زمان كان هناك مسلسل كوميدي يحمل اسم (برج الحظ )للفنان الراحل محمد عوض الذي جسد شخصية "شرارة", وكان المنحوس شرارة هذا دائماً ما يهابه المحيطون به لما رأوه من كرامات وحوادث مؤسفة ارتبطت بوجوده في أي مكان يذهب إليه وأصبح كل من تظهر عليه علامات النحس يطلق عليه اسم "شرارة" ويستخدم معه شعار "البعد عن النحس غنيمة".
وأفيدكم علماً أنني لم أحضر ذلك الشرارة من مخزون الذاكرة اقتناعاً مني بالنحس والحظ لأنني من المؤمنين بان الضر والنفع من عند الله سبحانه وتعالي ،ولم أكن أفكر إطلاقا في هذا الأمر إلا عندما همس لي أحد الظرفاء وما أكثرهم في زماننا بأن لقب شرارة سيرتبط باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ولم أعط للأمر في البداية أي اهتمام يذكر, حتى وجدت مدونة "جبهة التهييس الشعبية" تربط بين دخول أنفلونزا الخنازير مصر وزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإلقاء خطابه مباشرة من قلب المحروسة، وكُتبتْ عبارة "وشك فقر يا أوباما" على أساس أن أول حالة أنفلونزا تم الإعلان عنها كانت يوم الزيارة وثاني حالة جاءت بعد الزيارة مباشرة.
وبعد مرور ساعات قليلة وأنا أقضي يوم أجازتي أمام التلفاز أتابع برامج "التوك شو" التي أصبحت تتسابق في رصد السلبيات ولا تأتي بايجابية تجعلنا من زمرة المتفائلين, لفت انتباهي برنامج "48 ساعة" بقناة المحور والذي عرض فقرة لطفل صغير أظن أنه من أطفال الشوارع, بدا عليه اللهجة الحادة وهو يتحدث عن أنفلونزا الخنازير وزيارة أوباما . وأشار الطفل إلي أن اوباما لم يتم الكشف عليه عندما جاء إلينا, بما يعني أنه جاء معه بالانفلونزا ثم توعد الطفل أوباما بطريقة فتوات زمان ملوحاً بيده أمام الكاميرا قائلاً أن هذه مصرنا ودمها يجري فينا وسنحميها .
ما رأيك عزيزي القارئ ألا ترى أن ما ذكرته سلفاً سخرية ما بعدها سخرية, وإذا سلمنا وافترضنا وجود النحس وسرنا على درب أن أوباما قدومه شؤم, فأعتقد أن حياة أوباما مهددة لا محالة, فمنذ عدة أيام قام رجل في الثامنة والثمانين يدعى "جيمس فون" ينتمي إلى إحدى الجماعات "العنصرية البيضاء" بإطلاق النار في المبنى الذي يضم بداخله متحفا للمحرقة اليهودية المزعومة في العاصمة الأمريكيةواشنطن.
قبلها أثناء وجود أوباما في مصر قال بالنص في خطابه (سوف أقوم غدا بزيارة معسكر بوخنفالد الذي كان جزءا من شبكة معسكرات الموت التي استخدمت لاسترقاق وتعذيب وقتل اليهود رميا بالأسلحة النارية وتسميما بالغازات) أصبح أوباما شؤماً على إسرائيل الحليفة ولابد من التصدي لنحسه.
والويل من جموح الخيال فربما يأتي اليوم الذي يرفض حكام العالم مقابلة أوباما خوفاً على شعوبهم من نحسه وبذلك تقف جميع مساعي أوباما ويضطر إلى وقف كل ما ذكره في خطابه عن الحرية والديمقراطية والسلام.
ولكن بنظرة واقعية خالية من الخرافات التي تذكرني بالجدة بخيتة وسذاجة بكار أرى خلطاً في معتقدات البعض بين الحسد المتعارف عليه وبين وهم النحس, وإذا كان أوباما أتى مصر وفي قدمه شر لنا فلنودع من الآن كل من قابلهم أثناء الزيارة حتى رحيله.