«من يقول إن الرئيس وجماعته نحس هم المنحوسون» يدخل المصريون تجاربهم ويغادرونها دون تعلّم، فلا تترك أثراً فيهم، ولا أكثر من الأدلة على هذا، جرّب أن تنزل شارعاً وتسأل مواطنين عاديين عن انطباعاتهم حول الرئيس مرسى، ستأتيك إجابة واحدة بمفردات مختلفة كلها تصب فى معنى واحد أنه -أى الرئيس- لا مؤاخذة «نحس» لست ممن يتطيّرون ولا أؤمن بوجود شرارة، قناعتى بالحسد مربوطة بوجوده فى السياق القرآنى وتراثنا الشعبى، والتطير -أى التشاؤم من شخص بعينه واعتباره نحساً- لم يكن فى قاموسى قبل أن ألقى وجه «مرسى». عداد الضحايا الذى يزيد كلما توغل الرئيس مرسى فى مدة حكمه أصبح مادة سخرية، جعلت من الرجل سيرة تلوكها الألسنة بالباطل، يفترون عليه الافتراء العظيم وينسون أنهم بيت الداء، وأن ادعاءاتهم عليه بالشؤم مردودة إليهم «بل أنتم الشؤم ذاته». المتأمل لتاريخ المصريين سيجده عامراً بالمواقف التى تؤكد هذا، انظروا إلى العهد البائد، هل كان مبارك نحساً حينما مات فى عهده الممتد طوال 30 عاماً آلاف المصريين بين حوادث قطارات وطائرات وعبّارات وعقارات وعشوائيات وجبل دويقة وحضّانات وغيرها من كوارث البنية التحتية التى خربها مبارك وقعد على تلها حتى لا تفوح منها رائحة الدمار، لماذا إذن تستكثرون على مرسى أن يموت فى عهده الجديد مئات المواطنين، ألهذا الحد وصل الاضطهاد للإخوان ومن يمثلهم فى حكم مصر؟.. يقول متشائم: لا نستكثر عليه موت المصريين، لكننا مبهورون بعدد الضحايا الذى حققه مفرداً فى 7 أشهر هى عمر حكمه.. فيجيبه متفائل: نحن نضحى بالأم من أجل الجنين، وبالجنين أحياناً من أجل الأب.. وبالأب والجنين والأم من أجل الطبيب، فلكل تضحية -مهما عظمت- نتيجة. لا أدفع عن مرسى تهمة، ولا أحمل لواء الدفاع عنه، فللرئيس «ميليشيات إخوانية» تحميه، فقط أجذب انتباهكم أيها المتشائمون، المدّعون على الرئيس كفراً وظلماً، أن النحس لو كان موجوداً على أرض مصر، فإنما هو موجود فى المصريين أنفسهم، هم المنحوسون، وكما يقول المثل الشعبى «المنحوس منحوس ولو علّقوا على راسه فانوس» وتعددت الأقوال فى تأويل المثل الشعبى، كان أقربها إلى الدقة أن المنحوس هو المواطن المصرى وأن الفانوس هو الرئيس مرسى. ولأن المصريين شعب لا يحمد ولا يشكر، شعب «شكّاء» بطبعه يحق فيه القول «إن جاعوا زنّوا وإن شبعوا غنّوا» نسوا نحس مبارك وجوعه، حينما جاءهم مرسى بنحس وجوع أشد وطأة، نسوا أن «أول الرقص حنجلة» وأن «مش كل من ركب الحصان خيّال» وطالبوا الرئيس مرسى بالرقص من أول طلعة، وأن يكون خيّالاً ولو من غير حصان.. وعاملوا الإخوان بمنطق «جبت الأقرع يونسنى، قلع راسه وخوّفنى» خلاصة القول فى الحقيقة قولان؛ أولهما للمواطن: طول ما ربنا بيبلينا اعرف أن نحسنا مننا فينا.. وللرئيس: ما تحاولش تبقى حد تانى غير نفسك خليك واثق فى نحسك.. دوّر بنفسك جوه نفسك هتلاقى نحسك محدش فيه هينافسك.