*داعية سلفى: عبدالعظيم سافر بمئات الشباب لسوريا وعاد بمفرده.. والهوارى: افتراء * أبو يحيى المصرى ونجل عبدالفتاح توفيق وشقيق الزعيرى أشهر السلفيين الذين ماتوا فى صفوف جبهة النصرة * محاولات سلفية لشراء سكوت مقيمى الدعوى القضائية عن طريق التعويضات * محمد الأباصيرى: جهاز مخابرات الدعوة السلفية هو من أشرف على انتقاء المسافرين فجر الإعلان عن مقتل عدد من شباب الإسكندرية، أثناء القتال فى صفوف جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة الإرهابى فى سوريا، حالة من الغضب بين أهالى المحافظة، الذين اتهموا قيادات الدعوة السلفية بتضليل أبنائهم، وتسفيرهم للقتال ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، تحت زعم الجهاد فى سبيل الله. ورغم نفى قيادات الدعوة للاتهامات، إلا أن عددًا من الأهالى أقاموا دعوى قضائية طالبوا فيها بمحاكمة نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامى، ومسئول المحافظات فى الدعوة، الشيخ شريف الهوارى، بتهمة تضليل أبنائهم، والإلقاء بهم فى التهلكة، بعد تعريضهم لعمليات «غسيل مخ»، خلال اللقاءات والدروس الدينية. وبحسب الدعوى، فإن برهامى والهوارى وغيرهما من قيادات الدعوة السلفية، سفّروا أبناء الإسكندرية فى قوافل جمعيتى «أمة واحدة» و«الدعاة الخيرية»، بحجة تقديم مساعدات إنسانية للأهالى فى سوريا، ودفعوهم للانصمام إلى «جبهة النصرة» الموالية لتنظيم القاعدة هناك، للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بزعم الجهاد فى سبيل الله. لكن قيادات الدعوة السلفية كذبت تلك الاتهامات، مؤكدة أن حملة «أمة واحدة» التى تبنتها الدعوة السلفية منذ ما يقرب من عامين، كان الهدف منها إغاثة أبناء الشعب السورى ضد نظام بشار، و«لم يكن الهدف منها إرسال مجاهدين». وتضم قائمة من ماتوا بين صفوف جبهة النصرة، وأعلنت الدعوة عن وفاتهم، الشيخ «أبويحيى المصرى»، أحد قيادات الدعوة، ونجل عبدالفتاح توفيق، أحد أعضائها، والقيادى بحزب النور والدعوة، أحمد لطفى، وابن شقيق محمد الزعيرى، المرشح على قوائم حزب النور، وغيرهم من الأسماء التى لم يعلن عنها بعد. وأكد مصدر بالدعوة أن حالة من القلق تنتاب مشايخ وقيادات الدعوة، الذين عقدوا يوم الاثنين الماضى اجتماعًا، ضم الشيوخ: شريف الهوارى، وياسر برهامى، وعبدالمنعم الشحات، وعادل نصر، وعددًا آخر من القيادات لبحث الأزمة. وأشار المصدر إلى أنه تم التواصل مع مقيمى الدعوى من أهالى الشباب الذين سافروا إلى سوريا ولقوا مصرعهم هناك، أو فضلوا القتال بين صفوف جبهة النصرة هناك، فى محاولة لاسترضائهم، بعرض مبالغ مالية عليهم كتعويض عن ذويهم، مقابل التنازل عن الدعوى التى رفعوها وتتهم مشايخ السلفيين بتضليل الشباب وتسفيرهم إلى القتال فى سوريا. وأضاف المصدر أن حملة «أمة واحدة»، التى بدأت عام 2012، كان المسئول عنها الشيخ سعيد عبدالعظيم، القيادى بالدعوة والمقيم فى السعودية حاليا، وكان الهدف منها تقديم المعونات الإنسانية لأهالى سوريا ضحايا نظام بشار، مشيرا إلى أنها كانت قائمة على جمع التبرعات على المستويين الداخلى والخارجى، حيث إن بعض الدول التى كانت ترفض ممارسات الأسد ساهمت فى تمويل الحملة. وأكد المصدر مقتل بعض الذين سافروا ضمن الحملة، ورفض عدد آخر العودة بإرادتهم لشعورهم بالمسئولية تجاه إخوانهم فى سوريا، وضرورة معاونتهم فى مواجهة نظام بشار، وقد أعلنت الدعوة السلفية عن بعضهم. من جانبه، قال الداعية السلفى محمد الأباصيرى إن حملات الإغاثة التى كانت ترسلها الدعوة السلفية تحت مسمى «أمة واحدة»، بحجة مساعدة الأشقاء فى سوريا ضد نظام بشار، ما هى إلا غطاء لتوريد مقاتلين ممن تم إقناعهم بضرورة الجهاد هناك، مشيرا إلى أن «الحديث عن دعم أهالى سوريا ما هو إلا حجة لتسفير الشباب بشكل مشروع». وعن اختيار من سافروا ضمن قوافل الإغاثة، قال الأباصيرى إن الدعوة السلفية تنظيم، والتنظيمات لديها أجهزة موازية لأجهزة الدولة، وعملية السفر تمت تحت إشراف جهاز سرى داخل الدعوة، يشبه جهاز المخابرات، الذى يتولى عمليات التجسس حتى على أعضاء التنظيم. وأضاف أن القائمين على هذا الجهاز يعرفون من يصلح كمقاتل، ومن سيستجيب منهم ومن سيرفض، وبناء على تقاريرهم تم اختيار المسافرين، كما أن عمليات التسفير تمت تحت إشراف القيادات وبترتيبات منهم. وأشار إلى أن هناك الكثيرين من المنتمين للدعوة والحزب، الذين سافروا ولقوا مصرعهم هناك، أو استمروا فى القتال ولم يعودوا، ومنهم أحمد لطفى وهو عضو بحزب النور، الذى أعلنت الدعوة أنه مات فى رحلة «الجهاد»، مؤكدا أن سعيد عبدالعظيم كان مسئولا عن الحملة، عندما توجه إلى سوريا، ومعه مئات الشباب السلفى، وتركهم هناك ثم عاد بمفرده. من جهته، قال الشيخ شريف الهوارى، أحد المتهمين بتسفير الشباب إن «كل تلك الادعاءات محض افتراء، وهى اتهامات جوفاء هدفها تشويه الدعوة»، مضيفا أن «الدعوة قادت وحدها حربا ضد الأفكار المنحرفة التكفيرية، التى انتشرت بين شباب الأمة، فكيف تقدم مقاتلين وهى تسعى لمحاربة تلك الأفكار؟!». وأشار الهوارى إلى أن هدف الحملة كان تقديم العون للإخوان فى سوريا، وتقديم المعونات الإنسانية والاجتماعية اللازمة، من خلال التبرعات التى كان يتم جمعها، التى عبرت عن احترام الجميع للحملة وتشجيعهم لها، موضحا أنه عند كثرة الأقاويل والاتهامات حول الحملة، اضطررنا لوقفها بدلًا من الدخول فى أمور لا يصح الحديث فيها، أثناء تقديم المعونات لشعب يعانى القتل، خاصة بعد أن أدت رسالتها وقدمت قدر المستطاع مساعدات شملت الكثير من الأسر المشردة. يذكر أن الشيخ أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر، أكد أنه بعد كشفه عن تسفير الدعوة السلفية للشباب، شنت الدعوة هجومًا حادًا عليه، وخصصت عضوًا بها يدعى وليد إسماعيل شن ضده حملة فى الإسكندرية، لتشويه صورته وتهديده بالنيل منه. وقال كريمة إنه لم يقل كلامه دون الاستناد إلى دليل، لكنه نقل ما ورد فى تقرير صادر عن «المركز المصرى للبحوث والدراسات الأمنية»، الذى أكد تلك المعلومة فى تقرير صادر عنه فى شهر أبريل، ونشرته إحدى المجلات.