ناشرون: مبادرة تسهم في رفع المبيعات مثقفون: الإخوان يردون على شبهة رفضهم للإبداع كتبت - سميرة سليمان أطلق حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين مبادرة بعنوان "نقرأ .. لنبني" تزامناً مع افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال43. المبادرة جاءت لزيادة الإقبال الجماهيري على معرض الكتاب، وتهدف إلى زيادة الحراك الثقافي والفكري من خلال المشاركة في فعاليات المعرض الثقافية وتحقيق نسبة بيع أعلى للكتب لإبراز دور الكتاب في حياة "أمة اقرأ". ويقول المهندس عبد الحميد مرسي - أحد اعضاء المبادرة وعضو أمانة الشباب للحزب بشرق القاهرة – أن المبادرة شبابية انطلقت مع بداية المعرض الذى يقام فى الفترة من 22 يناير الجارى الى 7 فبراير المقبل، حيث يعتبر المعرض من أهم الفعاليات التي تقام سنويا، ويحضره عديد من الرواد ويشارك فيه هذا العام 29 دولة و745 ناشرا، وضيف شرف المعرض "تونس". يواصل: إيمانا من الحزب بأهمية العلم والثقافة لنهضة الوطن، تقدمت أمانة الشباب بالحزب بعمل هذه المبادرة بالتعاون مع عديد من دور النشر بهدف زيادة الإقبال الجماهيري على معرض الكتاب، من خلال حملة دعاية للمعرض وترغيب الجمهور في زيارة المعرض واقتناء الكتب، وتقديم تخفيضات على الكتب والإصدارات من دور النشر المشاركة في المبادرة لحاملي الكوبونات أو كارنيهات عضوية الحزب. ولاحظ الحزب أن معرض الكتاب تأثر بالسلب بسبب الظروف السياسية التي تشهدها مصر، فلم يحظ برواج كبير كما كان يحدث في السابق، بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية التي ساهمت في تراجع الإقبال على الكتب، ومن ثم جاءت هذه المبادرة لتشجيع الثقافة. يضيف: أحد شباب الحزب طرح الفكرة التي لاقت قبولاً ومن ثم خرجت إلى حيز التنفيذ، بالتعاون مع دور النشر التي تحدد بنفسها حجم الخصومات التي يمكن ان تقدمها، والنسب بالطبع متفاوتة بين الدور، وذلك مقابل حملة دعاية خاصة يقوم بها الحزب، عن طريق لافتات في الشوارع، وفي أرجاء المعرض، بالإضافة إلى انتشار ذلك على الإنترنت ومواقع التواصل المعروفة، وكذلك وسائل الإعلام المختلفة. وأوضح مرسي أن القارئ يمكنه التمتع بنسبة الخصم، عن طريق "الكوبونات" وهي فكرة تسويقية منتشرة وتلقى رواجاً لدى الجمهور الذين عادة ما يحرص على استخدامها، ومن ثم استوحينا هذه الفكرة لتطبيقها في مبادرتنا، لتشجيعهم على ارتياد المعرض والشراء. نافياً أن يكون الكوبون مقتصراً على أعضاء الحزب فقط، بل هو متوفر للجميع، ويمكنهم الحصول عليه من أقرب مقر حزبي، مؤكداً أن أعضاء الحزب لا يملكون تلك الكوبونات فهم يكفيهم كارنيه الحزب، ليتمتعوا بالخصم. ويلفت عضو أمانة شباب حزب الحرية والعدالة إلى أن عدد دور النشر التي انضمت لتلك المبادرة في تزايد مستمر، وبلغ عددها حتى الآن 50 دار. وهناك تنوع كبير في المضامين المنتجة عن تلك الدور، لتناسب أذواق عدة، فهناك دور إسلامية، وأخرى إنتاجها متنوع، ما بين الأدب والكتب العلمية وكتب الكمبيوتر والاتصالات والعلوم المختلفة. مشيراً إلى أن صفحة المبادرة "نقرأ لنبني" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مزود بها كافة دور النشر التي انضمت للمبادرة بالإضافة إلى مكان تواجدها في المعرض، ونسبة الخصم التي تقدمه، تسهيلاً على زوار المعرض، لافتاً إلى أن الدور المشتركة في المبادرة، يوجد في مقرها بالمعرض ملصق كبير وواضح عن المبادرة، حتى يتسنى للزوار التعرف على الدور بسهولة والتمتع بخصوماتها. تتفاوت نسب الخصومات المقدمة من كل دور كما يوضح عضو المبادرة، فنجد أن أقل دار تقدم نسبة خصم 5%، في حين أن بعض الدور تقدم نسبة تصل إلى 40% وهي أعلى نسبة للخصم. لم يكن الطريق معبداً أمام المبادرة، فقد لاقى الشباب بعض التعنت أثناء مفاوضاتهم مع دور النشر، فما بين الاتهام بالترويج إلى الحزب دون خدمة القراء، إلى الاتهام برغبة الحزب في الدعاية من أجل انتخابات مجلس الشورى، يؤكد مرسي أن هذا التعنت في النهاية أقل بكثير من الترحيب الذي وجده الشباب من الدور للانضمام إلى المبادرة، مؤكداً أنه رغم انشغال الحزب في إحياء ذكرى الثورة وكذلك الانتخابات إلا أن كل هذا لم يبعدنا عن التفكير في كيفية جذب الجمهور إلى معرض الكتاب، الذي يعد رصيداً وزاداً فكرياً للمواطنين، مؤكداً أن فكرة المبادرة شبابية من أجل التشجيع على القراءة، وقد اجتذبت متطوعين. ومن الدور المشاركة في مبادرة حزب الحرية والعدالة : "نهضة مصر"، دار "دوّن"، دار "صرح"، دار "التوزيع والنشر الإسلامية"، دار "الكتاب العربي"، "شركة جولدن شوت"، "مؤسسة بداية للنشر"، دار "أطلس"، دار "اكتب"، دار "الكلمة" وغيرها من الدور. واعتبرت بسنت الخضري المسئولة في دار "الفكر العربي" أن المبادرة تشجع على القراءة، ولكن من المبكر الحكم على مدى نجاحها . وذكرت الخضري أن الدار تقدم 25% خصماً، يقع على إصداراتها بالكامل، حيث تتنوع في كافة المجالات ما بين كتب دينية وعلمية وقانونية وعلوم الإعلام والاقتصاد وغيرها، وتتميز إصدارات المكتبة بالرصانة حيث أنها تتعامل عادة مع أساتذة الجامعات. الدار "المصرية اللبنانية" تشارك كذلك في المبادرة، التي بدأت صبيحة يوم معرض الكتاب، وقال "موسى علي" مدير الدار أن المبادرة تهدف لتشجيع القراءة، والدار تحمست لها من أجل زيادة نسبة المبيعات، لافتاً إلى أنها مبادرة جديدة لم تحدث من قبل، سوى من اتحاد الناشرين الذي كان يتعاون مع دور النشر من أجل تقديم خصومات في اليوم العالمي للكتاب، لكنها لم تحدث من الأحزاب قبل ذلك. وتقدم "المصرية اللبنانية" خصماً يصل إلى 25 % على إصداراتها، و10% خصماً على منشورات الدور الأخرى. اتفق محمد سامي صاحب "دار ليلى" المشاركة في المبادرة، مع آراء مسئولي دور النشر الأخرى في أن المبادرة تفيد القارئ، وتحدث رواجاً داخل معرض القاهرة للكتاب. وقد أحدثت المبادرة ردود فعل متباينة داخل مجتمع المثقفين، فمن جانبه أوضح الكاتب والأديب أحمد الخميسي أن هذه المبادرة تأتي في السياق الطبيعي لتاريخ الإخوان، فهم تاريخياً يتميزون بتقديم خدمات مجتمعية، سواء في مجالا العيادات الشعبية أو توظيف العمالة التي تعاني من البطالة، أو في مجال التعليم والتضامن الاجتماعي من كفالة يتيم إلى زواج الفتيات وغيرها من الشئون المجتمعية. وثمّن الخميسي المبادرة، التي تخدم الثقافة، ومع ذلك يؤكد الكاتب أن هذه المبادرات الثقافية لا تسقط عن معشر الأدباء مطالبتنا الدائمة بمعرفة موقف جماعة الإخوان المسلمين إزاء الفن والثقافة بصفة عامة، رافضا تقييد الفنون بقوانين الدين، والذي تسعى له الجماعة عبر تاريخها. ولكن الكاتب امتدح المبادرة ، وقال أنها تأتي ردا على من يعتبر أن الإخوان ينظرون للفن والثقافة نظرة دونية، في حين أن الأحزاب التي تدعي وقوفها بجانب حرية التعبير لم تقدم على مثل تلك الخطوات الداعمة للثقافة، وهو أمر يراه الكاتب لافتاً للنظر. ويرى الخميسي أن الأحزاب الأخرى أصبحت نخبوية لا تفهم الناس ولا تقدم لهم خدمات، وهي تخاطب المثقفين وليس العمال أو الفلاحين أو صغار الموظفين. كما يرى أن المبادرة تأتي من جانب الإخوان في وقت زادت فيه التخوفات منهم بعد احتلالهم صدارة المشهد السياسي في مصر، والحصول على الأغلبية في البرلمان ، وركزت المخاوف على التضييق الإخواني على حرية التعبير. وفي حين يعتبر الأديب الكبير محمود الورداني المبادرة مشجعة للثقافة والقراءة، إلا إنه يتوقع صداماً بين المبدعين والتيارات الإسلامية في مصر، لوقوفهم ضد حرية الإبداع كما يقول. كما يخشى الورداني أن يكون هذا سبيلاً لتدخلهم في الثقافة .