حملات تطهير شوارع مصر من إشغالات الباعة الجائلين، وقعت كالمصيبة على رؤوس الباعة الذين صودرت بضائعهم وتحطمت أكشاكهم وفرشاتهم، بعضهم عاد إلى منزله ببقايا أشيائه منكسراً، وبعضهم الآخر عبّر عن سخطه مما يحدث بطريقته وهو مقتنع تمام الاقتناع أنه على صواب وأن الحكومة تريد إيذاءه فى لقمة عيشه. من هؤلاء رمضان خليل، أحد الباعة المطرودين من ميدان الجيزة، قال إن النظام السابق كان أرحم، على الأقل لم يصادر بضاعته ولم يحطمها، رمضان وزملاؤه ممن صودرت بضاعتهم جمعوا أموالاً من بعضهم البعض، وطبعوا لافتات تندد بما حدث لهم، وتشرح قضيتهم للمارة. «خدوا حاجتنا.. وخربوا بيوتنا».. «ياللى بتوعد بالتغيير لسه فيه ظلم وفقر كتير».. «يا اللى بتوعد بالحرية جاى وجايب البلدية».. هتافات وشعارات عبّر بها باعة ميدان الجيزة عن الظلم الذى يشعرون به بسبب التضحية بهم باسم إعادة الانضباط والأمن إلى الشارع. أحمد شعبان، شاب متحمس، وصف نفسه بأنه منسق الحملة الشعبية للباعة الجائلين، قال «لقينا البلدية بتاخد الحاجة كلها، من غير رحمة، واللى راح من الناس الغلابة مش راجع، كسّروا كل البضاعة واللى ما اتكسرش خدوه، جريوا ورانا فى الشوارع الجانبية، وفتحوا المخازن كسّروا اللى فيها». شعبان حاصل على بكالوريوس من الجامعة العمالية، ولم يجد عملاً فاضطر إلى العمل فى الشارع: «نفسى الحكومة تسيبنا فى حالنا وتتشطر على الكبار اللى واكلينها، إحنا عاوزين نعيش». زينب إبراهيم، كانت صاحبة نصبة شاى فى الميدان قبل أن تهدمها البلدية: «أخدوا منى عدة الشغل، وأنا معايا عيلين يتامى، كنت بعتمد على المساعدات عشان أربيهم، بعدين قُلت أشتغل وأصرف عليهم، بس ملحقتش، البلدية خدت منى كل حاجة». راوية السيد عبدالحميد، سيدة اكتسى وجهها ويداها باللون الأسود، وقفت تشكو من البلدية التى صادرت الصحف وعدة شواء الذرة التى كانت تمتلكها، مما اضطرها إلى الاقتراض والتوقيع على وصل أمانة بالمبلغ: «يا ريت على كدا وبس يا عالم، بنتى خدوها وحبسوها عشان قالت للظابط ماتخدش حاجتنا سيبنا فى حالنا».