شنت الدعوة السلفية وحزب النور حملة إلكترونية لرفض الاحتفال بأعياد الميلاد، ودشنت "هاشتاج" عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: "أنا مسلم لا أحتفل بالكريسماس". تضمنت الحملة صورًا وشعارات تحض على عدم الاحتفال بأعياد الميلاد منها: "الاحتفال بالكريسماس مشهد صارخ، ينم عن تبعية مهينة للغرب وانهزام نفسي واستعباد فكري وذل حضاري وخنوع قيمي وضياع للمبادئ وتحقيق للحديث النبوي (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)، والكنيسة الأرثوذكسية لا تهنئ الكنسية الكاثوليكية بأعياد الميلاد، فكل طائفة تُكفّر الأخرى وتعتبرها ليست على دين المسيح، فلا يلام المسلم إذا لم يُهنئهم". ونقلت صفحات لحزب النور والدعوة السلفية، فتاوى سابقة للداعية السعودي الراحل محمد صالح العثيمين قال فيها: "المراد بعيد الميلاد، عيد ميلاد الإنسان، كلما دارت السنة من ميلاده أحدثوا له عيدًا تجتمع فيه أفراد العائلة على مأدبة كبيرة أو صغير، وقولي في ذلك أنه ممنوع لأنه ليس في الإسلام عيد لأي مناسبة سوى عيد الأضحى، وعيد الفطر من رمضان، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان لأهل الجاهلية، يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم، المدينة قال: "كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد بدلكم الله بهما خيرًا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى، ولأن هذا يفتح بابًا إلى البدع مثل أن يقول قائل: إذا جاز العيد لمولد المولود فجوازه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أولى، وكل ما فتح بابًا للمنوع كان ممنوعًا، والله الموفق". واختفت هذا العام فتاوى حديثة لشيوخ الدعوة السلفية عن أعياد الميلاد وتهنئة المسيحيين بها، إلا أن صفحات الدعوة وحزب النور، نشرت فتاوى سابقة للدكتور ياسر برهامي، عن تحريم الاحتفال وتهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد. واستعاضت الدعوة السلفية عن فتاوى شيوخها بتصدير فتوى ل"ابن العثيمين" الداعية السعودي الراحل عن أعياد الميلاد والكريسماس مفادها: "تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم -رحمه الله- في كتابه (أحكام أهل الذمة) حيث قال: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فَهَذَا إِنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الكُفْرِ فَهُوَ مِنَ المُحَرَّمَاتِ. وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ تُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَلِيبِ، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية، أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه".