*الأهالى: «عز» بلا منافس لأنه يخدمنا.. ورجال الحزب «الوطنى» كانوا «خربينها بس ممشينها» يبدو أن فتى الحزب «الوطنى» لا يطيق البُعد عن الأضواء، فقد أكدت مصادر من داخل «مؤسسة العز للتنمية» ل«الصباح» أن المؤسسة أعادت حركة الأتوبيسات من جديد، والتى كانت تعمل قبل ثورة 25 يناير، ثم عادت حاليا بقوة 20 أتوبيسا لنقل الطلاب بكارنيهات خاصة من المدارس والجامعات بين «منوف والسادات وشبين الكوم»، باشتراكات رمزية، وبتمويل شخصى من «عز». وأضافت المصادر أن عودة حركة الأتوبيسات مرة أخرى جاءت بتعليمات شخصية من «عز» إلى أيمن معاذ ذراعه الأيمن فى دائرته الانتخابية قبل بدء العام الدراسى الحالى، مشيرا إلى أن هناك تعليمات مشددة بعودة الخدمات الصحية أيضا مرة أخرى وبقوة، حيث أعاد الخدمات التى كانت تقدمها مستشفى «الإيمان التخصصى» بتخفيض يصل إلى 50 بالمائة فى كل المجالات الطبية، وهى تستقبل يوميا العشرات من المواطنين وتعالج عمال مصانع «عز» بالمجان. وعلى عكس المتوقع، شهد مركز منوف ترحيبًا شديدًا بترشح «عز» للانتخابات البرلمانية من قبل الأهالى الذين أكدوا أنه قدم العديد من الخدمات لمواطنى المركز أيام «مبارك» فى مختلف المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية، حسب قولهم. وفى «جمعية عز للتنمية المحلية» ب«منوف» شاهدنا شبابا ورجالا ونساء، حيث يتزاحم المئات على مقر الجمعية، وقال أحد الشباب ويدعى رمضان السيد: إنه جاء من شبين الكوم لتقديم طلب للجمعية للحصول على كارنيه نقل للجامعة بمركز السادات بالأتوبيسات المدعمة من قبل الجمعية. وأضاف «رمضان» أن: الجمعية تساعد مئات من الطلاب، بتوفير أتوبيسات لنقلهم إلى المدارس والجامعات مقابل اشتراك شهرى رمزى، كما تساعد الشباب الغير قادرين على الزواج بتوفير شقق، وقروض ميسرة، ومراعاة العديد من الأسر الفقير وغير القادرة. وأعرب مصطفى إسماعيل- سائق سيارة أجرة- عن «أمله» فى ترشح «عز» للانتخابات البرلمانية، مؤكدا «حب مركز منوف لأحمد عز، نظرًا لما قدمه من خدمات لهم فى الأعوام السابقة، وتوظيف أهالى المركز بمصانع الحديد، ومساعدتهم فى جميع المتطلبات وتلبية احتياجات الناس الغلابة»، حسب قوله، مشيرا إلى أنه «مفيش أى منافس لعز إذا ترشحه للبرلمان، فلو ترشح سينجح بكل سهولة، وعلى الرغم من أنه احتكر الحديد لحساب مصنعه وأغلق المصانع الأخرى، إلا أنه كان بيعين الشباب وبيحل مشكلة البطالة، والحقيقة رجال الحزب الوطنى بصفه عامة كانوا خربينها بس ممشينها»! كشف بائع فى «سوبر ماركت» مواجها لاستراحة «عز» فى المدينة، عن أن هناك زيارات من بعض الرموز السياسية وكبار القرى والعائلات من حين لآخر، وخاصة المسئولين بمصانع الحديد والصلب التابعة ل«عز»، وأن هناك أنباء تتردد عن نيته فى دعم ائتلاف من المرشحين فى الانتخابات البرلمانية القادمة، قائلا: «ولو اترشح للانتخابات هدعمه بصوتى». أما «عم حسين»، فلاح، فقال ل«الصباح» إن «هناك خدمات يقدمها أحمد عز للفلاحين بدعمه بالأسمدة دون مقابل، وتقديم الحديد مجانا للمساجد والمدارس، فضلا عن توفير الوجبات الرمضانية التى كانت تقدم يوميا على موائد الرحمن». ومن الجمعية إلى المستشفى التى أنشأها عز، أكد أحمد محروس أنها «إضافة للمركز، لما تقدمه من خدمات صحية مدعمة، وتخفيض أسعار العلاج إلى النصف للأهالى فى مركز منوف، وأحيانا بدون مقابل لبعض أهالى المركز الذى يعانى أغلب أهله من الفقر». «الصباح» التقت مدير المستشفى الذى قال إنها توفر جميع الخدمات الصحية ومختلف التخصصات للأهالى، بالتعاون مع مؤسسة عز للتنمية، وأن هناك تخفيضات 50% على الكشف، فضلا عن عمليات جراحية مجانية لغير القادرين، وهناك تعاملات خاصة مع عمال مصانع الحديد، بالتعاقد مع المصانع، لتقديم خدمات علاجية مجانية لهم». ومن أهم أدوات «عز» لتعزيز وجوده فى البرلمان القادم، حسب الأهالى هنا، استئناف بعض الخدمات الخيرية التى كانت تقدمها مجموعة «مؤسسة العز لتنمية المجتمع المحلى» فى «منوف» و«السادات»، وهى المؤسسة التى كانت قد توقفت عن العمل لفترة طويلة بعد ثورة 25 يناير لتعاود ممارسة أنشطتها من جديد بعد خروجه من محبسه، ما يكشف عن نيته للعودة إلى العمل السياسى مرة أخرى. وقال الأهالى إن الخدمات التى كان يقدمها «عز» توقفت بصورة تامة عقب دخوله السجن، ولكنها عادت الآن بصورة كاملة عقب خروجه من محبسه، خاصة فى الأيام الأخيرة، هذا بالإضافة إلى استقبال طلبات الأهالى من علاج ومساعدات من خلال شكواهم، والرد عليها وحلها، وهو ما افتقده المواطنون خلال فترة سجنه، ثم عادت هذه الأنشطة بكثافة مؤخرا. وقطع محررا «الصباح» رحلة إلى من «منوف» إلى مدينة السادات، حيث قاما بزيارة الفرع الرئيسى ل«مؤسسة العز للتنمية» وسؤال طلاب الجامعة للتأكد من صحة المعلومات عن الأتوبيسات الخاصة بنقل الطلبة مقابل اشتراك رمزى. وقال محمد عبدالمجيد، طالب بكلية الطب البيطرى بجامعة المنوفية فرع السادات، إنه «سمع بهذه الأتوبيسات لكنه لم يرها حتى الآن، وإن ما أثير حولها لا يتعدى مجرد أخبار لم تتحقق على أرض الواقع بالصورة التى يروج لها البعض». بينما قال أحد موظفى الجامعة: إن «الأتوبيسات عادت للعمل بالفعل مرة أخرى لكنها تقدم خدماتها لطلاب المدارس والطالبات من الجامعات فقط دون الطلبة الذكور»، موضحًا أنه «لا يعلم إذا كانت عودة هذه الأتوبيسات ترتبط بعودة رجل الحزب «الوطنى» إلى العمل السياسى مرة أخرى من عدمه». وفى سياق متصل، قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: إن «عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف مرة أخرى، ولن ينجح الحزب (الوطنى) المنحل فى العودة للحياة السياسية طالما كانت إرادة الشعب المصرى تتسم بالثورية، وتعمل من أجل العزل السياسى لجميع قيادات هذا الحزب من الفاسدين والمفسدين». وشدد د. «زهران» على أن «أحمد عز لن ينجح فى السيطرة على البرلمان المقبل من خلال خدماته التى يقدمها لمزيفى الوعى من المصريين، أو من لهم مصالح مرتبطة بفساده ووجوده، وما يجرى الآن من الحديث عن إمكانية عودة رجال (الوطنى) يعد من مآسى الثورة، فأحمد عز سرق مصانع حديد الدخيلة وأراضى الدولة، وها هم الناس يتركونه الآن ليسرق أصواتهم مرة أخرى ويشترى ولاءهم بأموالهم». واعتبر «زهران» أن «الوضع السياسى حاليا غير مريح ومقلق للغاية، فثورة 25 يناير يحيطها بعض المخاطر، وعلى الرغم من أن الدستور الجديد أقر بأن 25 يناير و30 يونيو ثورتان، إلا أن البعض ما زال يرى أن 25 يناير مؤامرة، مما يشير إلى خطورة الوضع السياسى الراهن».
ورفض البدرى فرغلى، النائب البرلمانى السابق، عودة رموز الحزب «الوطنى» مرة أخرى للعمل السياسى، مؤكدا أن «طبيعة وثقافة الشعب المصرى اختلفت، والناس لن ترضى برجوعهم إلى الساحة السياسية مجددا»، منوها إلى أن «أحمد عز هو مهندس انتخابات برلمان 2010 وعليه أن يتنحى جانبا عن السياسة، فكل محاولاته لكسب رضى المصريين لن تنجح، فالشعب المصرى سبق وأسقطهم من قبل من سدة الحكم، كما أسقط جماعة الإخوان، رغم أنها كانت تشترى أصواتهم مقابل السلع الغذائية».