1 لا يعيب حسن شحاتة أن يكون محظوظًا، ولكن عيبنا أننا كنا منحوسين، "نجري جري الوحوش، وغير نصيبنا مانحوش".. و"مانحوش" هو التمثيل المشرف الذي يغطي الهزائم المؤسفة. المثل يقول "قيراط حظ ولا فدان شطارة".. ويقول "قليل الحظ يلاقي العضم في الكرشة".. ويقول "المنحوس منحوس، ولو علقوا في رقبته فانوس".. وحسن شحاتة كسر النحس والفانوس. ماذا كنا نستفيد لو قطعنا زامبيا وعلمناها فنون الكرة، ثم انهزمنا في المباراة بضربة نحس.. هل كانوا يمتدحون شحاتة أم يعلقون له المشانق؟ 2 خذوا الزمالك مثلاً.. كل هجمة علي مرماه تسجل هدفًا، وكل عشر هجمات علي الفريق المنافس قد تسجل هدفًا.. والنحس يلازمهم، رغم العجول الكثيرة التي يذبحونها أمام النادي. هل تريدون منتخبًا مثل الزمالك يلعب ويهزم، فأصبح مطمعًا ل"اللي مايسواش" قبل "اللي يسوي"، وتتعامل معه جميع الأندية بشعار "مرمطوا عزيز قوم ذل". ماله حسن شحاتة.. وهل يرفع يديه إلي السماء ويقول "انحسني يارب"، وعندما يسجل حسني عبدربه هدفًا يصرخ فيه بأعلي صوته "جتنا نيلة في حظنا الهباب"؟ 3 قولوا يارب الحظ يظل ملازمًا حسن شحاتة في موقعة الجزائر باستاد القاهرة.. يا بركة دعا الوالدين وأولياء الله الصالحين والسيدة نفيسة والإمام الشافعي والمرسي أبوالعباس. يارب يحقق لنا هذا الأمل الذي كان "حُلمًا فخاطرًا فاحتمالاً، ثم أضحي حقيقة لا خيالاً".. وإذا حدث ذلك فسوف نضع علي صدورنا تميمة عليها صورة حسن شحاتة. سوف يصبح "سيدي شحاتة"، نأخذ منه البركة ونلمس ملابسه، ونمسح بأيدينا علي رءوسنا، فمن كان يصدق أن مصر أصبح لها أمل للوصول إلي 2010. 4 ماذا نفعل من أجل أن نساعد حسن شحاتة الذي ظلمناه كثيرًا وتجنينا عليه، ولن نعرف قيمته إلا بعد أن تعود إلينا الكرة العشوائية والحظ الدكر.. زمن الهزائم المشرفة. نساعده بأن تكف وسائل الإعلام عن الهجوم عليه، وليكن لكم عظة في الإعلام الجزائري الذي يحشد الدنيا وراء منتخبه وكأنه يوم القيامة. نساعده بأن نوفر كل الإمكانيات التي تساعد علي تحقيق الحلم الجميل، إذا أراد تأجيل الدوري، أجلوه.. وإذا أراد إلغاء الكأس، الغوه.. اسمعوا كلامه هذه المرة. 5 نساعده بأن ننسي أنه كان زملكاويا، فهو الآن مدرب مصر، وحقق لمصر إنجازات لم يحققها سواه، ويصعب أن يجيء مدرب بعده يحقق ما حققه. شحاتة رغم زملكاويته، إلا أنه يجامل لاعبي الأهلي، وخير دليل هو عماد متعب، الذي لا يصلح إلا للعب للزمالك، لأنه مثل لاعبيه بتوع "جري الوحوش". شحاتة كسر أنف ميدو وشيكابالا وعمرو زكي وزيدان، وغيرهم من المتمردين.. لكن متمردين علي مين؟.. علي المعلم الذي كان أسطورة في الملاعب؟ 6 أؤكد لحسن شحاتة أن مصر كلها وراءه.. ثمانون مليون مصري قلوبهم تخفق مع أقدام لاعبيه، لأن هذا الجيل يستحق التكريم والوصول إلي كأس العالم. يا سلام.. احلموا معايا بالحكم وهو يطلق صافرة النهاية ومصر فائزة 3 / صفر، والتليفزيون يذيع أغنيته المفضلة "والله وعملوها الرجالة". احلموا معايا، ونحن نتبادل التهاني، وتخرج السيارات في الشوارع للاحتفال بالمناسبة العظيمة، ويخصص التليفزيون والفضائيات برامج السهرة للاحتفاء بالفوز. 7 هذا هو الحلم الذي أيقظه المحظوظ حسن شحاتة في قلوبنا، بعد أن كدنا نفقد الأمل، وبكرة حسني عبدربه الصاروخية أراد الله سبحانه وتعالي أن يكافئ من يستحق. أقول للمتربصين بحسن شحاتة، اخلصوا نواياكم، وتمنوا له وللمنتخب التوفيق، وتخلصوا من أحقادكم الصغيرة وعمي الألوان الذي يفسد المتعة. "اديني حظ وارميني البحر".. ويارب.. يارب.. يارب.. يلعب الحظ مع حسن شحاتة بعرق وجهد وتضحيات لاعبيه.. "قلوبنا معكم والله يرعاكم".. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. E-Mail : [email protected]
