مهما طالت السنوات وتغير الزمن يظل الحدث الأكبر فى أى عيد هو «العيدية»، ينتظرها الصغار بشغف، ويسترجع معها الكبار ذكريات الماضى، ورغم تغير قيمتها من بضعة نقود معدنية إلى عملات ورقية تصل إلى فئة ال200 جنيه، فإن «العيدية» لا تزال فرحة الكبير الذى يمنح والصغير الذى يأخذ. فوزية عبدالعزيز، جدة لخمسة من الأحفاد قالت: «الفلوس دلوقتى مابقتش تجيب حاجة وسط الغلاء، العيل زمان كان يفرح بالجنيه، دلوقتى لو اديتله 10 يبصلك من فوق لتحت»، وأضافت: «العيدية دلوقتى بتختلف حسب السن ولادى فى الكليات بديهم 100 جنيه، واللى فى المدرسة بديهم 20، واللى عنده خمس سنين بياخد 10 جنيه». سيد نافع، أب لثلاثة أبناء، يتذكر العيديات القديمة التى لم تكن تتعدى 10 جنيهات كحد أقصى: «الفرحة بالعيدية معادتش زى زمان، الفلوس فى إيدين الولاد طول الوقت مبقاش فيه تميز للعيد عن الأيام العادية حتى الخروجات والفسح اتغيرت الأماكن واتغير شكل البهجة». تذكر الدكتور صلاح الراوى، أستاذ الأدب الشعبى بأكاديمية الفنون، العيديات التى كان يحصل عليها فى طفولته: «كنا بناخد خمس قروش ودا كان رقم كبير جداً»، مؤكداً أن العلاقة بين العيدية والحالة الاقتصادية والاجتماعية أصبحت طردية: «لما اشتغلت كان أجرى اليومى 20 قرش، كنت بدى عيدية مقابل أجر يوم كامل، دلوقتى أقل عيدية لابنى 500 جنيه، ودا رقم تافه بالنسبة له». يتذكر أستاذ الأدب الشعبى سبل الترويح القديمة: «الناس كانت تروح المولد تتفرج على صندوق الدنيا وأقصى متعة كانت فى سينما القرية البسيطة، دلوقتى الأجيال الجديدة متعتها فى السفر لبعيد وعمل المعسكرات، زمان كانت العيلة تدى العيدية وعينها على الولاد هيصرفوها إزاى، دلوقتى الناس بتدى العيدية ومش مشكلة يصرفها حتى لو على المخدرات».