سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: «لأن حياة واحدة لا تكفينى»! فإذا كنت من عشاق القراءة وتداوم على شراء الكتب، فمن المؤكد أنك متابع لصفحة «مما قرأت» على «فيس بوك»، فقد عرّف أدمن تلك الصفحة على «فيس بوك» صفحته، حيث قال: «بحلم بأن كل كاتب موهوب كلامه يصل لأكبر عدد من القراء، فمهمتنا ندور على الكلام المفيد اللى يلمس قلوبكم ويضيف حاجة ولو بسيطة عقولكم». فأحيانا يكون اختيار الكلام أصعب من تأليفه.. ففى صفحة «مما قرأت» ستجد بعض المقتطفات لكتاب ومؤلفين فى شتى المجالات، وقد تكون تلك المقتطفات سببا لإغرائك لأن تمتلك هذا الكتاب، وتكتشف ما بداخله من معلومات ومواقف وأسرار.. فالصفحة تعتبر هى أول صفحة ثقافية تتناول القراءة بشكل مختلف وتعمل على زيادة عدد القراء بشكل فعال.
صاحبة فكرة «مما قرأت» هى «منة على»، مهندسة شابة فى العشرينات، وتعيش فى محافظة الفيوم.. جاءتها فكرة إنشاء صفحة «مما قرأت» فى أواخر عام 2009، وكان الهدف من إنشائها نشر القراءات التى تحبها بين جمهور«فيس بوك» ومشاركتهم فى القراءة.
ولم تكتف منة على بصفحة واحدة تحمل اسم «مما قرأت»، فبعد أن اخترقت صفحتها الرئيسية، قررت أن تكون هناك صفحة رئيسية وصفحات أخرى لكل كاتب على حدة، لأن هناك الكثير من الكتاب المبدعين الذين لم يأخذوا حقهم فى الإعلام، وقد يرحلون عن دنيانا ولم ينالوا حظهم من معرفة الناس بهم، فكانت مهمتها تسليط الضوء على هؤلاء المبدعين.
نجاح صفحات «مما قرأت» لم يأت من فراغ، وإنما وراؤه فريق عمل رائع يعمل بتكاتف حيث يجمعهم حب القراءة، فأكثر من أربعين مشرفا متطوعا قابلين للزيادة، ليسوا جميعهم مصريين، بل هناك متطوعون من دول عربية، كتونس وسوريا والمغرب والسعودية، يعملون من خلال جروب مغلق على الفيس بوك وقد وصل عدد الفانز فى صفحات «مما قرأت» المختلفة أكثر من أربعة ملايين. وطموح «منة على» صاحبة «مما قرأت» ليس له حدود، فلم تكتف بصفحاتها على «فيس بوك» والتى حققت نجاحا منقطع النظير، ولكنها تحلم بأن تكون «مما قرأت» أكبر ملتقى أدبى ثقافى ليس فى مصر فحسب بل فى العالم العربى.. فلم تكتف «منة» بالعالم الافتراضى المتمثل فى فيس بوك وتويتر، وإنما قررت أن تخرج لأرض الواقع بسلسلة كتب ستصدر قريبا تحمل اسم «مما قرأت» وتحلم منة بأن تمتلك فى المستقبل مؤسسة غير ربحية تمارس أنشطتها فى الشارع وفى المجتمع، وتصل للإنسان العادى. وتشعر صاحبة «مما قرأت» بالسعادة من التعليقات التى تأتيها على المجهود الرائع الذى تبذله فى صفحاتها، كما تشعر بحفاوة استقبالها هى وفريق عملها حينما يذهبون إلى أى مكان.