للاحتفال بعيد تحرير سيناء.. محافظ المنوفية يستقبل رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية    حرس شرف وسلام جمهوري.. مراسم استقبال رسمية لرئيس البوسنة والهرسك في قصر الاتحادية    الضرائب تؤكد عدم صدور أي تعليمات بشأن تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية    أسعار الذهب اليوم في مصر.. وعيار 14 يسجل 2060 جنيه    خسائر جديدة في عيار 21 الآن.. تراجع سعر الذهب اليوم الإثنين 29-4-2024 محليًا وعالميًا    «المؤتمر» يشيد بكلمة الرئيس السيسي في افتتاح مركز البيانات: حملت رسائل مهمة    وزير الإسكان يتابع مشروعات الخدمات ورفع الكفاءة والتطوير بالمدن الجديدة    البورصة المصرية.. «EGX30» يقفز 2.90% و«السوقي» يربح 28 مليار جنيه في مستهل التعاملات    بعد انخفاض الطن 1000جنيه..سعر الحديد اليوم الاثنين 29 إبريل 2024 في المصانع المحلية    طائرات جيش الاحتلال تهاجم مباني تابعة لحزب الله في لبنان    مدبولي: على المجتمع الدولي بذل كل الجهود لمنع أي هجوم على رفح    بث مباشر| الرئيس السيسي يستقبل رئيس البوسنة والهرسك في الاتحادية    مدبولي يؤكد ضرورة بذل أقصى الجهود لتفادي أي اعتداء على رفح الفلسطينية    اتحاد الكرة يكشف موقفه من معاقبة "شلبي وعبد المنعم" بعد احتفالاتهم المسئية (خاص)    مجموعة الصعود.. بتروجت يستضيف وادي دجلة بدوري المحترفين    ميدو: «سامسون أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك»    صحيفة: ليفربول يُحدد سعر بيع محمد صلاح    كولر يعقد جلسة ودية مع السولية والشحات بعد أحداث مباراة مازيمبي    اتحاد الكرة يكشف تفاصيل جلسة محمد الشيبي بشأن واقعة الشحات    «الداخلية»: ضبط 71 قطعة سلاح و252 قضية مخدرات وتنفيذ 59362حكمًا خلال 24 ساعة    «صحة قنا»: تعافي جميع مصابي الاختناق بعد تحسن حالتهم    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    تموين قنا: ضبط 32 مخالفة تموينية متنوعة بمراكز المحافظة    بسبب الخلافات ..«الداخلية»: عاطل وراء مقتل تاجر خردة بالإسماعيلية    احتفاء بفوز باسم خندقجي بالبوكر: فلسطين ملء العين والسماء دائما    تعرف على الجناح المصري في معرض أبو ظبي للكتاب    أول تعليق من ياسمين عبدالعزيز على طلاقها من أحمد العوضي    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    ضربة الشمس في الصيف.. تعرف على أعراضها وطرق الوقاية منها    انطلاق اختبارات المواد غير المضافة للمجموع لصفوف النقل بالقاهرة    مصرع عامل وإصابة آخرين في انهيار جدار بسوهاج    "عشماوي": الإطار الوطني للمؤهلات يسهم في الاعتراف بخريجي المؤسسات التعليمية    الأعاصير تتسبب في مقتل أربعة أشخاص بولاية أوكلاهوما الأمريكية    مطار أثينا الدولي يتوقع استقبال 30 مليون مسافر في عام 2024    درس الطب وعمل في الفن.. من هو المخرج الراحل عصام الشماع؟    من هي هدى الناظر زوجة مصطفى شعبان؟.. جندي مجهول في حياة عمرو دياب لمدة 11 سنة    رئيس كوريا الجنوبية يعتزم لقاء زعيم المعارضة بعد خسارة الانتخابات    أمين لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب    جامعة عين شمس تطلق حملة "صحتك تهمنا"    ختام فعاليات مبادرة «عيون أطفالنا مستقبلنا» في مدارس الغربية    "استمتع بالطعم الرائع: طريقة تحضير أيس كريم الفانيليا في المنزل"    مفاوضات الاستعداد للجوائح العالمية تدخل المرحلة الأخيرة    اليوم.. مجلس الشيوخ يستأنف عقد جلسته العامة    البحوث الفلكية: غرة شهر ذي القعدة فلكيًا الخميس 9 مايو    1.010 مليار جنيه حصيلة كايرو للصرافة من تنازلات النقد الأجنبي| خاص    اليوم .. ماستر كلاس محمد حفظي بالإسكندرية للفيلم القصير    تساقط قذائف الاحتلال بكثافة على مخيم البريج وسط قطاع غزة    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    المندوه: كان يمكننا إضافة أكثر من 3 أهداف أمام دريمز.. ولماذا يتم انتقاد شيكابالا بإستمرار؟    شبانة: الأهلي أصبح فخرًا بإنجازاته وأرقامه القياسية    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مثقفون ومفكرون : نجح لأنه وصل إلي القري والنجوع
نشر في صباح الخير يوم 29 - 06 - 2010

كتب - محمد عاشور - يارا سامى - لميس سامى - هايدى عبد الوهاب - هيام هداية - إيمان عبد الفتاح - صدام كمال الدين
عشرون عاما مرت علي مهرجان القراءة للجميع الذي ترعاه السيدة سوزان مبارك، ولا يزال المهرجان يتألق ويزدهر كل عام لينشر رواجا ثقافيا وزخما معرفيا في كل القري والنجوع.. هكذا رأي المثقفون والمفكرون مشروع القراءة للجميع، واصفين إياه بأنه واحد من المشاريع القومية التي ينبغي الحفاظ عليها وتطويرها لأنه أثري حياة الأسر المصرية ثقافيا ومعرفيا علي مدي العشرين عاما الماضية وجعل الكتاب متوافرا بأسعار زهيدة داخل كل بيت مصري .
الروائي الكبير خيري شلبي: مهرجان القراءة للجميع، ومشروع مكتبة الأسرة من أعظم المشاريع التي شهدتها مصر، بل إن هناك العديد من الدول العربية التي تدرس هذا المشروع حاليا بعد أن حقق ثماره المرجوة في مصر، وفوائده عمت علي الأسرة والشباب والأطفال أيضا، فخلال السنوات الماضية استطاع المشروع أن يساهم بصورة كبيرة في بناء عقول الأسرة والشباب من خلال ترسيخه لفكرة مكتبة في كل بيت، وقد شاهدت ذلك بنفسي في الأقاليم والقري، حيث كان هناك العديد من شباب هذه الأقاليم لا يقرأون ولا يبحثون عن الكتاب، لعدم قدرتهم علي شرائه.
ولكن مع ظهور المشروع، وعرض الكتب بأسعار زهيدة، أصبح هناك من يحرص علي اقتناء مطبوعات المشروع، والحصول علي الجديد منها، بل هناك من يتنافسون علي اقتناء المزيد من هذه الإصدارات.
وأضاف شلبي: من حسن الحظ أن ما نشر في المشروع كان من أمهات الكتب، التي لا يجدها القارئ في أي مكان إلا في مكتبات الأسرة والتي أعادت نشر تاريخ مصر القديم، الخطط التوفيقية، موسوعة فجر الإسلام، ابن خلدون، وأعمال الجبرتي، إلي جانب كتب الأدب والرواية لكبار كتاب الأدب مثل طه حسين، العقاد، يوسف إدريس، يوسف السباعي، نجيب محفوظ، وعبد الرحمن الشرقاوي، ويتميز القائمون علي هذه المشروع بحسن اختيار الإصدارات، وأوضح شلبي أن مشروع مكتبة الأسرة كان له أثر عظيم عليه وعلي جيله من الكتاب والروائيين، حيث قال: كلنا نشرنا أعمالنا في مكتبة الأسرة، وجيلي أنا بالذات يدين بالفضل لمكتبة الأسرة، وهذا المشروع ثماره دائمة، وأهدافه لا تنتهي.
فالمشروع يحقق كل يوم هدفا جديدا، ويحسب له أنه قدم العديد من الشباب المبدعين، الذين رأت أعمالهم النور بفضل مشروع القراءة للجميع.
وفي النهاية قال شلبي: أتمني أن يكون في مصر الكثير من نوعية هذا المشروع، وأن يتم تقديم مزيد من كتب التراث، وكتب كبار الكتاب وتشجيع الأدباء الصاعدين بتقديم إنتاجهم بصورة متميزة.
- «واحة القراء»
الشاعر الكبير «عبد الرحمن الأبنودي»: سنظل مدينين لهذا المشروع الكبير الذي يعد من أفضل المشروعات الثقافية في العقدين الآخرين، حيث ساهم في رفع مستوي القراءة بعد أن تضاءلت إلي حد بعيد في الجيل الحالي قياسا بالأجيال السابقة، ومن سوء الحظ أن هذا المشروع جاء في زمن الإنترنت والفضائيات، وهذه الوسائل التهمت جزءا كبيرا من اهتمام الشباب، ومع ذلك فالمشروع استطاع أن يستمر طوال هذه الأعوام، أصبح من المسلمات والإقبال علي كتبه أصبح شيئا أساسيا، بل إن كتب مكتبة الأسرة أصبحت هي النواة الأولي لإنشاء مكتبة في كل بيت، ومع ذلك، فلو خرج إلينا قارئان مثقفان من كل قرية أو مدينة، ولديهما رغبة صادقة في المعرفة الحقيقية من خلال الكتب المتنوعة التي يصدرها المشروع، فإننا سوف نجد جيلا كاملا من المثقفين المبدعين والنقاد والمؤرخين ، وطالب الأبنودي المدرسة والمُدرس أن يعودوا إلي ترغيب الطلاب في القراءة، التواصل مع الكتب، بعيدا عن الكتب الدراسية والمقررات التعليمية، خاصة ونحن في عصر انتشرت فيه المكتبات في المدارس في شتي القري والمدن، ولي تجربة شخصية في قريتي أبنود، حيث أُقيمت هناك مكتبة أقامها صندوق تنمية الثقافة ملحقة بمتحف السيرة الهلالية، ولا يكف الأطفال عن التردد عليها صيفا وشتاء، والكبار وجدوا في هذه المكتبة واحتهم، وهم محظوظون عنا، الشباب حاليا اكتشفوا قيمة الكتاب فأعطوه قدره، والكثير منهم متحمس للقراءة، وقال الأبنودي، إن المشروع أثر تأثيرا عظيما في الأجيال الجديدة،لذا نري وفرة في كُتاب القصة والشعر من الشباب، وأظن أن هذا المشروع لعب دورا مهما مع دور النشر الجديدة في ظهور أعمال الشباب إلي النور.
وعلي المسئولين عن هذا المشروع الاهتمام بأدب الطفل، والتدرج مع مراحله السنية، وأن تكون هناك كتب علمية، وأقاصيص لكل مرحلة سنية، وهذا يستلزم وجود علماء وأدباء متخصصين وراغبين في بناء جيل مثقف، وأن يتسم احتضان الشباب وإخراج إبداعاتهم إلي النور، وأن يُقيم المشروع إبداعاتهم، وأن يشجع المتميزين بنشر أعمالهم، بعد إجازتها في مسابقات جادة ونزيهة حتي تعم الفائدة المرجوة من هذا المشروع.
- أسعار رمزية
الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي: المشروع خلق قاعدة عريضة من الشباب المحب للقراءة، والباحث عن الكتاب، وساعدت في ذلك نوعية الكتب الرائعة التي أصدرتها الهيئات المشاركة في المشروع، في طبعات فاخرة بأسعار رمزية، فأصبحت الكتب في متناول يد الجميع، وأزال هذا المشروع مشكلة التعثر في القراءة، ولم يعد هناك من يقول «لأ أقرأ بسبب ارتفاع أسعار الكتب، فكتب المشروع أسعارها تبدأ من جنيه ونصف ولا تتعدي العشرة جنيهات.
وأضاف حجازي إن المكتبة تقدم مطبوعاتها في مختلف فروع الثقافة، مما مكن الشباب والأطفال وكل أفراد الأسرة من الاطلاع علي الأعمال الأدبية والفكرية، والعلمية، وكتب التراث، ونشرت مؤلفات العلماء ، والتواصل مع الحضارات الأخري من خلال الكتب المترجمة التي تقدم للأسرة للاطلاع علي ثقافات الشعوب، وإنجازاتها.
وقدمت عددا من السلاسل المتميزة كسلسلة روائع الأدب العربي، سلسلة الأعمال الفكرية، سلسلة روائع الأدب العالمي، سلسلة الأعمال العلمية، وغيرها، وأكد حجازي أن المشروع جيد، وعلي القائمين عليه تطوير ما يقدمونه حتي يستمر هذا النجاح، عن طريق، تكوين لجنة علي درجة عالية من الكفاءة لاختيار الإصدارات المقدمة في المشروع وموضوعاتها، هذا إلي جانب المداومة علي إصدار عناوين جديدة، وطبعها طباعة فاخرة، وأن تكون خالية من الأخطاء، خاصة إذا كان الكتاب مترجماً وأن تتم مراجعة هذه الكتب من قِبلَ لجان متخصصة، حتي يستمر نجاح هذا المشروع.
- نجاحات المهرجان
د. «عماد أبو غازي» - أمين عام المجلس الأعلي للثقافة - مشروع القراءة للجميع واحد من أهم المشروعات الثقافية التي شهدتها مصر، لأنه أحدث صحوة ثقافية وتنويرية بالمجتمع المصري وساعد في ترسيخ مبدأ القراءة والاطلاع في وجدان النشء والشباب.
ويشيد د. عماد بمبادرة المليون كتاب وبالأنشطة المصاحبة للمهرجان، ويعتبرها بمثابة احتفالية كبري تسهم في تأصيل وتأكيد عادة القراءة والاطلاع لدي مختلف فئات المجتمع وتعمل علي تنمية القدرة علي البحث والإبداع لدي الأطفال والشباب، مشيرا إلي مشاركة المجلس الأعلي للثقافة في فعاليات المهرجان بقوله : من خلال حرص اللجنة العليا لمهرجان القراءة للجميع في كل عام علي اختيار بعض إصداراتنا لتعيد نشرها مرة أخري من خلال مكتبة الأسرة، ونحن بدورنا نشارك في أية معارض تقام علي هامش المهرجان ونقدم طوال فترته خصما يصل إلي 50% علي جميع إصداراتنا من الكتب، كما نعقد عددا من الندوات تناقش قضايا المحور الرئيسي للمهرجان.
الكاتب «نبيل فاروق» يقول: مشروع القراءة للجميع جدير بالاحترام والتقدير، لنجاحه في تحقيق النتائج المرجوة خلال السنوات الماضية، والتي شهدت ارتفاعا ملحوظا في نسب القراءة ومبيعات الكتب وشدد علي ضرورة تطوير المهرجان ليخرج من الإطار النمطي إلي التجديد، الذي يواكب العصر بأن يبحث المهرجان دائما عن المجالات المتجددة التي تجذب الانتباه، وتشجع علي القراءة، ففي كل عام ينبهر الكثيرون بالثورة التكنولوجية وينصرفون عن القراءة، مما يتطلب بذل مجهود أكبر لمعرفة ما يحبه ويرغبه الناس وتقديمه بشكل جذاب مع إتاحة مساحة لإصدارات الشباب وعدم التركيز بشكل رئيسي علي الكتب التراثية، التي لا تجذب الكثير من الشباب، فلابد أن تتنوع عناوين ومضامين الكتب، ولابد أن نهتم بفئة المكفوفين بإصدار بعض الكتب المسموعة أو المكتوبة بطريقة برايل، وهو ما قامت به الهيئة العامة للاستعلامات في العام الماضي، حينما أصدرت أول كتاب للمكفوفين بعنوان «من رواد الحركة الوطنية»، ولكن علينا أن نتوسع في ذلك الأمر، وعن حملة «اقرأ لطفلك» يقول «نبيل فاروق» : «تعد تلك الحملة أفضل ما في المهرجان، لأنها نجحت في خلق حالة من الحب بين الطفل والكتاب، فالتعليم في الصغر كالنقش علي الحجر والقراءة للطفل في صغره ترسخ لديه مفهوم القراءة والاطلاع وتنمي لديه ملكة الإبداع والخيال».
- ظاهرة ثقافية
الكاتب الصحفي صلاح عيسي : إن مهرجان القراءة للجميع ظاهرة ثقافية مهمة وحقق نجاحا واسع الانتشار من خلال الإقبال علي مطبوعاته واستفادت فئات كثيرة منه من خلال الحصول علي كتب بأسعار رمزية في ظل ارتفاع أسعار الكتب الذي ضرب سوق القراءة، لافتا إلي أن المشروع بالغ الأهمية واستطاع أن يحسن من أدائه عاما بعد عام سواء من ناحية الموضوعات المختارة أو جودة المطبوعات.
ويضيف عيسي: إنني علي المستوي الشخصي استطعت أن أقتني مجموعة من الكتب النادرة مثل المجموعة الكاملة لوصف مصر وقصة الحضارة، وموسوعة مصر القديمة ل سليم حسن فهناك مجموعة من الموسوعات التي أتاحت للمثقفين والمتخصصين أن يستفيدوا من الكتب النادرة التي توقف طبعها.
ودعا عيسي إلي بعض الروافد الجديدة داخل المشروع، مثل طباعة الكتب التي تتعلق بكتابة تاريخ الأقباط وكتب الأطفال والعلوم وكتب الترجمة الكاتبة «فتحية العسال»: القراءة للجميع مشروع إيجابي في قلب المجتمع المصري لأنه استطاع أن يمتلك كل مقومات النجاح من خلال توفير كتب بأسعار مناسبة للشباب والأطفال ولجميع الطبقات، بالإضافة إلي اختيار الموضوعات الجيدة فضلا عن إعادة طبع أهم الموسوعات والكتب المتميزة.
وتضيف إنه عندما يتم تثقيف الشباب منذ صغرهم فهذا يحميهم من التيارات الهدامة لأنه يستطيع أن يميز بين ما يتلقاه من أفكار وأطروحات ويفرق بين ما في مصلحته وضدها ناهيك علي استفادته من وقته.
وتدعو العسال إلي إصدار بعض الكتب المتعلقة بأهم المشاكل الاجتماعية المعاصرة مثل حوض النيل وأزمة المياه وأزمة التعليم في مصر والجامعات الخاصة والإسكان فعندما يتم إصدارها في كتب وتصل إلي الجميع فهذا يساهم في توصيل الفكر المستنير. الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي: المشروع محترم ويستحق التقدير والتحية ولكنه يحتاج إلي آليات أخري لتدعيمه ولاستمرار نجاحه خلال السنوات القادمة وهما التعليم ومحو الأمية لافتة إلي أنه قبل أن نتحدث عن حق القراءة للجميع يجب أن ندعم ذلك بأهمية القراءة والكتابة لأنها الأساس الذي يؤهل ويدفع أي فرد إلي القراءة فللأسف المدارس الآن أصبحت تخرج أميين، ناهيك عن أن الكتب المدرسية الآن تجعلك تكره اللغة العربية مما يؤثر لاحقا علي حب القراءة.
وتضيف فريدة إن الأمية الآن تشكل 30% من المجتمع المصري وهذا عائق كبير أمام مشروع القراءة للجميع مما يتطلب تكاتف جميع الجهات خاصة أن ذلك المشروع يساهم في محاربة الكتب الصفراء التي تنتشر في الشوارع والأرصفة بما فيها من أفكار سيئة ومدمرة تؤذي عقول الشباب، فلابد من تثقيف الشباب بما يخلق لديهم فكر مستنير.
- صرح تنويري
الكاتبة الصحفية «سناء البيسي» مهرجان القراءة للجميع أهم تجربة حدثت في مصر وشبهته بمشروع «السد العالي» ، وهو صرح تنويري عظيم، لأنه يساهم في بناء وتكوين العقل المصري، وتضيف: لقد اشتركت في لجان المهرجان، وكنت داخل «المطبخ» ورأيت عن قرب أن كل شيء يتم بشكل منصف، فكان شغلنا الشاغل هو مصلحة القارئ.
وتستطرد قائلة : «استطاع مهرجان «القراءة للجميع» أن يجعل جميع الكتب في متناول الجميع وبأسعار زهيدة.. فكنت عندما أري صورة السيدة الفاضلة سوزان مبارك علي الغلاف أعرف أن أسعار الكتب ستكون زهيدة فأستطيع بذلك أن أشتري مجموعة كبيرة من الكتب، وبذلك أصبح في إمكان كل قارئ أن ينشئ لنفسه مكتبته الخاصة.. وأصبحت هناك إمكانية لإعادة طبع الكتب لأكثر من مرة.
وتؤكد سناء البيسي أن تجربة «القراءة للجميع» مثمرة للغاية، خاصة بالنسبة لكتب الأطفال لكن كل ما ينقصها هو أن نتعرف علي متطلبات الشباب من حيث نوعية الكتب التي يفضلونها مثل الكتب السياسية والعلمية وكتب المذكرات الشخصية.. كذلك يجب أن يكون لدي اللجان استشعار تجاه ما ينبغي أن يُقدم.
- مشروع رائع ولكن
الكاتب يوسف الشاروني: مهرجان القراءة للجميع هو مشروع رائع وممتاز، حيث إنه يعطي مساحة كبيرة للقارئ أن يكون مكتبه في بيته من خلال الكتب المعروضة بأسعار زهيدة لتمكن جميع الطبقات من امتلاك الكتب المختلفة، لأن أحيانا يصبح الحاجز المادي هو الحائل بين شراء الكتاب والثقافة، فالمهرجان أتاح فرصة امتلاك الكتاب بأرخص الأسعار، وفي مختلف المجالات ولجميع الأعمار، ولكن علي الرغم من أنه مشروع جميل ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا فإنه تنقصه بعض الأشياء، ولهذا أريد أن أوجه سؤالاً قد نستطيع منه أن نخرج بأوجه القصور الموجودة في هذا المهرجان، وهو من هو المتلقي ؟؟ فأريد أن أضيف أن تأثير المهرجان مقصور علي فئة معينة وهي الفئة التي تريد أن تقرأ، وهي فئة المثقفين الذين يريدون المعرفة والقراءة، لذلك تواجهنا مشكلتين الأولي: وهي لابد أن نقضي علي الأمية، والثانية: أن نعلمهم في المدارس والجامعات أهمية الكتاب، فأنا مثلا حفيدتي في الجامعة الأمريكية، وهي الآن قارئة ممتازة تقرأ في جميع المجالات والتخصصات ولا تشعر بملل من القراءة وإنما تكون مستمتعة جداً، وأنا أكرر أن هذا المهرجان رائع جدا واستطاع أن يقصر المسافات علي الذين يهوون اقتناء الكتب ولا يستطيعون شراءها فالآن يمكنهم شراؤها بسعر بسيط ولكن لكي يحقق المهرجان أغراضه وأهدافه 100% لابد أن يهتم بباقي الفئات فعلينا بمحو الأمية ونشر ثقافة القراءة في مصر بأكملها حتي لا تكون القراءة حكرا علي فئة بعينها..
- اقتراحات
القاص سعيد الكفراوي: مشروع القراءة للجميع سواء علي مستوي المثقفين أو القراء يعد من المشاريع المهمة، التي قدمتها وزارة الثقافة لإعادة التراث التنويري والفكري والتاريخي والكشف عن مساحة كبيرة عن الكتابة المتنوعة عبر الأجيال المختلفة ثم طرحه علي مستوي الوطن كله بحيث نجد إصدارات من أسوان إلي دمياط، وعبر السنوات الأخيرة كون المهرجان قاعدة عريضة من القراء بسبب رواج الكتب والروايات، وتواصل الكتاب مع الجمهور. واقترح الكفراوي علي القائمين علي المشروع الانتباه. لكتاب يعتبرون من مؤسسي الثقافة المصرية ومسكوت عنهم، كالكتب الأولي التي أثارت الجدل لطه حسين وبعض الكتب التي كتبها لويس عوض وعلي أدهم وسلامة موسي.
- التركيز علي الترجمة
الأديب محمد البساطي : مهرجان القراءة للجميع مشروع رائع، حيث وفر كتاباً جيداَ بسعر رخيص، ولأن اللجنة القائمة علي اختيار الكتب التي يتم عرضها لديها وعي عال، لذلك تجد كتبا رائعة يمكنك أن تقتنيها لتكون مكتبة خاصة بسعر مناسب ورخيص بعكس دور النشر الخاصة أو الكتب التي تأتي من بيروت فهي غالية الثمن نسبيا.
وبالتأكيد الساحة ممتلئة الآن بكتاب قصة وروايات ويوفر لهم المهرجان عنصر قراءة الكتب الجيدة بعكس كتاب الستينيات والسبعينيات، عندما كنا نقتني ونبحث عن كتب بسور الأزبكية ولم تكن كثيرة أو متوفرة في بعض الأحيان.
واقترح أن تتم طباعة نسخ أكثر من الكتب، مع الاهتمام بإضافة كتب مترجمة حديثة حتي تكون هناك فرصة أكبر للاطلاع علي الآداب العالمية الحديثة، وأن تتولي مكتبة الأسرة إعادة طبع هذه الكتب لأن من يشرف عليها هم أناس لديهم نزاهة وثقافة ويعلمون الواقع الثقافي جيدا.
- عائد ثقافي
الكاتب محمد السيد عيد: مشروع مهرجان القراءة للجميع واحد من أهم المشروعات الثقافية في تاريخ مصر الحديث، لأنه أسهم في توصيل الكتاب للمواطن المصري بسعر مناسب وبصورة جيدة. كما أسهم في رفع المستوي الثقافي للمواطن، خصوصا أن هذا المشروع تضمن في الفترة الأخيرة بعض المبادرات المهمة مثل مبادرة المليون كتاب مجانا، وهذا العدد من الكتب المجانية يضيف عائدا ثقافيا لا يمكن أن نتجاهله، كما أن هذا المشروع ارتبط بمسابقات في مجال أدب الطفل، وساهم في تقديم عدد كبير من الكُتَّاب الموهوبين والرسامين الواعدين وهذا يُحسب للمهرجان، وبالإضافة إلي هذا كله يشجع المشروع أطفال مصر علي الابتكار والارتباط بالتكنولوجيا الحديثة.
واقترح محمد السيد عيد أن نعود مرة أخري إلي تقديم كتاب سنوي كبير من أمهات الكتب كما حدث مع كتاب «قصة الحضارة» وكتاب «مصر القديمة» بحيث تتاح للمواطن مثل كتب المقريزي عن تاريخ مصر وابن إياس.
وقد لاحظت في الفترة الأخيرة أن بعض المطبوعات المتميزة تصدر في أعداد قليلة جدا، مثلما حدث العام الماضي مع الخطط التوفيقية لعلي مبارك، وحدث هذا العام مع تفسير محمد عبده ، وهذه الكتب لابد أن تطبع بأعداد كبيرة، وأن تكون هناك حملة دعائية مصاحبة لها لأهميتها البالغة، كما أقترح أن يتبني المشروع في الفترة القادمة أعمالا مثل تاريخ الرافعي لأهميته لكل مصري.
- تجربة ثقافية ناجحة
وأكد الروائي إبراهيم عبد المجيد أن المشروع الرائع كان له دور إيجابي في توسيع نطاق القراء وتوصيل الكتب لمختلف الناس بجميع مستوياتهم.
كما أن هناك تنوعا في الكتب المعروضة سواء في الحضارة أو السياسة أو الأدب أو العلوم أو أدب الطفل وحتي كتب الكبار، والمشروع خطوة جيدة نحو نشر الثقافة والمعرفة وجعلها في متناول الجميع، وهذه التجربة الرائدة لمصر أثبتت فاعليتها ونجاحها بوجود مردود لها متمثلا في الإقبال علي هذه المهرجانات والوعي المتنامي لجميع الفئات وإسهامها في عودة المكتبة المنزلية داخل كل بيت مصري.
- القارئ البسيط
الكاتبة فريدة النقاش: القراءة للجميع واحد من أهم المشروعات الثقافية التي عرفتها مصر إنه استهدف في المقام الأول القارئ البسيط وقد ثبت أن المصريين يقرأون عندما تتوافر لهم الإمكانات، بالمقارنة بدخلهم والمشروع ساعد في تعميم فكرة القراءة لكل من يستطيع في القري والنجوع والأحياء الشعبية البسيطة والمشروع لم يقتصر علي تقديم الكتب فقط بأسعار رمزية، ولكنه ارتبط بمجموعة من الندوات وحلقات النقاش والتي وضعت علي جدول أعمالها قضايا مهمة.
وتؤكد النقاش أنه بطبيعة الحال توجد عيوب شأن أي مشروع كبير متمثلة في مجاملة شخصيات بطبع مقالاتهم علي حساب أعمال أخري ولكن هذه العيوب لا تقلل من أهمية المشروع وكونه نقلة حضارية كبري وتؤكد النقاش أن المشروع ساعد آلاف من الأسر في تكوين مكتبات خاصة بهم وجعلت الشباب يقرأون كتباً لم يكن بوسعهم شراؤها أو اقتناؤها لولا المشروع .
وتوصي النقاش بالتدقيق خلال المرحلة القادمة في اختيار الكتب والتوصل لمعاملة عادلة للجميع للوصول للمثقفين بالإضافة إلي أن المطبوعات تحتاج إلي رؤي فنية أكثر تطورا وتحسين في مستوي الورق.
- القراءة للجميع
الدكتور أحمد كمال أبو المجد: مشروع القراءة للجميع مشروع قومي كبير استفاد منه الكثير وكان منبرا للكثير من الشباب وشجع فئات عديدة أن تقرأ فالقراءة هي السلاح الوحيدة لمحاربة الفكر الظلامي والمشروع كان له اختيارات موفقة وقد أدي دورا جيدا. وحقق نجاحاً هائلا علي مستوي محافظات مصر حيث ساعد هذا المهرجان علي تنمية عادة القراءة لدي الأطفال ومشاركتهم متعة القراءة وربطهم بالمكتبة والكتب عن طريق العديد من البرامج والوسائل الترفيهية والتعليمية ويقترح أبوالمجد فكرة تغيير شعار المرحلة القادمة وجعله «القراءة علي الجميع» وليس للجميع لتحفيز الشباب علي القراءة لأن مصر لا تزال تعاني مشكلة عدم إقبال الشباب بشكل عام علي القراءة.
ويؤكد أحمد زرزور شاعر أن المهرجان جعل من القراءة بنداً من بنود الأسر المصرية وأصبح السواد الأعظم من الشعب المصري يهتم بالقراءة. فقد خلق المشروع جيلا جديدا من الشباب المثقف الواعي.
وما ينقص المشروع أنه يوجد العديد من القري تفتقر لوجود مكتبة بخلاف المكتبة المتنقلة ضاربا مثالاً بمسقط رأسه قرية «سروهين» محافظة المنوفية والتي تخلو من مكتبة، مطالباً بتغيير قرار صندوق التنمية الثقافية الذي يلزم بناء المكتبة علي 600 متر مربع وهو أمر مبالغ فيه بالنسبة لسكان القري، فلابد من الاستفادة من جميع المساحات المتاحة في النجوع والكفور لإنشاء المكتبات فلابد من تبسيط قرارات إنشاء المكتبات والتحلي بالمرونة لتعليم الأطفال حتي لايقعوا ضحاياتيارات التكفير.
محمد خيري: المهرجان ساعد علي توفير أشكال متعددة من الكتابة الجيدة، وكثير من الكتب تحاول أن تلبي حاجة كل شخص والمهرجان يقوم بدور التوجيه للقارئ للكتب الجيدة التي من الممكن أن يقرأها، وذلك من خلال اللجنة القائمة علي اختيار هذه الكتب.
وأتمني خلال الفترة القادمة أن يتم الاهتمام بعرض كتب الأدب المعاصر للشباب جوار أمهات الكتب، كما يجب أن يكون هناك تنظيم أكثر كتوفير خريطة توضح الكتب الموجودة بالمهرجانات ونوعيتها لتسهيل الأمر علي القراء أكثر، بحيث إنه عندما يبحث عن كتاب معين يستطيع أن يجده بسهولة.
الأديبة سهي زكي : مهرجان القراءة للجميع من أعظم المشاريع في تاريخ الثقافة لأنه استطاع أن يحقق نسبة جذب كبيرة للقراء بسعر رخيص للكتاب، ومن خلاله عرفنا كتابا آخرين غير كتاب الستينيات والسبعينيات، وألقي الضوء علي أسماء لكتاب لم يكونوا في دائرة الضوء، كما أعطي مساحة كبيرة للشباب من خلال نشر كتب لهم.
وأتمني أن يتم الاهتمام بالكتاب الشباب وإقامة ندوات كبيرة مصاحبة لوقت المهرجان وعدم الاقتصار علي الخصومات وعروض وأماكن لبيع الكتب فقط وأيضا يتم عمل حفلات مصاحبة لتوقيع الكتب.
الكاتب الصحفي أسامة هيكل- نائب رئيس تحرير جريدة الوفد- إنه واحد من أهم المشروعات الثقافية التي حدثت في مصر لأنه مع ارتفاع سعر الكتاب بشكل كبير حدث ذلك الابتعاد بين المواطن المصري والكتاب، ولكن هذا المشروع وفر عدة آلاف من الكتب التي كان يتعذر الحصول عليها، فأنا شخصيًا اشتريت كتابًا بعنوان «النيل حياة نهر» ثمنه في المكتبات حوالي (200 جنيه) اشتريته داخل المهرجان بأربعة جنيهات فقط، وهذا الكتاب يحوي ألف صفحة وأنا استعنت به ليمدني بكل المعلومات الخاصة عن نهر النيل في عدة مقالات كتبتها مؤخراً.
أعتقد أن هذا يشبه المعجزة أن الناس تحصل علي نسخ من الكتب بهذه الأسعار الزهيدة. أري أنه في المستقبل لابد أن يكون هناك اهتمام أكثر بكتب الطفل لأن الطفل يحتاج إلي صورة وطباعة أكثر إبهاراً وفخامة حتي تجذبه لذا تحتاج كتب الطفل إلي دعم أكبر حتي لا ينصرف الجيل الجديد إلي الإنترنت والمصادر الأخري للمعلومة ويهتم أكثر بالكتاب وتكون هذه الطباعة بسعر مناسب!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.