تقارير الصحة والطب البيطرى تكشف انتشار الكبدة المستوردة منتهية الصلاحية فى الأسواق صحة الحيوان 10 :» عينات أظهرت عدم صلاحيتها.. ومقرر لجنة استيراد اللحوم: المستوردون المصريون يأخذونها ب «بلاش » بأعداد كثيفة، يصطف «الغلابة » في طوابير طويلة لشراء كبدة مجمدة بسعر 10جنيهات للكيلو، مستغلين انخفاض الأسعار، مقارنة بسعر كيلو الكبدة البلدى الذى يتعدى 70 جنيهًا، ومتجاهلين وقائع عديدة لتسمم ووفاة العشرات بعد تناولهم الكبدة المجمدة المستوردة، والمعروفة ب «الكبدة الأمريكانى .» ووفق تقرير صادر عن وزارة الصحة، تضمن نتائج حملة بالتعاون مع مباحث التموين، بتاريخ 8 فبراير الجارى،فإن«فَرْش »بيع الكبدة الأمريكانى المستوردة، منتهية الصلا حية، تنتشر فى عدد من الأسواق، على رأسها أسواق الإسكندرية. وكشف تقرير الطب البيطرى، الصادر عن إدارة المجازر والتفتيش على اللحوم،قسم تفتيش اللحوم التابعة لهيئة الخدمات البيطرية، أنه بعد الفحص الطبى على بعض الأسواق تم ضبط كبدة مستوردة، منتهية الصلاحية فى مايو 2015 ، ولونها مائل للاخضرار ملمسها رخو ورائحتها زنخة. وشدد التقرير على ضرورة التنسيق بين كل الإدارات المعنية بملف اللحوم فى مصر لضبط الأسواق، والعمل على تكثيف الرقابة على عمليات الاستيراد من قبل القطاع الخاص والحكومة فى الدولة، حفاظًا على صحة المواطنين، من الإصابة بأمراض خطيرة جراء تناولهم للكبدة الفاسدة. وحصلت «الصباح » أيضًا على تقريرلمعهد بحوث صحة الحيوان، عن نتائج فحص 10 عينات من نطاق مديرية الطب البيطرى بالجيزة، بناء على قرار النيابة رقم 25977 لسنة 2015 جنح العجوزة، عن أن العينات المرسلة من إدارة طب بيطرى الجيزة «كبدة مجمدة، لحوم شاورما، لحوم مجمدة، لحوم مفرومة، وشاورما مطهية، وقطع شاورما، شيش، دهون، كفتة، أسماك »، غير محتفظة بخواصها الطبيعية. وأضاف التقرير أن «العينات وجد بها تغيير فى اللون والرائحة مع وجود تحلل بالأنسجة ووجود طبقة مخاطية على السطح الخارجى، ووجود سائل انفصالى مدمدم بعينات اللحوم، ووجود تزنخ بعينات اللحوم والدهون والشيش والسمك، وبذلك فإن جميع العينات غير صالحة للاستهلاك الآدمى .» فى سياق متصل فإن هناك أكثر من واقعة، كشفت عن انتشار الأكباد الفاسدة فى مختلف المحافظات، أولها مصرع 4 أفراد من أسرة واحدة بعد نجاة واحد منهم فقط، إثر تسممهم لتناولهم وجبة كبدة غير صالحة، فى المنطقة الأولى بمدينة السادات التابعة لمحافظة المنوفية، فى 10 يناير من العام الحالى. وتتشابه الواقعة الثانية، مع سابقتها،بمصرع 3 أشخاص فى منطقة بولاق الدكرور فى الجيزة، نتيجة تسممهم بعد تناول وجبة كبدة فاسدة من الشارع، حيث أصيبوا بحالة إعياء شديدة، نقلوا على إثرها للمستشفى وتوفوا به بعد نقلهم بقليل. ويعلق الدكتور مصطفى عبدالعزيز،مقرر لجنة المواصفات القياسية لاستيراد اللحوم، إن الشعب الأمريكى، لا يأكل هذه الكبدة التى يصدرونها إلى الشعب المصرى،ويأخذها المستوردون المصريون ببلاش،أى يتكلفون ثمن نقلها فقط، ويوزعونها داخل مصر، ويحققون مكاسب طائلة، دون وضع صحة المصريين فى الاعتبار. ويؤكد الدكتور زغلول خضر، الباحث بصحة الحيوان، أن حوالى 70 % من اللحوم المستوردة من الخارج ليست للاستهلاك الآدمى، لأنها هى بقايا، مشيرًا إلى أن الكبدة المستوردة من الخارج مليئة بالسموم والبكتيريا، وسعرها هناك زهيد بالغرب، حيث تتراوح من 5 إلى 6 جنيهات، وتباع بالأسواق المصرية من 15 إلى 20 جنيهًا. وقال خضر ل «الصباح »، إنهم يوردون لمصر كبد الأبقار العجوزة، والتى تتراكم بأحشائها السموم إلى أعلى درجة، لافتًا إلى أن هذه الحيوانات يتم تسمينها بهرمونات بصفة دورية وتراكمية وبطريقة خاطئة،وليس بالطريقة الصحيحة، فكل هرمون له مدة معينة وطريقة حقن محددة. وأكد أن أمريكا تقوم بفحوصات وتحاليل للمتبقيات الدوائية باللحوم وما يجدون به نسبة كبيرة من المتبقيات الدوائية يعدمونها، والإعدام بالنسبة لهم هو إخراجها خارج أمريكا وتوريدها لدول العام الثالث، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبى يجرم استخدام الهرمونات كمحفزات للنمو، وكذلك يمنع الاستيراد من الدول المستخدمة لها، منذ عام 1998 وإلى الآن، لضمان الحفاظ على الصحة العامة للإنسان. وأفاد بأن تلك الهرمونات أدت إلى تفشى مرض السل مرة أخرى بمصر، بسبب اللحوم المستوردة وخاصة الكبدة المسموح باستيرادها، حيث يتم حقنها ببعض الأدوية وعندما يأكلها الإنسان تتراكم البكتيريا بداخله. ولفت إلى أن مصر تعانى من فوضى فى استيراد الكبدة، حيث يتم الإفراج عن شحنات الكبدة واللحوم الواردة من مجازر وشركات غير معتمدة عبر تعديل مستندات الشحن، ما يمثل خطورة كبيرة على الصحة، داعيًا الحكومة للتمسك بتطبيق تعديلات المواصفة لمنع أى رسائل قادمة تثبت التحاليل احتواءها على هرمونات صناعية. من جهته قال الدكتور إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية،«دور الهيئة ليس استيراد الماشية الحية أو اللحوم المجمدة، وإنما تلقى طلبات الشركات المستوردة وتشكيل لجان للحجر البيطرى؛ لمتابعة الطلبات وفقًا لإجراءات الحجر البيطرى .» وأكد أن هناك لجانًا من الهيئة تسافر لفحص الشحنات التى يتم استيرادها سواء حية أو مجمدة، فى بلد المنشأ لمدة لا تقل عن 21يومًا وبعد وصولها إلى الميناء هنا يتم حجزها لمدة أسبوع للحصول على عينات لفحص الهرمونات وللتأكد من خلوها من الأمراض والإشعاعات المضرة، قبل التصريح بتداولها. وأشار إلى أن الهيئة تشرف على استيراد ما يقرب من 8 آلاف طن من الكبدة والقلوب والكلى المجمدة شهريًا، حيث يتم فحصها بالكامل.