وصلت الخلافات الداخلية فى حزب النور السلفى إلى طريق مسدود، حيث ظهرت ملامحها خلال فترة الدعاية لمرشحى الحزب، والتى غاب عن معظمها الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، اعتراضًا على «لوبى» الدكتور ياسر برهامى، الذى يضم حلفاءه داخل الحزب، وهم المهندس أشرف ثابت، والدكتور بسام الزرقا، والمهندس عمرو المكى، ونادر بكار. ويتهم مخيون هذا «اللوبى» بالسعى إلى تهميش دوره، وقيادة دفة الحزب بدلًا منه. ورغم محاولات برهامى السيطرة على غضب مخيون، الذى أدى لغيابه عن معظم المؤتمرات، التى تم تنظيمها لدعم مرشحى الحزب، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، الأمر الذى اضطر برهامى لمصاحبة مخيون خلال جولاته الدعائية كترضية له حتى انتهاء الانتخابات. وكشف مصدر بالحزب أن خلافات مخيون بدأت تتصاعد بعد أن تم تجاهله بشكل كامل، حيث يقوم المهندس أشرف ثابت بعقد العديد من الاجتماعات التنظيمية فى غياب مخيون ودون علمه، الأمر الذى أدى لنشوب خلافات بينهم أكثر من مرة داخل الحزب، وكان الدكتور برهامى يتدخل لحل تلك الخلافات، ولكن تكررت الخلافات بسبب إصدار ثابت العديد من القرارات دون الرجوع لمخيون. وأدى كل ذلك إلى رفض مخيون دعم رجال برهامى، وتعمد الغياب عن المؤتمرات الداعمة لهم، خاصة بعد أن رفضوا من قبل مصاحبته فى جولات دعائية. فغاب مخيون عن مؤتمر الحزب، الذى عقد بمنطقة الرمل، الأسبوع الماضى، بحضور بسام وثابت والمكى، وهو الثلاثى الذى سبق لهم التخلى عن مخيون فى عدة لقاءات، منها مؤتمر النور الذى عقد فى مدينة حوش عيسى بمحافظة البحيرة، لدعم قائمة غرب الدلتا، ولم يحضر المؤتمر سوى محمد إبراهيم منصور، القيادى بالحزب والمسئول عن ملف المرشحين. وكذلك الأمر خلال حضور مخيون لمؤتمر الحزب بمحافظة قنا، فيما غابت أغلب قيادات الحزب، ولم يحضر سوى مصطفى عبده، مسئول الحزب بقنا. وقال مصدر داخل الحزب إن حلف الشيخ ياسر برهامى بالحزب يقوده المهندس أشرف ثابت، كونه أكثر المقربين منه، ويليه نادر بكار، الملقب بفتى برهامى فى الحزب، ويسعى منذ فترة للسيطرة على الحزب، وتهميش مخيون، الذى ينظر إليه أنصار برهامى بأنه لم يعد صالحًا لمنصب رئيس الحزب السلفى الأكبر بين كل الأحزاب الإسلامية، وهو ما يؤيده برهامى نفسه - بحسب المصدر- مؤكدًا أنه لولا الانتخابات والهجوم الذى يتعرض له الحزب كان سيتم الإطاحة بمخيون من فترة طويلة. وأشار المصدر إلى أن مخيون شعر بالتهميش قبل بدء الدعاية الانتخابية، حيث تم إهمال ملاحظاته، وتم الاعتماد على خطة الحزب التى وضعها ثابت وبسام والمكى ومنصور، الأمر الذى جعله يهدد بالانسحاب فى حال لم تتوقف تلك الممارسات، وتتدخل برهامى محاولًا احتواء الأزمة وعقد جلسة توافق بين الأطراف الثلاثة، فحضر أشرف ثابت وبرهامى ومخيون، بينما غاب الزرقا والمكى، ورغم تعهد ثابت بعدم تكرار الأمر إلا أن فترة الدعاية أثبتت عكس ذلك، مما أعاد الخلاف للظهور من جديد. وأكد المصدر أن الشيخ برهامى يفعل المستحيل لاحتواء الأزمة حتى لا يتم تسريبها إلى الإعلام مما قد يؤثر على فرصة الحزب فى الفوز بنسبة تمثيل عالية فى البرلمان، ولكن ممارسات قيادات الحزب فى المؤتمرات كشفت عن الخلافات خاصة بعد أن تكررت فى أكثر من مؤتمر. يذكر أن الخلاف بين ثابت ومخيون بدأ منذ عدة أشهر بعد أن حاول ثابت إقصاء مخيون عن رئاسة الحزب، وكان المتحكم الوحيد فى مجريات الأمور بمساعدة برهامى الذى أعطى له العديد من الصلاحيات، بينما ظل مخيون فى بيته بالبحيرة لا يقوم بأى نشاط للحزب، وأحال الهجوم على الدعوة السلفية والحزب دون إبعاد مخيون حتى لا يفقد الحزب مزيدًا من قاعدته الشعبية التى تأثرت كثيرًا خاصة بعد انضمام عدد من شيوخ وقيادات التيار السلفى لحملة الهجوم على حزب النور وتبرؤهم المعلن من الحزب والدعوة السلفية، وكان آخرهم القيادى السلفى محمود عباس ومحمد جويلى وأحمد النقيب والقيادى السابق بالحزب الشيخ مدحت عمار.