جنون أسعار السجائر يجبر الآلاف على الإقلاع عن التدخين بمصر محيط عادل عبد الرحيم السجائر الامريكية اشتعلت أسعارها هابطل السجاير.. وأكون إنسان جديد، بهذه الطقطوقة الغنائية تنبأ المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم منذ أكثر من 5 أعوام باشتعال أسعار التبغ في مصر إلى الدرجة التي يجب معها اتخاذ إجراء فوري بالإقلاع عنها. فمع دخول الأول من شهر يوليو بدأت وزارة المالية المصرية تطبيق الزيادات الجديدة على أسعار السجائر والتي شملت "الكوكو الضعيف" ويقصد بها السجائر محلية الصنع إضافة إلى السجائر المستوردة، وقد تراوحت هذه الزيادات ما بين 30 و50 %. وبلغة الأرقام جاءت هذه الزيادات بمتوسط يتراوح بين 150 قرشا للمحلية وجنيهين للأجنبية، فسجل سعر الكليوباترا الورقية الشعبية 425 قرشا بدلا من 275 قرشا، والكرتون ب450 قرشا بدلا من 300 قرش، أما الأنواع الجديدة الزرقاء والحمراء اصبح سعر العلبة 500 قرش بدلا من 350 قرشا. كما سجلت الأنواع الفاخرة من السجائر الأجنبية 10 جنيهات بزيادة 150 قرشا، فالأنواع العادية تتراوح ما بين 650 قرشا و700 قرش، كما لم تتوقف تلك الزيادات على علب السجائر وحدها بل وصلت إلى دخان الشيشة أيضا الذي يقبل عليه مئات الآلاف من أصحاب المزاج، وإن كانت الزيادة عليه بمعدلات تقل عن السجائر حيث بلغت قيمة الزيادات ما بين جنيه وجنيه ونصف على "المعسل". التدخين يدمر الصحة والمال أيضا وقد أبدى المواطنون استيائهم البالغ من هذا القرار الذي وصفوه بالجشع، وعبروا عن نيتهم المؤكدة لمقاطعة جميع أنواع الدخان وانتهازهم فرصة رفع الأسعار لعد الشراء، فيما أقسم بعض الظرفاء على أنهم لن يشترونها ولن يقلعوا عنها أيضا، طب إزاي؟! يقول هشام السيد، موظف بأحد البنوك، مصر الدولة الوحيدة التي ترتبط زيادة الأسعار فيها بالضرائب وليس تحسين نوع الخدمة، ومن خلال خبرتي في التنقل بين عدد من البلدان الأجنبية والعربية، فإن أي زيادة تطرأ على قيمة أي سعر لا بد أن يبعها تقديم خدمة جديدة ولو حتى في شكل التعبئة إلا في مصر فالزيادة فيها مرتبطة فقط بالرغبة في الاستيلاء على ما في جيوب الناس. محاربة التدخين باتت ضرورة ويضيف فوزي عبد الله، على المعاش، من زمان والحكومة تدرك تماما أن السجائر سلعة إستراتيجية لا يجب التلاعب بأسعارها على هذا النحو المتجبر، وأنا لا أذكر محاسن للتدخين فأعلم تماما أنه ضار بالصحة لكن يجب ألا تكون الزيادة في أسعاره بهذا الجشع. ويتساءل إيهاب فريد عن عدم إقدام الحكومة على رفع أسعار الخمور أو فرض ضرائب جديدة عليها، فهل هي غير ضارة أم أنها حلال، فالملاحظ أن خزانة الدولة كلما أرادت أن تنتفخ بالموارد فإن الطريقة سهلة ومعروفة فرض ضرائب جديدة، وأنا على فكرة غير مدخن ولا أدافع عن مضاعفة سعر السجائر، لكنني أنتهز الفرصة لأكشف عجز الحكومة عن تدبير موارد مالية إلا عن طريق فرض الإتاوات على المواطنين الغلابة. أما خالد الدمياطي، غير مدخن أيضا، فيعلن سعادته البالغة برفع أسعار الدخان بل ويدعو لمضاعفتها أكثر وأكثر وذلك من واقع كراهيته للتدخين السلبي الذي أصابه بمرض صدري لا ذنب له فيه، لكنه في ذات الوقت يؤيد وجهة نظر سابقه في سبب رفع باقي الأسعار، فالواقع أن الدولة لا تخاف على صحة المواطنين "ولا نيلة" ولكنها رغبة محمومة في تعذيب الناس عن طريق العكننة عليهم وتعكير مزاجهم. شعار جديد لأضرار التدخين ومن جانبه أوضح رئيس الشركة الشرقية للدخان نبيل عبد العزيز أن الخزانة العامة سوف يدخلها حوالي 2 مليار جنيه من هذه الزيادة بخلاف 8 مليارات أخري كانت تتحقق في شكل جمارك وضريبة مبيعات، ويتوقع انخفاض المبيعات خلال الشهرين القادمين بسبب قيام التجار بتخزين كميات كبيرة طوال ال40 يوما الماضية.
