تواصلت عمليات التصعيد المستمرة فى قطاع غزة لليوم ال15 على التوالى، أمس، وسط تبادل إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلى. واستشهد 16 فلسطينياً من بينهم طفلان على الأقل، فى قصف على أماكن متفرقة فى شمال وجنوب قطاع غزة، لترتفع حصيلة الشهداء إلى 655، فيما أصيب ما لا يقل عن 20 آخرين على الأقل بإصابات معظمها خطيرة. وأعلن الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء فى العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة إلى 655 شهيداً على الأقل و4120 مصاباً، فيما أكدت مصادر أمنية فلسطينية أن «قوات الاحتلال الإسرائيلى ترتكب مزيداً من المجازر بحق المدنيين العزل والأطفال والنساء»، مشيرة إلى أن الدبابات الإسرائيلية قصفت مئات المنازل فى مدن متفرقة بالقطاع. فى الوقت ذاته، وصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، صباح أمس، إلى إسرائيل، بعد أن غادر القاهرة فى إطار المباحثات المستمرة للتوصل إلى اتفاق للتهدئة فى غزة، والتقى «كيرى» الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، فى القدس، فيما التقى «كيرى» الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى «رام الله». وقال مسئول أمريكى بوزارة الخارجية الأمريكية، إن «كيرى سيعود بعد ذلك إلى تل أبيب للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو»، لافتاً إلى أن «كيرى» أجرى مكالمات هاتفية مع عدد من وزراء خارجية دول المنطقة، لبحث سبل وقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن «قرار منع شركات الطيران الأمريكية من تسيير الرحلات إلى إسرائيل يعود فقط إلى أسباب أمنية». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر بساكى، إن «كيرى» أوضح أن الهدف من هذا القرار هو حماية المواطنين الأمريكيين والشركات الأمريكية، بعد سقوط قذيفة فلسطينية فى محيط مطار «بن جوريون» الإسرائيلى، فيما نفت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية، مارى هارف، أن يكون هذا المنع طريقة لدفع إسرائيل إلى القبول بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وأعلن «كيرى»، خلال زيارته إلى إسرائيل، وجود نوع من التقدم فى مباحثات التوصل لاتفاق تهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى. وقال موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، إن «كيرى أعلن وجود تقدم فى المباحثات بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، لكنه أكد كذلك أنه لا خطوات حقيقية ملموسة حتى الآن فى مساعى وقف إطلاق النار»، مؤكداً أن الوضع فى حاجة إلى بعض الوقت. وقال المحلل الإسرائيلى تسفى بارئيل، فى مقال بصحيفة «هآرتس»، إن «الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يمتلك مفتاح حل الأزمة فى يديه»، مشيراً إلى أن «السيسى» فى مكانة مركزية فى الوقت الحالى بين كل أطراف النزاع، مؤكداً أن «السيسى» ينتهج سياسات تحاول أن توصل بشكل مباشر لكافة الأطراف، ولهذا السبب يصر على المبادرة المصرية ويؤكد أنه لا تعديلات عليها نهائياً. وقالت مصادر إسرائيلية، ل«العاشرة» الإسرائيلية، إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود ولم يعد يمكن التفاوض لوقف إطلاق النار فى الوقت الحالى. فى الوقت ذاته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى مقتل جنديين آخرين فى القتال الدائر فى قطاع غزة مساء أمس الأول، ونقلت إذاعة «صوت إسرائيل» الإسرائيلية عن المتحدث الإسرائيلى قوله، إن «مقتل الجنديين يرفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة منذ بدء الاجتياح البرى للقطاع إلى 29 قتيلاً من ضباط وجنود الجيش»، مشيراً إلى إصابة عدد كبير من الجنود الإسرائيليين خلال الاشتباكات التى وقعت مساء أمس الأول وصباح أمس بين الجانبين، خاصة بعد تبادل إطلاق النار الكثيف بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة فى حى الشجاعية، فيما قال موقع «والا» إن جيش الاحتلال الإسرائيلى أعلن السيطرة بالكامل على حى الشجاعية شرق قطاع غزة. وقال تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى المحتلة، إن «الحرب على قطاع غزة شهدت خلال اليومين الماضيين مقتل طفل فلسطينى كل ساعة تقريباً». من جانبها، أعلنت كتائب عزالدين القسام -الجناح العسكرى لحركة «حماس»- مسئوليتها عن قصف مدينة عسقلان. وقالت الكتائب، فى بيان: «قصفنا عسقلان بخمسة صواريخ جراد، وفجرنا عدة عبوات مضادة للأفراد فى قوة إسرائيلية خاصة واشتبكنا معها من مسافة قريبة فى المنطقة الصناعية شرق جباليا شمال قطاع غزة»، مؤكدة سقوط قتلى وإصابات فى صفوف قوات الاحتلال، مشيرة إلى أنها قنصت جندياً إسرائيلياً فى شرق خان يونس. وكشف «صوت إسرائيل» عن أن الشرطة العسكرية اعتقلت 3 جنود من الجيش الإسرائيلى للاشتباه فيهم بالحصول على معلومات عن أسماء جنود قتلى فى العملية العسكرية فى قطاع غزة ونشرها على شبكة الإنترنت خلافاً للقانون. وعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اجتماعاً استثنائياً للتباحث فى إصدار قرار اقترحه الفلسطينيون ويطالب بتأمين الحماية الدولية للفلسطينيين وفتح تحقيق دولى حول الهجوم الإسرائيلى، بناء على طلب من ممثل مصر الدائم باسم المجموعة العربية. ويندد القرار ب«الانتهاكات المنهجية والفاضحة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية نتيجة العمليات العسكرية المستمرة، خصوصاً الهجوم العسكرى الإسرائيلى الأخير فى قطاع غزة»، فيما اتهم وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى، أمس، إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة، مطالباً بالتحقيق الدولى فى العملية التى تشنها إسرائيل فى القطاع. وقالت القناة الثانية الإسرائيلية، فى تقرير أمس، إن مخاوف إسرائيلية بدأت تظهر فى الفترة الأخيرة من احتمالات إطلاق تحقيق جديد ضد إسرائيل فى الأممالمتحدة على خلفية جرائمها الأخيرة فى قطاع غزة، على غرار لجنة تحقيق «جولدستون» التى باشرت التحقيق فى انتهاكات إسرائيل للقانون الدولى خلال عملية «الرصاص المصبوب» العدوانية على قطاع غزة. من جانبها، دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان فى الأممالمتحدة، نافى بيلاى، إلى إجراء تحقيق بشأن جرائم حرب قد تكون إسرائيل ارتكبتها فى قطاع غزة، منددة فى المقابل بالهجمات العشوائية التى تشنها حركة «حماس» على مناطق مدنية إسرائيلية. وأشارت «بيلاى» إلى تدمير منازل وقتل مدنيين بينهم أطفال فى قطاع غزة. وقالت إن «هناك احتمالاً كبيراً بأن يكون تم انتهاك القانون الدولى الإنسانى بطريقة قد تشكل جرائم حرب»، داعية إلى التحقيق فى كل من هذه الحوادث. وشن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، هجوماً غير مسبوق على قطر، متهماً إياها بأنها أصبحت «أكبر ممول للإرهاب فى العالم»، فى إشارة إلى موافقته على آراء وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان، مؤكداً أنه لا يحق ل«الدوحة» تحويل أموال لإنتاج قذائف صاروخية تطلق باتجاه مدنيين أبرياء. وأضاف: «دولة قطر أصبحت أكبر ممول للإرهاب فى العالم وهى تقوم بذلك فى وضح النهار». وقال السفير الإسرائيلى لدى واشنطن، رون ديرمر، إن «الجيش الإسرائيلى ينفذ فى 99% من الحالات عمليات ناجحة ضد أهداف معادية فى قطاع غزة»، مضيفاً: «سائر الحالات تحصل بسبب تحويل حركة حماس المدنيين إلى دروع بشرية»، متهماً الحركة بإرغام المدنيين على البقاء فى أماكنهم رغم طلب إسرائيل منهم المغادرة.