تسببت الزيادة المفاجئة فى أسعار السجائر التى أقرتها الحكومة، فى إثارة حالة من البلبلة لدى بائعى السجائر، بسبب ما وصفوه بالقرار المفاجئ الذى تسبب فى توقف حركة البيع والشراء بشكل كبير، خاصة بعد امتناع مندوبى شركات السجائر عن إنزال الكميات المخصصة لهم بشكل يومى لأسباب غير معلومة، كما قالوا ل«الوطن». فى الوقت نفسه، أعرب قطاع من المواطنين عن نيتهم الإقلاع عن التدخين قريباً، لعدم استطاعتهم مواجهة أعباء الحياة فى ظل الارتفاع الرهيب فى الأسعار، على حد وصفهم. وقال محمود نجاح صاحب كشك لبيع السجائر فى الدقى بالجيزة، إنه لم يتم إبلاغه حتى الآن بالأسعار الرسمية التى أقرتها الحكومة لبيع السجائر بمختلف أنواعها، ولكنه اضطر إلى رفع سعرها بشكل تلقائى بعد أن علم بقيام كافة المحلات والأكشاك المجاورة برفع السعر. وحول قيام التجار بتخزين كميات السجائر الموجودة لديهم ورفض بيعها لحين الإعلان عن الأسعار الجديدة، قال «نجاح»: «مخزون الباعة من السجائر ضعيف جداً نظراً لعدم قيام مندوبى الشركات المصنعة بالنزول إليهم منذ عدة أيام، بالإضافة إلى صدور قرار رفع السعر بشكل مفاجئ، وكنا سايبين المخازن فاضية، واللى موجود عندنا كان يدوب يكفى استهلاك يوم أو اتنين وخلص». فيما كشف تامر مصطفى صاحب كشك لبيع السجائر فى شارع التحرير بالدقى، عن عزوف غالبية المواطنين عن شراء السجاير بكافة أنواعها طوال يوم أمس والاكتفاء بالفرجة والسؤال عن أسعارها. وعن أسباب قيام أصحاب المحلات برفع الأسعار قبل موعد تطبيقها الرسمى قال: «هتفرق إيه، كلها كام ساعة وهتطبق الأسعار الجديدة، وبعدين إحنا زودناها حاجة بسيطة علشان نقدر نواجه غلاء الأسعار إحنا كمان، وكفاية أوى إن حالنا واقف والكشك مبقاش يبيع بنص اللى كان بيبيعه قبل كده». وأمام محل لبيع السجائر، قال وائل سامى، محاسب، إنه سيقلع عن التدخين فى حالة تطبيق الأسعار الجديدة التى أعلنتها الحكومة «بناقص السجاير هى كمان، وبعدين هى الحكومة مفكرة أن أصحاب المحلات هتبيع بالأسعار الرسمية، يبقوا يقابلونى»، محذراً من «تعطيش» تجار الجملة للسوق خلال الأيام المقبلة لإجبار المواطنين على الشراء بالأسعار التى يحددونها هم، وليست المعلنة من الحكومة. أضاف «وائل» الذى يعول أسرة مكونة من 4 أفراد: «مرتبى 1100 جنيه، هاكل أنا وعيالى بكام، وهدفع إيجار كام، دا غير فواتير الخدمات، علشان أشرب علبة السجاير ب30 جنيه، دا يبقى حرام»، وناشد الشاب الثلاثينى المسئولين فى الحكومة بضرورة وضع المواطنين البسطاء فى حساباتهم قبل اتخاذ أى قرار، وقال «مش لازم تسدوا ديون الدولة كلها مرة واحدة، خلوا شوية للسنة الجاية». وقال محمد طلب، 25 سنة عاطل، إنه كان ينتظر من الحكومة توفير فرص عمل للشباب العاطلين ورفع مرتبات الموظفين قبل رفع الأسعار، وعن موقفه من قرار رفع أسعار السجائر تعهد «طلب» بالإقلاع عن التدخين فى أقرب فرصة، قائلاً: «وأنا هيجى لى وش أطلب من أبويا 25 جنيه تمن علبة السجاير كل يوم إزاى؟». يذكر أن الحكومة أقرت زيادة على ضرائب مبيعات السجائر، بقيمة 175 قرشاً للعلبة التى لا يزيد سعرها على 9 جنيهات، و225 قرشاً للعلبة التى يتراوح سعرها ما بين 9 جنيهات و15 جنيهاً، و275 قرشاً للعلبة التى يتجاوز سعرها 15 جنيهاً.