يؤمن السلفيون بأن المرأة خلقت لخدمة الرجل، وأن وجودها فى الحياة جاء لتتزوج، وتنجب، وتقوم على تربية الأبناء، ولا بأس أيضًا، أن تطيع أباها، وزوجها فى حالات الضرورة، التى يحددها أهل العلم والعلماء، كل حسب تقديره. ولأن موسم الانتخابات قد أوشك على الدخول، اتجهت أنظار السلفيين إلى النساء، فهم قوة تصويتية لا يستهان بها، تمنحهم- السلفيين – مقاعد مضمونة فى البرلمان، وتزكى مرشحهم للرئاسة. مجلس أمناء الدعوة السلفية وضع النساء فى أولوياته، فالتواصل مفقود منذ قطع بث القنوات السلفية، وهو ما مثل خطورة بالغة استشعرها رجال الدعوة السلفية، بعد تعاطف «المرأة السلفية» مع جماعة الإخوان، حيث إن هناك عددًا من القنوات التى تبث من خارج مصر، تدعم موقف الإخوان، وتنشر أفكارهم وقضيتهم. مصادر داخل الدعوة السلفية، أكدت أن الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، أصدر تعليمات مشددة، لجميع قيادات مجلس إدارة الدعوة السلفية والهيئة العليا لحزب النور، تطالب جميع المنتمين للتيار السلفى بمقاطعة القنوات، التى تدعم جماعة الإخوان مثل «الجزيرة والشرعية واليرموك والاتجاه والأقصى» وغيرها. وشدد برهامى -حسب المصادر - على ضرورة أن يلتزم جميع أبناء الدعوة من رجال ونساء بهذا الأمر تجنبًا للفتنة، و لم يقتصر دور الدعوة السلفية على حماية نسائها عند هذا الحد، بل ناقش مجلس الأمناء توصيات قدمها الأعضاء بتلقى النساء لدروس العلم عبر قنوات على «اليوتيوب»، و مواقع «أنا السلفى»، و«صوت السلف»، وموقع الشيخ «أبو إسحاق الحوينى» وغيرها. ودعا أعضاء بمجلس إدارة الدعوة السلفية، حزب النور إلى عقد سلسلة من الدروس، تقوم بها سيدات ينتمين للدعوة السلفية، تلقين علمهن من كبار المشايخ، أمثال أبو إسحاق الحوينى، ومحمد إسماعيل المقدم، وعبدالفتاح أبو إدريس، وياسر برهامى، وأحمد فريد، وسعيد عبدالعظيم، وأحمد حطيبة. وتتلخص مهمة هذه السيدات بتدريس بعض الكتب السلفية فى المساجد التى تشرف عليها الدعوة السلفية، بالتعاون مع أمانة المرأة بحزب النور، لنساء السلفية، وتم اختيار هذه الكتب بعناية بالغة، لاحتوائها على قضايا بعينها، مثل، «فقه الخلاف بين المسلمين»، و«الانتخابات فى الميزان»، و«العمل الجماعى بين الإفراط والتفريط»، و «الانتصار للسلف الأخيار»، و «الحج إلى بيت الله». وقامت الدعوة السلفية أيضًا بتكليف عدد من شيوخها، بشرح عدة ملفات عبر قنوات «اليوتيوب» للمرأة السلفية أو حلقات المساجد لمجموعة من القيادات النسائية، وتقوم المتعلمات منهن بنقلها إلى عامة السلفيات، ويعتبر هؤلاء الشيوخ هم المتخصصون فى مخاطبة النساء وشرح هذه الكتب لهم. النساء فى الانتخابات ظهور النساء السلفيات كان بكثافة عندما توجهن للانتخابات، دعما لحملة «أنا السلفى» التى نظمها السلفيون لعرض أفكارهم وبرامجهم الانتخابية، وقامت النساء السلفيات بعمل صفحة على موقع «فيس بوك» للنساء فقط، بعنوان «أنا السلفية» تحتوى الصفحة على مجموعة من مقاطع الفيديو الخاصة بالسلفيين، ومقاطع أخرى لمسلمين حول العالم يتحدثون عن الإسلام والنقاب، ويصف نساء السلفيين النقاب بأنه الزى الإسلامى الذى يجب أن تتمسك به المرأة المسلمة، وتدعو نساء السلفية المرأة المسلمة إلى ارتداء النقاب لأنه فرض! جاءت حملة «أنا السلفية»على فيس بوك استكمالًا لصفحة «أنا السلفى» التى أسسها السلفيون، لعرض أهم الفتاوى الدينية والقرآن الكريم، وهو موقع دينى سياسى، يتطرق فيه السلفيون لأهم القضايا الدينية والفتاوى، وعرض أهم وآخر الأخبار السياسية. وتعد حملة «أنا السلفية» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» صورة مصغرة لأفكار السلفيين، فهى صدى آخر لما يردده السلفيون بالقنوات التليفزيونية والشوارع، التى امتلأت بلوحاتهم الدينية التى يصفون فيها الزى الشرعى للمرأة، التى تتلخص فى فرض النقاب، فتعددت الكثير من اللوحات السلفية فى الشوارع التى وضعوها تحت عنوان «شروط الحجاب الشرعى»، والتى احتوت على 8 نقاط أساسية. تضمنت هذه النقاط، أن تستر المرأة جسدها بالكامل، وألا يكون الحجاب نفسه زينة، وألا يكون شفافًا، وأن يكون فضفاضًا واسعًا، غير ضيق، وألا يكون مبخرًا مطيبًا، وألا يشبه ملابس الكافرات، وألا يشبه ملابس الرجال، فضلًا عن كونه لا يقصد به الشهرة بين الناس. وظهرت باللافتة ثلاثة مشاهد للفتاة المسلمة، الأولى صورة لفتاة ترتدى زيا مخالفًا لشروط الحجاب الشرعى على حد قولهم، والثانية فتاة ترتدى «خمار» ومكتوب بالأسفل «هذا أقل ما يسمح به الشرع كزى للمرأة المسلمة»، والأخيرة ترتدى «النقاب» ومدون تحتها «هذا أفضل ما تلبس المرأة المسلمة». أسئلة وجودية كما طرحت صفحة «أنا السلفية» العديد من الأسئلة على مرتادى الصفحة، والتى كان من أهمها، هل أنت مسلمة تؤمنين بالله ورسوله وكتابه والملائكة واليوم الآخر والجنة والنار والقضاء والقدر؟ إذًا فأنت سلفية، هل أنت مسلمة لا تسجدين لقبر ولا تطلبين شيئًا من الأموات حتى لو كانوا صالحين؟، فاطمئنى أنت لست صوفية بل أنت سلفية، هل أنت مسلمة تؤمن أن النبى لم يحتفل بعيد ميلاده، ولا أحد من الصحابة فعل هذا؟، فاطمئنى أنت لست من أصحاب البدع، إذًا فأنت سلفية، هل أنت مسلمة تؤمنين أن الصحابة لم يرتدوا عن الإسلام بعد موت النبى؟ فاطمئنى.. أنت لست شيعية.. إذًا فأنت سلفية. هل أنت مسلمة لا ترضين إلا بتطبيق الشريعة كما طبقها الرسول وخلفاؤه الراشدون؟ فاطمئنى.. أنت لست من العلمانيين ولا الليبراليين.. إذًً فأنت سلفية، وتضم الصفحة حتى الآن ما يقرب من 8000 مشترك معظمهم من نساء السلفية. وكان غريبًا أن تنشر الصحف والمواقع صورًا لمؤتمر نظمه حزب النور السلفى تحت عنوان «المؤتمر النسائى الأول»، ووجه الغرابة هنا لم يكن فى لافتة الدعاية للمؤتمر التى جاءت باللون الفوشيا كنوع من زيادة التأكيد على نسائية المؤتمر، ولا فى تخصيص مكان مختلف للنساء اللاتى حضرن بالزى غير الإسلامى، واعتبر الشيخ ياسر برهامى ذلك ردًا على من يقول إنهم سيفرضون على المرأة النقاب بالقوة، داعيًا الأخوات إلى تقديم النصيحة إلى هؤلاء المتبرجات لارتداء الحجاب، الغرابة كلها لم تكن فيما سبق، بل كانت فى منصة المؤتمر التى خلت من أى عنصر نسائى، واقتصرت على ثلاثة متحدثين من الرجال هم الشيخ ياسر برهامى، والشيخ حازم شومان، والشيخ عماد عبدالغفور رئيس الحزب السابق. كان برهامى قد قال نصًا: «لا يجوز للمرأة أن تكون نائبة لأنه نوع من الولاية، ولكن فرض علينا وضع المرأة فى القوائم الحزبية». المؤتمر النسائى الأول الذى عقد قبل عامين لم تشهد كلمة أو مداخلة للحضور التى بلغت أعدادهن حوالى 700 أغلبهن من المنتقبات. وتقود حاليًا ثلاث سيدات داخل الدعوة السلفية العمل السياسى، رغم أنه يحظر عليهن التحدث للإعلام أو حتى مجرد الظهور، وتعتبر حنان علام هى المرأة الحديدية والمقربة من مجلس أمناء الدعوة السلفية، وكذلك أميمة البنا، ومنى صلاح، رئيسة جمعية منابر النور الخيرية. وهؤلاء الثلاثة هن اللاتى يضعن رؤية الحزب، أو معنى أدق هن من ينفذن التعليمات ويقمن بتوصيلها لأرض الواقع. وحنان علام تعتبر مسئولة إدارة المنظومة النسوية داخل الدعوة السلفية، والغريب فى هذا الأمر أن زوجها أمين عبدالفتاح القيادى بحزب النور، عضو الهيئة العليا، يقوم بدور الوسيط، ويتلقى التعليمات الخاصة بالمرأة من الحزب والدعوة وينقلها لزوجته، التى تقوم بدورها بنقل هذه التعليمات إلى القيادات النسوية، وتقوم بتلقى الشكاوى والمقترحات - إذا كان هناك مقترحات - وتنقلها لزوجها ليقوم بدوره السابق. وتقوم حنان علام باختيار العضوات والمشرفات، لمتابعة تنفيذ خطة اللجنة فى كل المناطق والمحافظات التابعة للدعوة السلفية فى الإسكندرية. كما تشرف على تنظيم ندوات نسائية، والعمل فى مشروعات محو الأمية وتعليم الكبار، وتزويج الفتيات وكفالة الأيتام والفقراء، بالإضافة إلى تنظيم قوافل توعية صحية.