«م. ح» هو الاسم الذى لم يفارقه طوال العامين الماضيين، بعد اتهام مدير المدرسة له بأنه كان سبباً فى حرقها، فدخل المؤسسة العقابية بالمرج وهو تلاحقه هذه التهمة ويصاحبه هذا الاسم. «م»، فتى يبلغ من العمر 14 عاما، حاول حرق خطاب من مدير المدرسة إلى ولى أمره يطالبه فيه بالحضور، فاتهمه المدير بمحاولة إحراق المدرسة، وحرر ضده محضرا، وانتهت قضيته بتحويل الفتى إلى المؤسسة العقابية بالمرج وقضى بها شهراً كاملاً ليخرج بعدها شخصا آخر كما تقول والدته، التى طلبت عدم ذكر اسم ابنها بالكامل، خوفاً على سيرة الأسرة. «م» خرج من المؤسسة بعد صدور حكم ببراءته من التهمة المنسوبة له، ليصبح شخصا آخر، حسب رواية والدته، وبات أكثر عنفاً وتمرداً مما كان عليه من قبل، ولم تمر أيام على خروج «م» حتى عاد إلى المؤسسة العقابية للمرة الثانية، ولكن هذه المرة بتهمة «الشروع فى القتل». وتقول والدته إن ابنها محبوس حاليا فى واقعة «سرقة خرفان»، وأضافت «أنا تعبت معاه كتير.. اتغير واتبدل من ساعة لما خرج من المؤسسة أول مرة بقى إنسان تانى رافض يعيش معانا فى البيت، كل وقته بيقضيه فى الشارع.. المؤسسة حولته لشخص تانى، السرقة بقت هوايته، رغم أنه ممكن يسرق الحاجة وبعد كده يرميها». وتضيف والدته: «مرة حاول يسرق عجلة واحد جارنا ولولا إننا تدخلنا فى الموضوع كان زمانه اتحبس مرة تانية مكنتش متخيلة إن شهر واحد جوه الإصلاحية هيحول ابنى لمجرم، والمرة دى محبوس فى مكان فى إسكندرية واحتمال يخرج كمان 3 شهور». محاولات الأم لمساعدة طفلها وعرضه على «الائتلاف الوطنى لحماية حقوق الطفل»، لم تسفر عن أى تحسن فى سلوكه، وهو ما أكدته المشرفة المتابعة لحالته «هاجر» والتى أكدت أن «م» تعرض خلال فترة احتجازه داخل المؤسسة لعنف من قبل الأطفال المحتجزين معه، وهو ما ظهر خلال رسومات «م» عندما طلب من مشرفته ورقة وقلما، مخبراً إياها بأنه يجيد هواية الرسم، ليرسم نفسه مكبلاً بسلسلة حديدية تخرج منها سلاسل صغيرة كتب على كل واحدة منها كلمات مثل «الذل والإهانة والتعذيب والانكسار» ويكتب تحتها هذه هى المؤسسة العقابية. وقالت «هاجر» واصفة حالة «م» إنه طفل عنيد متمرد على الأوضاع التى كان يعيش فيها، ويريد أن يعيش باستقلالية ويبين لمن حوله بأنه قوى لا يمكن كسره، موضحة أن «م» كان يريد العودة مرة أخرى إلى المؤسسة العقابية ليمارس ما تعرض له على أيدى المشرف أو الشاب الذى يدير العنبر، ويلقى تعليماته إلى كل المسجونين ليأخذ حقه منه، وأردفت: «للأسف كل الحالات التى تدخل المؤسسات العقابية ترجع لها تانى، «م» كان ولد يتمتع بذكاء شديد وموهبة فنية عالية فى الرسم وصنع لوحات من عيدان الكبريت، وللأسف محدش خد باله من مواهبه رغم وجود ورش داخل المؤسسات، «م» وغيره بيطلعوا مجرمين بدل ما يكونوا مؤهلين أنهم يندمجوا تانى فى المجتمع، «م» دخل المؤسسة العقابية بعد خروجه منها بشهر بتهمة الشروع فى القتل وحاليا محبوس فى قضية سرقة مع أنه كان ممكن يبقى له مستقبل بسبب موهبته الفنية فى الرسم».