سيدى الرئيس، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد، أحب أن أبلغ سيادتكم أن الأحوال ليست جيدة، والأمور ليست على ما يرام، والشعب بشبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله على خط المشكلات والأزمات والفقر وهو ما شجعنى لكى أخاطبك وأكتب لك هذا الخطاب فى زمن ال«فيس بوك» و«تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، ولن أتحدث معك بلغة الناصح، لأنك أنت الراعى ونحن الرعية ولا بلغة المحذّر ولا المهدد ولا المستنكر، ولكننى سأخاطب فيك الأب. لن أُحدّثك فى الأمور السياسية وسيناء ولا الاقتصادية وارتفاع الدولار ولا الاجتماعية وضياع حقوق الفقراء ولا فى التعليم والصحة، ولا حتى فى رغيف العيش الذى لا يصلُح علفاً للحيوان، ولا فى الرياضة التى تلفظ أنفاسها الأخيرة فى عهدك ولا كرة القدم التى تحوّلت إلى فتاة ليل وتُستغل وتُنتهك فى عصرك، ولا فى مشروع النهضة اللى حضرتك اكتشفت فجأة أن الشعب غير مؤهل له، وأن العيب فينا كشعب مش فى المشروع العظيم. نعم سيادة الرئيس العيب فينا وفى اللى جابونا، مش عايز أشغل حضرتك بكل ده. الأب والشيخ مرسى، كيف حال الأبناء؟ إن شاء الله يكونون بخير، وياريت كرسى العرش ما يكونش خد من وقتهم ولا وقت الأسرة الكريمة، رغم المشاغل الكثيرة، الله يكون فى العون، الأب والراعى.. كان ليّا عندك طلب صُغير جداً ماليش فيه أى مصلحة خالص، فأنا الحمد لله شغال شغلانة كويسة وباشترى عيش من أبو «25 قرش» والعيشة «مجرش» يعنى لا ناعمة ولا ناشفة، المهم أنا بابلغك أن أسر شهداء بورسعيد زعلانين من حضرتك ع الآخر، وحاسين إن سيادتك مطنشهم قوى وبيقولولك ما كانش العشم يا شيخ مرسى، وإن الأزهر الشريف ودار الإفتاء ومفتى الديار بيعتبروا ولادهم شهداء، وحضرتك رافض تعتمدهم شهداء رسمياً، وخلينى أقولك إن الحاجّة والدة الشهيد محمد أحمد خاطر، فاكرها اللى قابلتك فى المنصورة أثناء الدعاية الانتخابية للرئاسة وقالت لحضرتك لو بقيت رئيس جمهورية ما تنساش ولادنا، وحضرتك ردّيت عليها وقولتلها دول ولادنا وولاد مصر ودمهم فى رقبتى يا حاجة.. الست «أم محمد» زعلانة جداً وقالتلى إن ده ما كانش العشم يا سيادة الرئيس، وأنا باسأل حضرتك، ألم يُبلغك رئيس الوزراء، ألم يبلغك وزير الرياضة، ألم يذكرك وزير شبابك، ألم تسمعنى شخصياً وأنا أناشد حضرتك يومياً على قناة «الأهلى» وأتوسل إليك وأطلب من سيادتك أن تشمل شهداء بورسعيد بقرار الشهادة الرسمى.. سيادة الرئيس محاكمة المجزرة فى 26 من الشهر الجارى وشباب الألتراس الأهلاوى جهز العدة ولن يتنازل عن الثأر إذا خيّبت آماله المحاكمات، وشباب بورسعيد يتوعدون، أملنا فى حضرتك كبير أن يصل كلامى إليك فى الوقت المناسب، وأن يكون خطابى سبباً فى سرعة إصدار قرارك، لأنى خايف على البلد وخايف على الشباب وكفاية دم إذا كان فى إيدك تريح قلوب الأمهات بقرار لن يُكلّف الدولة أى شىء، فأسر الشهداء تبحث عن الجانب المعنوى لا المادى.. إلى متى سيظل الرئيس لا يسمع لصوت شعبه، لنداء شهدائه، لعويل أسرهم، لبكاء الأرامل «ونهنهة» الأطفال، لتوسل الآباء؟ استحلفك بأبنائك يا سيادة الرئيس انقذ ما يمكن إنقاذه، احمِ شباب بلدك، اشعرنا أنك تعيش معنا وأنك لست فى برج عاجى، أنك تسمعنا وأن رسائلنا تصل إليك.. أقسم لك بالله رب العالمين أنك تأخرت على الشهداء وأن التأخير أكثر من ذلك ليس فى مصلحة الوطن، بالله عليك راجع نفسك فإذا لم يصلك الأمر حتى الآن فهى الكارثة، وإذا كان الأمر لديك وهناك تجاهل فهى الكارثة الأكبر. أقبل رأسك إذا لم تشعر بأبنائك الذين ماتوا فداءً للوطن وكانوا وقود الثورة وطاقة الملاعب فلن تشعر بالأمان، واتقِ الله فينا يا سيادة الرئيس واحقن دماء الشباب.