ركود تشهده سوق الأجهزة المنزلية بسبب إحجام المواطنين عن الشراء انتظارا لما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة، ليمثل عبئا جديدا على تجار وموزعى هذه الأجهزة. التجار أكدوا من خلال رصدهم لحركة السوق أن المواطنين يحافظون فى هذه الفترة على مدخراتهم ويحجمون عن شراء الأجهزة المنزلية، وزادت معاناة التجار الذين كانوا ينتظرون بداية شهور مايو ويونيو ويوليو لتسويق المنتجات التى تلائم الصيف مثل أجهزة التكييف والمراوح والمبردات. وأضاف التجار أن صيف هذا العام جاء مختلفا مع انتخابات الرئاسة، مما جعل المشترين يحجمون عن الشراء ترقبا لما ستسفر عنه الأحداث بعد نتيجة الانتخابات وهل ستمر البلاد بسلام أم ستقع صعوبات بالغة، كل ذلك جعل أسواق الأدوات الكهربائية تشهد موسما فى غاية الصعوبة، لم تشهد مثله من قبل حتى فى وقت قيام الثورة وأثناء أحداثها المختلفة. قال المهندس إبراهيم العربى، رئيس مجلس إدارة توشيبا العربى، إن أغلب المصانع التزمت على مدار الشهور الماضية بتثبيت السعر مراعاة للوضع العام فى البلد، غير أن عوامل قهرية أسهمت فى دفع هذه المصانع إلى رفع أسعار هذه المنتجات بنسبة 10% لمواجهة ارتفاع التكلفة بسبب ارتفاع الدولار مقابل الجنيه مع وجود نسبة كبيرة من الخامات تستورد من الخارج فضلا عن ارتفاع أسعار النقل سواء الداخلية أو الخارجية مع ارتفاع أسعار البترول. ولفت إلى أنه بالمقارنة بالعام الماضى للموسم نفسه التى حدثت فيه ثورة 25 يناير وتبعتها موقعة الجمل وتغيرات فى الحكومة قد شهدت حركة البيع والشراء تكالبا كبيرا من المستهلكين للشراء وانتعشت أسواق السلع المعمرة والكهربائية. واتفق محمد المنوفى، رئيس مجلس إدارة شركة إلكتروستار، مع القول السابق وقال إن موسم صيف العام الماضى شهدت فيه سوق الأجهزة الكهربائية طفرة غير عادية فى حركة البيع والشراء كما شهدت حركة الاستيراد تزايدا كبيرا لتلك المنتجات تحسبا لارتفاعات الأسعار والأحداث الطارئة. وأكد المنوفى أن هذا الموسم يشهد سكونا غير عادى بسبب ما أحدثته الانتخابات من ارتباك غير معهود وهو ما دفع شركات عديدة إلى اللجوء إلى التصدير لتسديد التزامات المصانع والمحافظة على الاستمرار فى السوق وتجنبا لمزيد من الخسائر، مشيرا إلى أن صناعة الأجهزة المنزلية فى مصر تعد من أهم القطاعات الصناعية حيث يتم تصدير مليون جهاز سنويا من الأجهزة الكهربية المنزلية التى تتضمن الغسالات والثلاجات والبوتاجازات والسخانات وأجهزة التكييف، كما يبلغ حجم الإنتاج مليوناً و300 ألف وحدة سنويا من الغسالات ومليوناً و324 ألف وحدة من الثلاجات ومليون وحدة من البوتاجازات و936 ألف وحدة من السخانات و400 ألف وحدة من أجهزة التكييف، بما يكفى احتياجات السوق المحلية، وتصل قيمة هذه المنتجات إلى نحو 6 مليارات جنيه سنويا. وكشف أشرف هلال، رئيس شعبة الأجهزة المنزلية بغرفة تجارة القاهرة، عن تأثير سلبى لانتخابات الرئاسة على سوق الأجهزة الكهربائية هذا الموسم، مؤكدا أن شاشات «LCD» سيطرت على حجم المبيعات لدى تجار الأجهزة الكهربائية، حيث تصل نسبة الإقبال عليها ما يقرب من 80%؛ لمتابعة الأحداث، مقابل تراجع الإقبال على التليفزيونات العادية واختفائها فيما عدا بعض المنتجات التى تنتجها القوات المسلحة، كما شهدت المنتجات الصينية إقبالا بنسبة 70%، خاصة «الدش» و«الريسيفر»، وفى المقابل تراجع الإقبال وبشكل ملحوظ على المنتجات الموسمية لأشهر الصيف كالمراوح والمبردات و«التكييفات» وأنواعها بشكل كبير مقارنة بالعام الماضى مما انعكس على زيادة حجم المخزون وخسائر لدى التجار.