سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تستدعى 16 ألفاً من قوات الاحتياط ل«توسيع عملياتها فى غزة» مصادر: الوفد الإسرائيلى فى القاهرة طلب نزع سلاح «حماس».. وارتفاع عدد الشهداء إلى 1363 مقابل 68 قتيلاً إسرائيلياً
واصلت إسرائيل عدوانها المستمر منذ 24 يوماً على قطاع غزة، أمس، وكثفت من غاراتها الجوية والقصف المدفعى على القطاع. واستشهد 17 فلسطينياً على الأقل من بينهم صحفى فى غارات إسرائيلية استهدفت سوق الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 1363 تقريباً وما يزيد على 7300 مصاب، فيما أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل 3 آخرين من جنوده فى قطاع غزة، ليرتفع العدد الإجمالى للقتلى الإسرائيليين إلى 65 جندياً و3 مدنيين، منذ بدء الاجتياح البرى فى 17 يوليو الماضى. وأعلن الجيش الإسرائيلى، فى بيان أمس، استدعاء 16 ألف جندى إضافى من قوات الاحتياط، ليرتفع عدد القوات التى تم استدعاؤها من الاحتياط إلى 86 ألف جندى احتياط، فى خطوة تهدف إلى توسيع نطاق عملياته فى قطاع غزة، بعد أن تعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الحرب على القطاع، فيما واصل الجيش الإسرائيلى هجماته على القطاع أمس، وقصف مسجد عمر بن الخطاب المجاور لإحدى المدارس التابعة للأمم المتحدة فى مدينة «بيت لاهيا» شمالى غزة. وفى إطار الجهود الدبلوماسية المتواصلة لحل الأزمة، وصل وفد إسرائيلى مساء أمس الأول إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسئولين مصريين بشأن التوصل إلى التهدئة المؤقتة استعداداً لبدء التفاوض لوقف إطلاق النار، وأشارت مصادر إلى أن الزيارة استغرقت عدة ساعات عرض خلالها الوفد الإسرائيلى شروط الجانب الإسرائيلى لوقف إطلاق النار، مؤكدة أن المطالب تضمنت نزع سلاح حركة «حماس» فى قطاع غزة. وقال موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، إن الوفد الإسرائيلى تكون من مسئولين اثنين بارزين، كانت مهمتهما مناقشة الجانب المصرى والمسئولين الأمنيين والسياسيين فى مصر بشأن جهود وقف إطلاق النار، فيما أشار مصدر إسرائيلى -رفض ذكر هويته- إلى أن «المجلس الوزارى الأمنى المصغر فى إسرائيل، ناقش إمكانية وقف إطلاق النار، حيث تقرر أنه إذا جاء عرض واضح ومحدد يستجيب للشروط الإسرائيلية، فإن المجلس الأمنى سيناقشه ولن يرفض أى اقتراحات تهدف إلى وقف إطلاق النار». وتضاربت الأنباء حول موعد وصول الوفد الفلسطينى إلى القاهرة لمناقشة مطالب الفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق النار، وفى الوقت الذى أشارت فيه مصادر فلسطينية إلى أنه من المقرر أن يصل الوفد فى نهاية الأسبوع الحالى، قالت قناة «المنار» اللبنانية إن مصادر أكدت أن الوفد وصل إلى القاهرة مساء أمس، فيما قال أسامة حمدان مسئول العلاقات الخارجية فى «حماس»، إنه تم التوافق على موقف فلسطينى موحد لطرحه على الجانب المصرى، مؤكداً أن الأفكار الأساسية حظيت بموافقة كافة الأطراف الفلسطينية. وأضاف «حمدان»: «هناك عدة ترتيبات لم تكتمل حتى الآن، والحديث عن الوفد لا يزال مرهوناً بالانتهاء من المشاورات التى لا تزال مستمرة». من جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين القيادى فى حركة «فتح»، فى تصريحات ل«الوطن»، إن الرئاسة الفلسطينية هى المخولة بإعلان تشكيل الوفد الفلسطينى المقرر وصوله إلى القاهرة وليس أى فصيل آخر، مؤكداً أن المناقشات لا تزال جارية، حيث إن الأسماء والوفود لم ترشح حتى الآن، لافتاً إلى أن بعض المشاركين الأساسيين المقرر مشاركتهم فى الوفد الفلسطينى موجودون بالفعل فى القاهرة، وعلى رأسهم القيادى الحمساوى موسى أبومرزوق ومسئول ملف المصالحة الفلسطينية عزام الأحمد، مؤكداً أنه رغم ذلك لا تزال المناقشات جارية والإعلان الرسمى سيصدر عن الرئاسة الفلسطينية أو منظمة التحرير فقط. وأضاف «الحرازين»، ل«الوطن»، أنه جرى التأكيد خلال المناقشات على أنه لا بد من إعلاء مصالح الشعب الفلسطينى على المصالح الشخصية أو الحزبية، مؤكداً أن الهدف فى النهاية هو وقف نزيف الدم الفلسطينى. وتابع: «هناك مجموعة من النقاط الأساسية نسعى إليها، وسيجرى طرحها على طاولة المفاوضات عند وصول الوفد الفلسطينى، وهى إعلان الدولة الفلسطينية ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وإزالة الحواجز فى الضفة الغربية، والتعهد رسمياً بعدم تكرار الاحتلال الإسرائيلى المذابح والمجازر بحق الفلسطينيين، وترسيم حدود الدولة الفلسطينية بناءً على حدود 1967، إضافة إلى وقف تهويد الأراضى الفلسطينية وفتح كافة المعابر فى قطاع غزة والإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين باعتبارهم أسرى حرب». وفيما يتعلق بمطلب إسرائيل نزع السلاح فى قطاع غزة، قال «الحرازين» إنه «لا يجوز المطالبة بنزع السلاح فى الأراضى الفلسطينية، حيث إنه من حق المقاومة الفلسطينية مواجهة المحتل فى ظل الترسانة المتطورة التى يمتلكها»، مؤكداً فى الوقت ذاته أن المطالب التى وضعتها حركة «حماس» لوقف إطلاق النار والتى تضمنت المطالب الخاصة بقطاع غزة فقط، تستدعى وقفة جادة فى كل تلك القضايا. وأكد «الحرازين» أيضاً أنه لا خلافات بين الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن الجميع أكد على هذا الأمر ولكن كانت هناك حالة مرفوضة من الاستهتار من قبل حركة «حماس» فى التعامل مع الوضع، حيث إن عدم توافق قادة الحركة على هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة، أدى إلى حالة من التخبط وهو ما يستدعى التمسك بموقف جاد لحل الأزمة. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل ستواصل تدمير الأنفاق فى قطاع غزة، سواء تم التوصل إلى وقف إطلاق نار، أو لم يتم الاتفاق عليه. وقال «نتنياهو»، قبيل اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة أمس، إن «إسرائيل مصممة على إتمام هذه المهمة، سواء مع وقف إطلاق النار أو بدونه، ولن نوافق على أى مقترح، لا يسمح للجيش الإسرائيلى بإنهاء هذا العمل»، فيما نشرت شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية فيديو مصوراً التقط لحظة قصف القوات الإسرائيلية لسوق الشجاعية، وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الفيديو نشر من منطلق الكشف عن ما يعانيه المواطنون العاديون فى قطاع غزة، واصفة الفيديو بأنه «مروع وصادم» ويوضح ما يجرى على أرض الواقع. وفى إطار الصدام الدبلوماسى الأمريكى - الإسرائيلى، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الانتقادات الإسرائيلية الأخيرة ضد وزير الخارجية جون كيرى التى تتهمه بدعم حركة «حماس» هى اتهامات «مهينة وفى غير محلها»، وقالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارى هارف، إن «الولاياتالمتحدة قدمت لإسرائيل دعماً لا سابق لحجمه فى تاريخنا.. هذا النوع من الانتقادات الصادر من أى حليف مهما كان، وخصوصاً إسرائيل، هو فعلاً فى غير محله»، ودعت «هارف» الجانب الإسرائيلى إلى بذل مزيد من الجهود من أجل تجنب سقوط الضحايا المدنيين نتيجة عملياته فى قطاع غزة. وأضافت: «قطاع غزة منطقة ذات كثافة سكانية عالية للغاية، وبالرغم من حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، فإنه يتعين على إسرائيل اتخاذ مزيد من الخطوات من أجل تجنب سقوط ضحايا من المدنيين». من جانبه، طالب وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل، خلال اتصال هاتفى مع نظيره الإسرائيلى موشيه يعالون، بوقف إطلاق نار إنسانى فى قطاع غزة، كمقدمة لبدء التفاوض لإنهاء القتال بشكل دائم ونزع السلاح من حركة «حماس» فى غزة. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إن «المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربى، أكد أن مكالمة هاجل جاءت فى ظل القلق الأمريكى بشأن العدد المتزايد من القتلى لدى طرفى النزاع».