«ليس احتفالاً ولكنه ثورة جديدة».. هكذا ينظر عنتر عبدالعظيم، أحد مصابى الثورة، لذكرى 25 يناير الثانية، ورغم تحذيرات من حوله بعدم النزول إلى الميدان، فإنه أصر على النزول مردداً عبارة: «ده وأنا سليم ماخفتش انزل هاخاف دلوقتى وانا مفيش فى جسمى حتة سليمة؟». كان عنتر فى الصفوف الأولى فى مظاهرات الإسكندرية وأصيب فى رأسه إثر ضربة قوية تلقاها من ضابط شرطة أدخلته فى غيبوبة، لم يفق منها إلا بعد ثلاثة أشهر من الثورة، ويتذكر اليوم الذى فتح فيه عينيه فوجد نفسه فى المستشفى فسأل من يبكون عليه: هى «الثورة نجحت ولا لأ؟». ثقب فى الرئة، تهتك فى أعصاب اليد اليمنى، كسر فى الحبل الشوكى، وشلل تام، إصابات كثيرة تملأ جسده النحيل ورغم ذلك لم يشعر بندم ولم تنتابه لحظة ألم، كل ما آلمه هو الإهمال الذى تعرض له هو ومصابو الثورة أثناء العلاج مما ضاعف من إصاباتهم، وقال عنتر: «رغم مرور عامين على الثورة لم أحصل على أى تعويضات، وأرقد حالياً فى مستشفى العجوزة مهدداً بين الحين والآخر بالطرد منه مثل بقية المصابين الذين طردوا، وحالتى تحتاج إلى السفر إلى الخارج وطلبت من المسئولين استكمال علاجى ولم يتحرك أحد». رغم صعوبة حركته فإن عنتر قرر أن يترك المستشفى وينزل إلى الميدان، معلناً أنه لن يتركه إلا بعد تحقيق أهداف الثورة.