إقرار تشريعات تقسيم الدوائر وانتخابات مجلس الشيوخ وعقد جلسات استماع للمجتمع المدنى تحركات مكوكية لشباب البرنامج الرئاسى وتنسيقية شباب الأحزاب تلك الأيام، وذلك بالتزامن مع انطلاق دور الانعقاد الخامس لمجلس النواب، والذى يرى الكثيرون إنه الفصل التشريعى الأهم كونه الأخير، ومن ثم دعوة الناخبين إلى اختيار من يمثلهم بالمجلس الجديد. ورصدت «الصباح » ملامح الخريطة التشريعية، وأبرز الملفات المتوقع كشف النقاب عنها فيما يتعلق بالترتيبات الخاصة لملف انتخابات مجلسى الشيوخ والبرلمان وانتخابات المحليات، حيث أشارت مصادر إلى وجود تغييرات فى قيادات الهيئات الصحفية والإعلامية، كذلك أداؤهم اليمين الدستورية أمام مجلس النواب وهم رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام. وأضافت المصادر، إنه تم تحضير بعض الشباب المشارك فى مؤتمر البرنامج الرئاسى الفترة الماضية لخوض المنافسة فى انتخابات المحليات، على أن يتم الإعلان عن كيان سياسى جديد على شاكلة ائتلاف «دعم مصر »، وهو عبارة عن ائتلاف بمشاركة تنسيقية شباب الأحزاب والذين شاركوا فى المؤتمرات الوطنية للشباب وشباب البرنامج الرئاسى، فيما تسعى الأحزاب إلى تجهيز شبابها والتنسيق مع كوادر شعبية فى المحافظات، بينما يسعى رجال الحزب الوطنى المنحل إلى جمع شتاتهم فى كيان سياسى جديد عن طريق أعضاء سابقين بجمعية شباب المستقبل المنحلة، والتى تزعمها جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق. وأضافت المصادر، إن جمال مبارك يعول على اقتحام عالم السياسة من جديد عبر بوابة الشباب عن طريق لجان إلكترونية تهاجم النظام السياسى والبرلمان والحكومة وصفحات ممولة تتحدث فى هذا التوقيت عن أعلى معدل نمو اقتصادى فى تاريخ مصر خلال الفترة التى ظهر فيها جمال مبارك من 2005 وحتى 2010 ، كذلك التنسيق عن طريق مقربين منه مع رؤساء أمانات الحزب الوطنى المنحل، وفى المقابل يتم تجييش الائتلاف الجديد تحسبًا لأى مفاجآت. واستطردت المصادر، إنه فيما يتعلق بالأجندة التشريعية لدور الانعقاد الخامس فمن المتوقع دعوة المجتمع المدنى إلى جلسات استماع فيما يخص بعض التشريعات المكملة للتعديلات الدستورية، كما سيشهد دور الانعقاد الأخير التشريعات الخاصة بتقسيم الدوائر وممارسة الحقوق السياسية وانتخابات مجلس الشيوخ، وكذلك تعديلات قانون مجلس النواب وقانون المحليات الجديد. وحول توقيت إجراء انتخابات الشيوخ، أكدت المصادر أن الاتجاه القائم لدى الدولة بالوقت الراهن إجراء انتخابات مجلسى الشيوخ والبرلمان سويًا توفيرًا للنفقات وضمانة لحشد المواطنين أمام صناديق الاقتراع، ليتم فتح الترشح فى أول أكتوبر، والتصويت فى نهاية نوفمبر، وستعقد الجلسة المشتركة للمجلسين فى النصف الأول من ديسمبر2020 ، فى مبنى البرلمان الجديد بالعاصمة الإدارية، فيما تنطلق انتخابات المجالس المحلية فى عام2021 بعد الانتهاء من قانون المحليات. فيما تستمر الأحزاب فى حشد الشباب الفاعل والمؤثر بالمحافظات وإخضاعه لدورات تدريبية لخوض المنافسة فى انتخابات المجالس المحلية، حيث بدأ حزب الوفد الشهر الجارى، وبالتحديد يوم14 فى عمل دورة تدريبية للشباب وقام بدعوة جميع الشباب داخل وخارج الحزب للمشاركة. وقال طارق تهامى سكرتير مساعد حزب الوفد، ورئيس اللجنة العامة للحزب بالجيزة، إن الحزب يسعى للدفع بعدد كبير من الشباب لخوض انتخابات المجالس المحلية على قوائمه، وسوف تشهد المرحلة المقبلة تكثيف الدورات التدريبية لشباب الحزب على الإدارة المحلية، بهدف تأهيلهم سياسيًا، وحتى يكون لدى الحزب تنظيم شبابى وفدى يستطيع خوض أى انتخابات بكل قوة. فيما أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مصر ستشهد ثلاثة انتخابات فى عام واحد وهى انتخابات البرلمان ومجلس الشيوخ والمجالس المحلية، لكن قبل ذلك على مجلس النواب مسئولية تتعلق بإنجاز القوانين المنظمة لتلك الانتخابات، وبالطبع إجراء الانتخابات الثلاثة فى وقت واحد كما تفعل بعض الدول كالولايات المتحدة، أمر صعب من حيث ضمان التنظيم الجيد والأمن والأمان الانتخابى، لكنها على أى حال تجربة جديدة، تضغط النفقات والإجراءات، وتفضى لحال زخم سياسى قومى ومحلى واسع.