«تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن»، هذا هو الحال الذى ينطبق على حزب النور والدعوة السلفية بالإسكندرية، والتى تواجه أكبر أزمة قد تعصف بها منذ سقوط حكم الإخوان، وذلك عقب موجة الانتقادات التى وجهت لهما، على خلفية المؤتمر السنوى لحزب النور، والذى كشف عن حالة من «فراغ» وعدم قدرته على تحقيق أى إنجازات تذكر، وفشله فى كسب تأييد قواعده الشعبية خلال المؤتمر. ففى الوقت الذى حاولت فيه الدعوة استعادة دورها من خلال الحشد لمؤتمر الحزب، جاءت ردود الأفعال مهاجمة لما جاء بالمؤتمر، الذى شهد غياب معظم القيادات الكبرى بالحزب، أمثال نادر بكار وبسام الزرقا وأشرف ثابت مما كشف حجم الخلافات بين القيادات بعضها البعض، وأكد الانقسام الذى تعانى من الدعوة. مؤتمر«استعراض العضلات» بدأت أزمة الدعوة السلفية، وحزب النور، مع الإعلان عن المؤتمر السنوى للحزب، والدعوة لحضوره، وهو الأمر الذى ظهر غريبًا، كون الحزب والدعوة اعتادا عقد مؤتمراتهما السنوية وجمعيتهما العمومية سرًا، ومع بداية المؤتمر، تلاحظ وجود حشد كبير من قيادات «الدعوة السلفية» غير المنتمين «رسميًا» لحزب النور، مع غياب لقادة الحزب وعلى رأسهم نادر بكار وبسام الزرقا. ورغم أن مؤتمر الحزب كان يحمل شعار «إنجازات وتحديات» إلا أن جميع القيادات التى تحدثت ومنهم رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون، وعبدالله بدران أمين الحزب بالإسكندرية، ومحمد إبراهيم الأمين العام للحزب، ومحمد منصور، والشيخ ياسر برهامى عضو اللجنة الصحية، لم يذكروا أيًا من إنجازات الحزب خلال عام. الغالبية من الحضور كانت تنتمى إلى الدعوة وليس الحزب، وهو ما أثار الجدل من غياب معظم الرموز، وجاء بنتيجة عكسية حولت الأمر إلى مثار سخرية وتهكم على الحزب. وعن طبيعة الخلافات التى أثرت على القيادات، قال المصدر، إنها تتعلق بدور الحزب، وعدم وجود نشاط «سياسى» قوى له، وحول الأعضاء الغائبين، قال المصدر إن غالبية من غاب عن المشهد فى المؤتمر، أصبح له نشاطه الخاص، منهم نادر بكار، الذى لم يعد يكترث منذ بدء دراسته العليا بالولايات المتحدةالأمريكية وحصوله على المنحة، أما كل من أشرف ثابت وبسام الزرقا، بات لهما نشاطهما الخاص، وهو ما أكده محمود عباس القيادى السابق بالحزب، والذى قال إن القياديين ثابت والزرقا أصبحا يعملان فى مجال المقاولات وتركا الحزب بعد أن أصبح بلا فائدة أو وجود. موجة الانتقادات موجة الانتقادات التى تعرضت لها الدعوة السلفية، باتت من الأمور الصعبة، خاصة بعد دخول قيادات سابقة للحزب والدعوة السلفية ضمن الانتقادات، على رأسهم محمود عباس، أحد مؤسسى حزب النور، الذى أكد أن الحزب مات إكلينيكًا، ساخرًا من غياب معظم القيادات، والتعويض عنهم بقيادات الدعوة، الذين لا يمثلون الحزب فى أى أمر، وظهور من يتلاعبون بالحزب فى المؤتمر منهم محمد عبدالحميد، ومحمد إبراهيم. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل للقواعد التى رفضت ما جاء بالمؤتمر، وأكدت على أن الحزب والدعوة قد انتهى أمرهما، وكشف المؤتمر الخلافات وعدم التوافق بين الأعضاء، وهو ما ظهر بالصفحة الرسمية للحزب بأمانة الإسكندرية، حيث انتقد أحد الأعضاء وضع الحزب، مؤكدًا أن الدعوة السلفية لا تعرف الفرق بين العمل الدعوى والسياسى والخيرى، وأن الحزب تحول إلى جمعية خيرية تعمل فى بيع «البطاطس والطماطم» فى إشارة منه للأسواق الخيرية التى ينظمها حزب النور. وأكد صقر أحمد الذى تعرض لموجة انتقادات من اللجان الإلكترونية التابعة للحزب، أن ما جاء بالمؤتمر مجرد كلام يصلح للمجالس أو الدروس الدينية، وليس مؤتمرًا لحزب سياسى. الدعوة تنتفض فيما كشف مصدر بالحزب، أن الانتقادات التى تعرضت لها الدعوة، كانت غير متوقعة وصادمة للكثيرين، الأمر الذى اضطر الشيخ برهامى لإصدار تعليمات، بوقف أخبار المؤتمر، والاكتفاء بما تم نشره، حتى لا يثار الجدل أكبر، مع التركيز على النواحى الدينية والشرعية، وطرح فتاوى الشيوخ فى المواقع والصفحات الرسمية للدعوة والحزب ومنع أبواب الجدل والنقاش.