رفضت إسرائيل أمس سحب قواتها من قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، قبل أن تنتهى من تدمير جميع الأنفاق التى تستخدمها المقاومة الفلسطينية، لتنفيذ عمليات خارج القطاع، وأعلن بنيامين نيتانياهو ، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن حكومته لن تقبل بأى اقتراح يمنع الجيش من إتمام مهمته بنسف هذه الأنفاق، وأوضح فى اجتماع لمجلس الوزراء أن الجيش الإسرائيلى عازم على الانتهاء من هذه المهمة، سواء أكان هناك وقف لإطلاق النار أم لا. وأعلنت السلطات العسكرية الإسرائيلية، قبل ساعات من هذا الاجتماع، عن استدعاء 16 ألف جندى إضافى من قوات الاحتياط، ليرتفع بذلك إجمالى عدد قوات الاحتياط المستدعاة إلى الخدمة منذ بدء العمليات البرية ضد القطاع إلى 86 ألف جندي. وصدر هذا الموقف الإسرائيلى المتعنت، برغم الانتقادات اللاذعة التى وجهتها نافى بيلاى رئيسة مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لإسرائيل، والتى اتهمتها فيها ب«التحدى المتعمد» للقانون الدولي، بمواصلة قصف المدارس والمستشفيات والمنازل فى غزة، وصرحت للصحفيين فى جنيف، بأن هذه الأمور لا تتم بصورة «عرضية» بل تبدو كتحد متعمد للالتزامات التى يفرضها القانون الدولى على إسرائيل. كما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية مناشدة لإسرائيل لبذل مزيد من الجهد لتحاشى سقوط المزيد من المدنيين الأبرياء فى غزة، ووصفت مارى هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مشاهد ضحايا القصف فى أنحاء غزة، بأنها «مأساوية». وطالب وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجيل نظيره الإسرائيلى موشى يعالون بقبول وقف لإطلاق النار فى غزة «لأغراض إنسانية»، وقال إن هذا الإجراء من شأنه إيجاد صيغة لوقف القتال بصورة دائمة ونزع السلاح فى قطاع غزة. وبرغم هذا أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن البدء فى تزويد إسرائيل بكميات من الذخيرة لتعويض النقص فى مستودعاتها من جراء العمليات المستمرة ضد القطاع منذ 24 يوما، وسارعت منظمة العفو الدولية إلى التنديد بالقرار ودعت واشنطن إلى العدول عنه. وكان عدد الضحايا قد تجاوز 1400 شهيد فلسطينى حتى أمس، بينما تعدى عدد الجرحى 8 آلاف. من جانبها، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية، عن استمرارها فى إطلاق عشرات الصواريخ فى اتجاه إسرائيل، وأكدت الفصائل استهداف عدة مدن ومواقع عسكرية فى إسرائيل. وبالتزامن مع الأعمال الحربية الدائرة فى القطاع، واصلت مصر جهودها الدبلوماسية لضمان وقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والقوافل الطبية إلى القطاع، وعقد سامح شكرى، وزير الخارجية، اجتماعا مع مسئولى الوزارة المعنيين بدول الجوار، لتنسيق الجهود فى هذا الصدد. وفى الدوحة، صرح إسماعيل رضوان القيادى فى حركة حماس أمس، بأن الحركة قدمت مقترحات للسلطات المصرية لتطوير المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.