شبكة من كبارى المشاة تعلو ميدان المؤسسة، تربط بين مترو الأنفاق ومحطة القطار، بالإضافة إلى تسهيل حركة انتقال المشاة بين شطرى الميدان اللذين تفصل بينهما قضبان السكة الحديد وقضبان مترو الأنفاق. شبكة الكبارى المخصصة لعبور المشاة تتكون من ثلاثة ممرات طويلة يتجاوز طول الممر الواحد 100 متر، فضلاً عن 4 مداخل للصعود والنزول، كوبرى المشاة الأول تم إنشاؤه مع تجديد محطة قطار شبرا الخيمة، والثانى تم إنشاؤه مع افتتاح خط المترو الثانى (شبرا الخيمة - الجيزة)، وبمرور الوقت انتقلت العشوائية من أرض الميدان إلى ممرات المشاة؛ حيث احتل الباعة الجائلون كبارى المشاة، لعرض بضاعتهم أمام المواطنين المتجهين إلى محطتى المترو والقطار، رغم تخصيص محافظة القليوبية أكشاكاً للباعة الجائلين فى الميدان بدلاً من تناثرهم فى أروقة الميدان، فى إطار خطط التطوير. وائل فواز، شاب عشرينى، يصعد كل صباح كوبرى المشاة من أجل الوصول إلى محطة مترو الأنفاق، يلخص استيلاء الباعة الجائلين على الكوبرى بقوله: «كأنها أُنشئت لعرض الباعة بضاعتهم عليها»، موضحاً أن «الناس بتمشى فى طرقة صغيرة فى منتصف الكوبرى، بينما يسيطر الباعة على جانبى ممر الكوبرى؛ حيث تحتل بضاعتهم أكثر من 80% من مساحة الكوبرى»، على حد تقديره. لم تُجدِ محاولات مسئولى محطة مترو أنفاق شبرا الخيمة لمنع الباعة الجائلين من احتلال مدخل المحطة، الذى يعتبر امتداداً لكوبرى المشاة، وفقاً لصابر منصور، أحد العاملين بالمحطة؛ حيث قامت إدارة المحطة بعمل أبواب من الصاج المقوى، بهدف فصل الممر المؤدى إلى مدخل النفق عن كوبرى المشاة، ورغم ذلك احتل الباعة مدخل المحطة. بأنامله التى يظهر عليها بعض التشققات، يجذب خيط دبارة أبيض اللون، موصولاً بقطعة قماش مستطيلة أشبه ب«ملاءة السرير» محاولاً ربطها على أحد أعمدة الكوبرى لعمل مظلة تحميه من أشعة الشمس، كما يفعل غيره من الباعة إلى جواره، يقول الشاب العشرينى، الذى رفض كشف هويته: «لو لقيت مكان تانى محترم، آكل منه عيش أكيد مش هقف الوقفة دى فى الشمس والولعة دى كل يوم مقابل توفير 50 أو 70 جنيهاً فى اليوم»، ينفق منها 20 جنيهاً يومياً كمصروفات شخصية. بسبب أعمال التطوير التى يشهدها ميدان المؤسسة حالياً، تمت إزالة جزء من كوبرى المشاة الذى يمر فوق طريق القاهرة - الإسكندرية الزراعى، بينما ظل امتداد ممر الكوبرى الذى تم تفكيكه مطلاً على الطريق السريع دون أى حاجز أو سور حديدى يحذر المارة من عدم وجود امتداد للكوبرى، باستثناء كومة صغيرة من الرتش الناتج عن عملية الهدم تحتل واجهة المكان. فى أحد أروقة الكوبرى، تقضى أم مسعود، السيدة الخمسينية، عشر ساعات يومياً، فى مكانها المعتاد من أجل الحصول على بعض الصدقات التى يتبرع بها أهل الخير من المارة، لكى تنفق منها على ابنتها المعاقة، تقول السيدة الطاعنة فى السن إن بعض الباعة كانوا يقومون بطردها من المكان بمجرد وقوفها بالقرب منهم، حتى رق لحالها أحدهم وأصبحت تجلس فى حمايته، مفضلة أن تقوم ببيع المناديل للمارة بدلاً من مد يدها لهم.