الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد؛ فالعولمة مصطلح حديث يعني انتشار الأفكار و الثقافات عن طريق وسائل المواصلات و الاتصالات و الإعلام حتى يصبح العالم كالغرفة الواحدة، و يرى بعض المفكرين أنها خطة لنشر ثقافة معينة ألا و هي الثقافة الغربية ،خصوصا الأمريكية منها؛لذا يسمي البعضُ العولمة :الأمركة ،و قد تأثرت بعض الدول بالعولمة و منعت عرض الأفلام الأمريكية حفاظا على هُويتها ،و من هذه الدول فرنسا!. و من مظاهر العولمة و آثارها انتشار اللغة الإنجليزية حتى أصبحت اللغة الأولى عالميا، فصار طالب العلوم التطبيقية في حاجة إلى تعلم الإنجليزية خصوصا إذا سافر للخارج للحصول على درجة الدكتوراه ، و كذلك طالب العلوم الشرعية أصبح في حاجة إلى دراستها للدعوة إلى الله في الدول التي تتحدث الإنجليزية كبريطانيا و الولاياتالمتحدة و أستراليا و جزء من كندا ،و كثير من دول إفريقيا ، و كذلك فالإنجليزية اللغة الثانية في كثير من الشعوب. و من مظاهر العولمة ايضا ما شاهدناه و نشاهده كل عام في 31 من يناير من الاحتفال بالكريسماس في غالب عواصم العالم حتى العربية و الإسلامية منها ،مع أنه من أعياد النصارى و من معتقداتهم !، فهو عيد ميلاد الرب عندهم –تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-؛فأصبحت دبي - و للأسف- محط انظار القنوات الفضائية لمشاهدة مراسم الاحتفال بهذا العيد . إن الاحتفال بالأعياد عبادة ، و العبادات توقيفية ؛لذلك لما قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (ما هذان اليومان؟، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر) رواه أبو داود من حديث أنس في باب صلاة العيدين، و الإبدال من الشيء يقضي بترك المبدل منه، و قال الشيخ العثيمين -رحمه الله -: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - إن العولمة سلاح ذو حدين ، و هي أمر واقع يجب علينا الاجتهاد في استخدامه في نشر ديننا و قيمنا الإسلامية و التصدي لما تأتينا من خلالها من شبهات و أفكار مخالفة لمعتقداتنا. و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]