لم يكن أحمد حسن محمد (44 عاما) سائق تاكسى، يعرف عن حمدين صباحى سوى القليل، يعلم عنه أنه «العضو حمدين صباحى» كما كان ينطقها فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق، بسبب حبه لمتابعة جلساته حتى قبل الثورة، لم يكن يعنى ب«صباحى» أو باستجواباته لأن الهدف الأساسى من المتابعة كان معرفة مصير منطقة حدائق القبة التى ينتمى إليها ويسكن فيها. لا يرد حسن سؤال راكب أيا كان المكان الذى يرغب فى الذهاب إليه، حتى وإن كان لا يعرف تفاصيل الطريق، استوقفه زبون نوبى قبل شهرين وقال له: «ودينى بيت حمدين صباحى»، فرد حسن مستغربا: «وهو أنا هعرفه منين؟.. هو سيدنا الحسين؟»، ضحك الاثنان وحكى له الزبون طوال الطريق عن «صباحى» وناصريته وانحيازه للفقراء، فقال «حسن» بينه وبين نفسه إن «الكلام حلو.. بس المهم مين اللى ينفذ». محاولات و«توهان» وأسئلة كثيرة حول بيت حمدين صباحى، فى ميدان لبنان، انتهت بعد عناء بالوصول إلى العنوان الصحيح، دخل السائق مع الزبون النوبى إلى منزل «حمدين»، وحكى «حسن»: «أول ما دخلت البيت فهمت شعار «حمدين» إنه واحد مننا، بيته زى أغلب بيوت المصريين، هى شقته كبيرة وحلوة، بس العفش عادى، صالون وسفرة موجودين فى أى بيت مصرى، حتى الشغالة اللى عنده بتندهله وبتقوله «يا حج»، وهو بيعاملها باحترام، أنا بشوف عند الناس الأغنياء إن الشغالات بيقولوا للى مشغلينهم يا سيدى». «حسن» كان يأمل أن يخوض «حمدين» جولة الإعادة: «حمدين قال لى إنى عايز أدى كل واحد مسئول الصلاحيات الكاملة، وكده حال البلد هينصلح. أنا بقى انتخبته لأنى عايز أرجع أروح سينما زى ما كنت باعمل زمان، ونفسى آخد ولادى كل يوم خميس واروح أشربهم عصير مانجة زى ما ابويا كان بيعمل معايا، لكن دلوقتى ماعنديش فلوس ولا وقت، أنا مرة أخدت العيال ورحنا نشرب حمص الشام على كوبرى إمبابة، البياع قال لى الحساب 20 جنيه، أجيبهم منين أنا بس؟». «حسن» قرر بعد خروج «حمدين» أن يقاطع الإعادة: «ما اقدرش أنتخب «شفيق» بتاع النظام القديم، و«الإخوان» انتخبتهم فى مجلس الشعب لكنهم ماعملوش حاجة».