العيد زمان كان حاجة تانية, كل وقت وله حلاوته واحنا كمان بنعرف نتبسط بالعيد دلوقتي.. عبارتان جاءت كل منهما علي لسان شخصين مختلفين, لا يجمعهما شيء إلا الحديث عن نفس الموضوع وهو الاحتفال بعيد الفطر المبارك إلا أن لكل منهما طقوسه ومظاهر احتفالاته وذكرياته عن العيد, اختلاف فرضته المرحلة العمرية التي ينتمي لها كل منهما.. كانت البداية مع عبد العزيز مصطفي وهو رجل مسن علي المعاش يري أنه عاش أحلي أيام في عيد زمان عندما كان طفلا يأخذ شلن عيدية من والده, يصرف أول جزء منه علي زجاجة اللبن البارد التي تباع لدي البقالة الموجودة أسفل العقار, وتبدأ النزهة مع أبناء المنطقة حيث كان معظم أطفال كل منطقة أصدقاء, مشيرا إلي أن تلك الصداقات كانت تبدأ باللعب في الشارع وتنتهي بحمل صاجات الكحك سويا مع الكبار إلي الفرن بعد انتهاء الأمهات من إعداده, ويقول أن أطباق الكحك كانت مقسمة ما بين جزء لأصحاب البيت وطبق للمسحراتي مكافأة له علي ما قام به طوال شهر الصيام حيث كان يحفظ أسماء أصحاب البيوت وخاصة أسماء الأطفال ليناديهم بها في وقت السحور, وأطباق متبادلة مع الجيران المقربين, وأخيرا كمية مخصصة للفقراء أثناء زيارة المقابر. ويقول إن العيديات كانت تتراوح بين الشلن والبريزة لمن ينتمي لأسرة أعلي مستوي من باقي سكان المنطقة, ويتذكر عبد العزيز نزهة ميدان رمسيس حيث كان وأصدقائه يذهبون في جولة علي الأقدام وصولا إلي هناك حيث تمثال رمسيس والنافورة. أما عن دور العرض السينمائية يقول أنه بدأ الذهاب إليها بعدما كبر قليلا وأصبح مسموحا له دخولها مشيرا إلي أن أفلام فريد شوقي كانت المفضلة له ولمعظم أصدقائه. ويعتبر عبد العزيز نفسه من المحظوظين لأنه علي حد قوله عاش فرحة العيد طفلا ثم عاصرها في عيون أولاده صغارا عندما كان يعطيهم العيدية التي كانت تزيد تدريجيا من خمس جنيهات إلي عشرة ثم عشرين جنيها.. وهكذا, حيث تزداد العيدية بزيادة أعمار الأولاد, وأخيرا وحاليا يعيش فرحة العيد مع أحفاده الذين يأتون لزيارته في أول أيام العيد وقد يأتون منذ الصباح الباكر للذهاب معه إلي المسجد وأداء صلاة العيد, ويضيف قائلا: وطبعا حظهم حلو بياخدوا العيدية مرتين مرة من جدو ومرة من بابا, لينهي حديثه مؤكدا أن التغيير سنة حياتية في كل شيء وكان لابد أن تتبدل طقوس ومظاهر احتفالات العيد مضيفا أنه يمكن كل وقت له طابع خاص به وأنا واللي في سني بنحب العيد بتاع زمان اكتر لكن أكيد فرحة العيد واحدة في أي وقت. وعلي النقيض تماما تحدث ابن العشرين كريم أشرف شاب أنهي دراسته بأحد المعاهد وبدأأأ العمل في مجال الكمبيوتر حيث أكد أنه ينتظر أيام العيد بفارغ الصبر لأنه موعد لقاء الصحبة علي حد وصفه, مفسرا قوله بأن الأيام العادية تشغل كل منهم سواء في عمل أو دراسة ولا يتمكنون من التجمع إلا مرات قليلة أما خروجة العيد مقدسة لهم جميعا علي حد قوله لا يمكن لأحدهم الاعتذار عنها لأنهم يخططون لها قبلها بوقت طويل خاصة أن برنامجها معروف. يقول أن السينما أهم شيء في برنامج العيد حيث يختار وأصحابه الفيلم الأبرز كل عيد, وأضاف أيا كان الفيلم مش مهم الأهم دخول السينما, وبسؤاله عن العيدية قال أنها عادة وخلصت مشيرا إلي أنه لم يعد يحصل عليها من والده منذ استلم عمله بل أنه في بعض الأحيان يعطي أخيه الأصغر عيدية, لينهي حديثه بإبتسامة ساخرة بس لو أبويا عايز يديني عيدية أنا معنديش مانع بس مش هاخد أقل من100 جنيه.