تضاربت الفتاوى ما بين قديم وحديث حول موقف الإسلام من تهنئة منتمي الديانة المسيحية بعيد الميلاد المجيد أو "الكريسماس"، فعلي الرغم من كون السلف اتفقوا علي التحريم القطعي لدرجة التكفير أحيانا ، إلا ان بعض الخلف والمحدثين نظروا للأمر من منظور آخر وهو التآخي والتسامح وإظهار المودة رغم اختلاف الديانات، وفي كل الحوال يقف المسلم بين الرأيين كأن علي رأسه الطير ، ليس أمامه إلا تحكيم العقل وخوف الوقوع في الفتنة. المفتي والأزهر والصوفية : اتفقت أبرز المؤسسات الدينية المصرية علي جواز تهنئة المسيحيين بالكريسماس لما تبثه التهنئة من مشاعر الوحدة والتسامح التي تحتاج لها مصر الآن كنوع من توحيد الصفوف ولم الشمل .
فمن جانبه، يواظب الدكتور "أحمد الطيب" شيخ الأزهر علي تهنئة الأخوة المسيحيين في شتي مناسباتهم الدينية، سواء ببرقيات التهنئة أو باللقاءات الرسمية.
فيما هنأ الدكتور "علي جمعة" مفتي الجمهورية، كبار رموز الكنيسة من مختلف طوائفها، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، داعيا المسلمين إلي مشاركة أخوانهم المسيحيين في تلك المناسبة باعتبارها تخص المسلمين والمسيحيين جميعا.
أما الطرق الصوفية، فأعلنت أنها ستشكل وفودا لزيارة الكنائس، والتبرؤ من الفتاوى المعارضة للتهنئة، وطالبت الأزهر الشريف بالرد على الجماعات المشبوهة، ودعوة المسلمين لمشاركة المسيحيين في أعيادهم، وتهنئتهم لإظهار الإسلام الوسطي.
واعتبرت أن فتاوى السلفية، والإخوان، والجهاديين بالتحريم القطعي، تهدف لإحراق الوطن، ودخوله في حرب أهلية، وتقسيمه، تنفيذا للمخطط الصهيوني الأمريكي الذي واجهته مصر في حرب أكتوبر، وسالت دماء الطرفين دفاعا عن أرض الوطن»، بحسب الائتلاف.
ومن جهته، أشار مفتي أستراليا الشيخ" صافي" الى ان دعائم الإسلام "تقوم على السلام والتعاون واحترام الديانات الأخرى وتقديرها"، مؤكدا علي أن التهنئة مباحة ومستحبة.
السلفية والاخوان والجهاديين: وقد اتفقت التيارات الدينية فيما بينها (سلفية وإخوان مسلمين وجهاديين)، علي أن التهنئة بالكريسماس من البدع المهلكة ولا تجوز لما فيها من مشاركة في طقوس ديانات أخري.
فقد أصدرت "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"،أمس الأربعاء، فتوى بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، وأن «الأصل في الأعياد الدينية أنها من خصوصيات كل ملّةٍ ونحلةٍ، فكل أهل ديانة شرعت لهم أعياد وأيام لم تشرع لغيرهم، فلا تحل المشاركة، ولا التهنئة في هذه المناسبات الدينية، التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق».
ومن استراليا، حذر الإمام "يحيى صافي" إمام المسجد الجامع في مدينة سيدني، المسلمين سواء من المشاركة في هذا العيد أو من تقديم التهنئة للمسيحيين بمناسبة عيد رأس السنة، معتبرا ذلك سببا لإبعاد المسلمين عن الطريق المستقيم.
فيما اتفق السلف علي التحريم ، ففي فتوخى للشيخ عبد العزيز ابن باز –رحمه الله- جاء فيها "لا يجوز للمسلم ولا للمسلمة مشاركة المسيحيين, أو اليهود, في أعيادهم, بل يجب ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم, والرسول - صلى الله عليه وسلم - حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم, فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك, وأن لا يساعد في إقامة هذه الأعياد بأي شيء".
وسئل العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله – عن تهنئة المسيحيين فقال " تهنئة المسيحيين بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق".
وجاء كتاب"أحكام أهل الذمة" لابن القيم – رحمه الله – : " فَهَذَا إِنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الكُفْرِ فَهُوَ مِنَ المُحَرَّمَاتِ. وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ تُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَلِيبِ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية، أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه". مواد متعلقة: 1. دراسة طبية: شجرة الكريسماس قد تشكل خطراً على صحة الإنسان 2. عضو شورى سعودي: التهنئة ب"الكريسماس" مستحبة أحياناً 3. العريفي: لا يجوز للمسلمين تصنيع "شجرة الميلاد"..والتهنئة "محرّمة"