«أفكر جديا فى الإقلاع عن التدخين»، يقول «كريم» 30 عاما وأحد المستهلكين للسجائر الشعبية، تعليقا على موافقة البرلمان على تعديل الضرائب على المبيعات على السجائر، لترتفع بمعدل 80 قرشا على السجائر الشعبية، «أى تلك التى يقل سعرها عن ثلاث جنيهات للعبوة» . «كل السلع ترتفع أسعارها، ونتقبل هذه الزيادة لأنها سلع لا يمكن الاستغناء عنها، أما السجائر فهى أصلا مضرة، لذا فمن الأفضل الإقلاع عنها»، يضيف كريم. وتستبعد ريهام الدسوقى، كبير المحللين ببنك الاستثمار بلتون، أن تؤدى الزيادة فى أسعار السجائر الشعبية والفاخرة إلى تراجع الاستهلاك لأى منهما «لأن الناس لا تستطيع أن تستغنى عنها». من جانبه، توقع نبيل عبدالعزيز، رئيس الشركة الشرقية للدخان وهى الشركة المحتكرة لإنتاج السجائر والتبغ فى مصر، ألا تساهم الضرائب الجديدة فى تقليل مبيعات الأنواع مرتفعة الثمن، نظرا إلى أن مستهلكى هذه الأصناف على استعداد لتحمل زيادة الأسعار على عكس مدخنى الأصناف الرخيصة التى عادة ما تكون محلية الصنع. ووفقا للتعديل الضريبى الذى اقترحته لجنة الخطة والموازنة أمس الأول كانت الضريبة سترتفع على السجائر الشعبية «بقرشين» فقط، وهى التكلفة التى تعهدت شركة الشرقية للدخان، بتحملها للحفاظ على مستويات أسعار السجائر الشعبية، وهو ما كان سيحمل الشركة أعباء مالية قدرها عبدالعزيز رئيس الشركة ب35 مليون جنيه. إلا أن البرلمان قرر أمس الأول زيادة الضرائب على السجائر الشعبية بما يرفع أسعارها فى السوق ب80 قرشا، ابتداءا من أول يوليو المقبل، وهو ما لم ينتظره كثير من البائعين ورفعوا الأسعار بالفعل. «إذا أحجم الناس عن التدخين فنحن جاهزون لتصنيع منتجات بديلة عن السجائر»، كما أضاف عبدالعزيز مفضلا عدم الإعلان عن هذه المنتجات البديلة. «مهما ارتفع السعر لن أقلع عنها لأنها مثل الأكل والشرب بالنسبة لى ولا يمكن حتى أن أستعيض عنها بالمعسل لأنه مزاج مختلف»، تبعا لأحمد العربى، 28 عاما وموظف بشركة قطاع خاص. ويقول أحمد العربى إنه «حتى دخان المعسل»، تم رفع الضريبة عليه هو الآخر من 50 إلى 100% مما سينعكس على سعره. ولكن إبراهيم الامبابى رئيس شعبة الدخان والمعسل بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، يرجح أن تلجأ مصانع المعسل لتقليل كمية العبوة بدلا من رفع السعر. وقدر بنك الاستثمار بلتون الزيادة فى أسعار السجائر الفاخرة نتيجة للتعديلات الضريبية الجديدة بما يتراوح بين 1.40 جنيه و1.50 جنيه. وتتوقع الدسوقى ألا يساهم ارتفاع أسعار السجائر فى التأثير على معدلات التضخم بشكل قوى، نظرا إلى أن الوزن النسبى للتبغ فى سلة السلع الاستهلاكية التى يتم على أساسها قياس مؤشر التضخم يقتصر على نسبة 3% فقط.