي . وهذا ما أثر علي ضربات الحركة في أن تكون بأبعاد مختلفة وفي توقيتات متباعدة أيضاً، كما هو ما صرف أنظارقوات الإحتلال الأجنبي بعيداً عنها و جعله لايدرك عمق استراتيجيتها والتحولات الجارية فيها.
- التنوع في أنماط العمليات العسكرية ضد قوات التحالف:
تعمدت حركة طالبان تنويع العمليات لعلاج مشكلات نقص التسليح وضعف كفاءه ما تستخدمه من أسلحة ،حيث قامت باستخدام الأسلحة القديمة في المعارك لكنها اعتمدت علي رؤية عسكرية تشدد علي الاستغلال الأمثل لتلك الأسلحة البسيطة، كما استطاعت الحركة من خلال فهمها لطبيعة الأرض وتضاريسها تفكيك الكثير من القواعد والمراكز العسكرية التابعة لجيش الاحتلال في أفغانستان .وقد أجمعت أغلب التقارير الصحفية في التناول الإعلامي العسكري على أن ربيع 2006 شَهِد أقسى المواجهات بين طالبان والقوات الأفغانية والأجنبية منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان قبل خمس سنوات.
ويذكر أن عمليات طالبان شهدت تصعيدا ملحوظا بعد احتلال العراق عام 2003، ومنذ عام 2004 ازدادت العمليات الاستشهادية والتفجيرات المفخخة والاستيلاء على المدن والقرى، إضافة إلي حرب العصابات التي تحسن استخدامها. وكانت قيادة حركة طالبان ومن أجل بسط نفوذها في أفغانستان، واسترجاع الحكم، أقرت بإرسالها مجموعات كبيرة من عناصرها إلى العراق للتدريب على آخر تقنيات حرب العصابات المنظمة، واكتساب مهارات صنع السيارات المفخخة، والأحزمة المتفجرة، والصواريخ الموجهة، وهي التقنيات ذاتها التي كانت تستعملها المقاومة العراقية، خصوصا تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
- العمليات الاستشهادية:
اعتمدت الحركة اعتمدت علي سلاح جديد في مواجهة القوات الأجنبية في أفغانستان، لم يكن معهوداً به في الحروب السابقة التي خاضها المجاهدين الأفغان في الحرب ضد الروس، وهوالعمليات الاستشهادية، حيث جرت في عام 2006 أكثر من 120 عملية استشهادية في أنحاء مختلفة من أفغانستان. وقد لجأت الحركة إلي تكثيف الهجمات والتركيز ضد قوات التحالف غير الأمريكي مثل القوات الكندية، وكذلك الألمانية ، معلنة أن الهدف هوعزل القوات الأمريكية عن غيرها ، وزعزعة التماسك بين قوات الاحتلال.
- الإعتماد على الشعب الأفغانى:
وذلك عن طريق الارتباط بين أفراد الحركة والشعب في كل منطقة وموقع يتوجدون فيه، وقد كان أثر الاهتمام بالعمل وسط الشعب الأفغاني أنجح لانضمام مجموعة كبيرة من المجاهدين السابقين الى طالبان، حيث انضم قلب الدين حكمتيار المعروف بمعاركه ضد الروس ، فكان لهذا الانضمام أثر فى رجحان كفة طالبان بالنسبة لمؤيدي الحركة داخل الشعب وأعراقه المتعددة ، الى جانب انضمام أفراد عاديين من الشعب وبعض متطوعي الجيش والشرطة الأفغانية الموالية للاحتلال الأمريكي إلي صفوف طالبان .
- استخدام سلاح الإعلام:
يمثل استخدام الإعلام كسلاح فى الحروب اسلوباً متبعاً في الحروب، إلا أنه كان جديداً علي حركات المقاومة التي بادرت الإهتمام بوسائل الإعلام والحرب الإعلامية علي حد سواء وهذا ما فعلته حركة طالبان، حيث قامت الحركة بإعادة بث إذاعة الشريعة التي كانت وسيلتها الإعلامية لمخاطبة الشعب الأفغاني أثناء حكم طالبان . و أيضاً لمخاطبة العالم الخارجي، خصصت الحركة متحدثين إعلاميين، ينقلون الحركة خارج إطار المحيط الأفغاني من خلال التصريح لوسائل الإعلام والقنوات الفضائية، هذا فضلاً عن استخدام شبكة الانترنت .
*الموقف من الدول المجاورة
يتفاوت موقف حركة طالبان من الدول المجاورة، فبالنسبة لإيران تميزت العلاقة بينهما بالتوتر الشديد، فالحركة تتهم إيران بالعمل على تصدير المذهب الشيعي إلى أفغانستان ودعم أحزاب المعارضة، بينما تتهمها إيران باضطهاد الأقلية الشيعية الموجودة هناك.
أما بالنسبة للموقف من الهند وروسيا وبعض دول آسيا الوسطى فإن هذه الدول لا تخفي قلقها من طالبان،خاصة روسيا وحلفاؤها في آسيا الوسطى الذين يخشوا من مبادئ حركة طالبان الإسلامية المتشددة، وطالبان بدورها لا تخفي عداءها لهذه الدول.
وبالنسبة لباكستان فقد كانت الحركة تنظر إليها على أنها أقرب الدول إليها وأكثرها صداقة لها، حتى أعلنت إسلام آباد موافقتها على التعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد أفغانستان عقب تفجيرات نيويورك وواشطن في 2001.
**طالبان الباكستانية
تفرعت من حركة طالبان الأفغانية، حركة فرعية وهى طالبان الباكستانية، وهى عبارة عن جماعة تعمل في وزيرستان على الحدود الأفغانية الباكستانية ويقودها شخص يدعى بيت الله محسود، ولهذه الجماعة انتماءات قبلية ، ويشكل دعم الطالبانيين الأفغان هدفاً رئيسياً لبيت الله محسود وطالبان باكستان، كما أن لها أجندة عالمية تتضمن القضاء على الولايات المتحدة وبريطانيا،ومن اهداف هذه الجماعة تطبيق الشريعة وطرد الجيش الباكستاني من المناطق القبلية وعدم التفاوض مع الحكومة في صورة فردية.وامتد هذا الصراع مع برويز مشرف والجيش الباكستاني نظراً لتحالفهما مع الولايات المتحدة ، كما انهم يطمحون ايضا لإقامة إمارة إسلامية، تنطلق منها الدعوة إلى أنحاء العالم كله، ولذلك يدعمون توجهات القاعدة.
ويذكر أن طالبان الباكستانية التي اعلن فى الفترة الأخيرة عن تشكيلها ، تعمل منذ سنوات تحت اسماء اخرى.مثل حركة تطبيق الشريعة والتى دخلت فى مواجهات مع الجيش الباكستانى فى منطقة وادى سوات ، وأيضاً مجاهدو وزيرستان، وهاتان الحركتان أعلنتا قيام حركة طالبان الباكستانية ، وإعلان ان بيت الله محسود هو أمير هذه الجماعة وان مولوي عمر هو الناطق الرسمي باسمها، علماً ان محسود هو قائد مجموعة اسلامية مقاتلة في جنوب وزيرستان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.