حنان علام تركت عملها كطبيبة نفسية لتتفرغ لقيادة التنظيم.. وولائها الشخصى لبرهامى مريم الزرقا.. زوجة نادر بكار وابنة بسام الزرقا ومرشحة النور فى شمال الدلتا التنظيم كان هامشيًا واكتسب أهميته بعد النص على ضرورة وجود النساء فى القوائم الحزبية رغم خلافاتهم الظاهرة مع تنظيم الإخوان المسلمين، إلا أن السلفيين باتوا يسيرون على خُطى الجماعة فى أمور العمل السياسى والتنظيمى، حيث صار للدعوة السلفية بالإسكندرية، تنظيم ل«السلفيات»، من أجل دعم موقف الدعوة سياسيًا وتنظيميًا، على غرار ما كانت تقوم به «الأخوات»، فى جماعة الإخوان. وبحسب مصدر داخل الدعوة السلفية، بدأ تنظيم «الأخوات السلفيات» القيام بنشاطه ودوره المنوط به مع اقتراب الماراثون الانتخابى، حيث ظهر فى العديد من الفاعليات التى نظمتها عضوات التنظيم، منذ عام 2011، عقب تخلى الدعوة السلفية عن العديد من مرجعياتها الفكرية. ففى الوقت الذى كان يفاجئنا فيه شيوخ الدعوة السلفية بفتاوى تحط من قدر المرأة، ومنها أن ولاية المرأة حرام شرعًا، ولا تجوز وعملها الحزبى «مفسدة» وترشحها للبرلمان «بلاء عظيم» كما جاء على لسان نائب رئيس الدعوة الدكتور ياسر برهامى، كان تنظيم «الأخوات السلفيات يتم الإعداد له على قدم وساق» ليكون ظهيرًا نسائيًا تتم الاستعانة به وقت الحاجة، مع تحديد قيادات التنظيم ووضع خارطة مهام تلتزم بها العضوات. قيادات التنظيم وقع اختيار الدكتور ياسر برهامى على الدكتورة حنان علام، والتى تشغل منصب أمين المرأة بحزب النور حاليًا، لتولى قيادة التنظيم النسائى داخل الدعوة، وذلك قبل تدشين حزب النور عام 2011، حيث كانت أول قيادة نسائية بالحزب. وتتمتع الدكتورة حنان بثقة نائب رئيس الدعوة، والذى لم يتردد فى توليها هذا المنصب نظرًا لأنها أكثر الشخصيات إيمانًا بالفكر السلفى وتشددًا للآراء السلفية أيضًا، حيث يقتصر دور المرأة لدى علام على العمل الأسرى ورعاية الأطفال، الأمر الذى جعلها تتخلى عن مهنتها كطبيبة نفسية، وتتفرغ لأسرتها بعد الزواج مباشرة، ولكن ظل ارتباطها بالدعوة السلفية قائمًا من خلال لقاءات شيوخ الدعوة وعلى رأسهم برهامى بسيدات الدعوة فى عدد من المساجد منها مسجد عمار ابن ياسر ومسجد عبد الرحمن بالإسكندرية، حيث وافقت على تولى قيادة عضوات الدعوة، نظرًا لإيمانها ببرهامى وثقتها الكبيرة به. وقامت علام بالعديد من الأنشطة قبل إنشاء حزب النور، ومنها تنظيم المحاضرات واللقاءات النسائية داخل الدعوة، وأحيانًا بمنزلها الخاص، والتى كانت تلتقى خلالها بعضوات الدعوة حيث كانت تقدم نصائح ودروسًا دينية بجانب نصائح وإرشادات نفسية للأمهات عن كيفية التعامل مع الأطفال وإدارة شئون المنزل. وبعد إنشاء حزب النور تولت علام منصب أمينة المرأة بالحزب، وشاركت فى الانتخابات البرلمانية التى حصل فيها الحزب على ما يقرب من 20 فى المائة من المقاعد، ولكنها لم تستطع الفوز بالمقعد، ورغم ذلك استمرت فى قيادة تنظيم السلفيات بشكل غير معلن من خلال فاعليات محدودة. وكانت علام أكثر المروجين للفكر السلفى خلال لقاءاتها مع سيدات الدعوة، فكانت دائمًا تؤكد على عدم قدرة المرأة على الولاية، وأن الولاية للرجال، وأن وجود المرأة فى العمل السياسى إنما لتمكين «الإخوة» فى الدعوة من الوصول للبرلمان والقدرة على التشريع بدلًا من ترك الأمر للعلمانيين والليبراليين، الأمر الذى تكرر على لسانها فى أكثر من لقاء بسيدات الدعوة والذى كانت تمنع فيه التسجيل أو التصوير. وظل التنظيم يعمل بشكل محدود حتى تعديل قانون الانتخابات، والذى اشترط وجود النساء بالقوائم، حيث بدأ التنظيم يأخذ أهمية أكبر خاصة بعد الاتهامات التى وجهت لحزب النور بأنه يهمش المرأة. منذ ذلك الحين، بدأ التنظيم فى توسيع دائرة القيادة والقيام بعدة فاعليات والتواجد بشكل أكثر كثافة والاندماج داخل المجتمع، لتحسين صورة الحزب والدعوة السلفية، كما عمل التنظيم النسائى على ضم قيادات جديدة، منها السيدة تغريد عبد الحميد المساعدة الأقرب لعلام، والتى تولت رئاسة الحملة الانتخابية لسيدات الحزب، كما انضمت لقيادة التنظيم، الدكتورة مريم بسام الزرقا ابنة القيادى بالحزب بسام الرزقا وزوجة نائب رئيس الحزب لشئون الإعلام نادر بكار. مهام التنظيم كان لتنظيم الأخوات السلفيات عدد من المهام المحددة على رأسها استقطاب النساء من داخل المساجد، وذلك عقب انتهاء الحلقات الدينية واللقاءات التى كان يعقدها شيوخ الدعوة، وكان يخصص للنساء مرة واحدة شهريًا لحضورها فى مسجد معين، كما كان يتولى التنظيم إعداد داعيات من النساء يقمن بإعطاء دروس دينية ولقاءات أطلق عليها «اللقاءات الأسرية» فى منازل عضوات التنظيم بالتناوب وكان يتم خلالها نشر الفكر السلفى الخاص بالمرأة والأفكار الجدلية على أنها إجماع للفقهاء منها النقاب، وخروج المرأة للعمل، ومصافحة الرجال والتعطر وغيرها من الأمور التى لم تحسم بين العلماء، الأمر الذى انتشر فى منطقة كفر الدوار ومحافظة البحيرة. ويعد أهم دور للتنظيم هو انتقاء عدد من السيدات والفتيات قادرات على القيادة لضمهن إلى العمل الحزبى والتطوعى، والاستفادة منهن فى تقديم نماذج غير تقليدية للمرأة السلفية، فى الوقت الذى يتشبعن فيها بأفكار الدعوة السلفية، مع جمع معلومات عن ظروفهن، وكل ما يتعلق بحياتهن وعمل تقارير شهرية بذلك. الأنشطة التى قام بها التنظيم مؤخرًا ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وسط حالة من الجدل حول موقف الحزب والدعوة من الأقباط والمرأة، نشط دور تنظيم الأخوات، حيث تم تنظيم «معسكر» نسائى لأول مرة فى تاريخ الدعوة والحزب تولى تنظيمه «الأخوات السلفيات» والذى اقتصر فيه الحضور على النساء والأطفال فقط فى الإسكندرية، وركز المعسكر على تقديم الإرشادات للنساء حول الانتخابات، وكيفية الإدلاء بالأصوات وضرورة مشاركة المرأة ونصرة الشريعة من خلال دعم حزب النور. وأجرى التنظيم العديد من الزيارات للمستشفيات منها مستشفى سرطان الأطفال 57357، والمشاركة فى مؤتمرات الحزب وتنظيم لقاءات بين مرشحى الحزب من الرجال وبين عضوات التنظيم. ويعمل تنظيم الأخوات حاليًا على التحضير لمؤتمرات نسائية لن تقودها قيادات الحزب من الرجال كالمعتاد، ولكن ستنظمها قيادات الأخوات السلفيات، وذلك للترويج للحزب، وكذلك التحرك المشترك بين مرشحى ومرشحات الحزب لتحسين الصورة المتخذة ضد الحزب، وتوصيل رسالة أن المرأة نصف المجتمع كما قال رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون أثناء تكريمه لعضوات التنظيم على دورهن فى الحزب والدعوة، مع بدء حملة طرق الأبواب التى يقمن بها مرشحات الحزب بمساعدة «الأخوات السلفيات» وتحت إشرافهن حيث تعتمد الحملة على القيام بزيارات لسيدات العائلات الكبرى التى تدعم حزب النور وتقديم الإرشادات اللازمة لهن ومساعدتهن على فهم العملية الانتخابية وإقناعهن بضرورة المشاركة.