الموافقون يرفعون شعار «الترشح على قوائم النور أفضل من التحالف مع الفلول».. والرافضون يتوعدون أسعد وعزيز ورمزى ب «القوائم السوداء» حالة من الجدل الشديد تسود أروقة الكنيسة المصرية على خلفية دعوة حزب النور للأقباط بالترشح على قوائم الحزب، بعدما أقر قانون الانتخابات الحالى ضرورة أن يترشح ثلاثة أقباط على قائمة كل حزب كى يتمكن من خوض السباق الانتخابى. الدعوة التى وجهها «النور» أشعلت الكنيسة، فظهر تيار لا يمانع الترشح على قوائم هذا الحزب، رافعاً شعار «الترشح على قوائم النور أفضل من التحالف مع الفلول»، وتيار آخر يرفض دعوة النور، ويتهم من يؤيدونها بخيانة الكنيسة والوطن معاً، مستشهداً فى ذلك بتصريحات البابا تواضروس الثانى التى أكد فيها على أن الكنيسة لن تتدخل فى ترشح أى قبطى فى الانتخابات، من منطلق رفضها التدخل فى الشئون السياسية، جاء ذلك فى الوقت الذى تبنى فيه بعض القساوسة مبادرة بإقناع الكنيسة بدعم بعض الشخصيات القبطية أصحاب رءوس الأموال الضخمة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما دفع بعض الحركات القبطية الشبابية بإعداد قوائم سموها «القوائم السوداء» تضمنت أسماء بعض الشخصيات القبطية التى تحالفت مع نظامى مرسى ومبارك- على حد قولهم. سيمون وفيق منسق إحدى الحركات القبطية الشبابية، قال: ليس الأهم الآن أن ننظر إلى دعوة حزب النور أو غيره، بل الأهم أننا نعد الآن قائمة بأسماء أبرز الشخصيات التى تحالفت مع نظامى مبارك ومرسى، لمنعهم من الترشح، لافتاً إلى أن أبرز هذه الأسماء جمال أسعد وإيهاب رمزى ونبيل بولس وهانى عزيز ومريان ملاك، وممدوح رمزى، متابعاً: جار استكمال القائمة، وفور الانتهاء منها سنعقد مؤتمراً صحفياً لتوضيح جميع الحقائق، والكشف عن كل الأسماء التى جمعناها، مبدياً استعداده لمناظرة من يرغبون فى مواجهتهم، مشيراً إلى أنهم سيطلقون قناة على موقع «اليوتيوب» لنشر جميع تفاصيل الموضوع. فيما علق الدكتور شريف دوس رئيس الهيئة القبطية والناشط القبطى، قائلاً: ليس من حق أى أحد أن يمنع شخص من الترشح للانتخابات البرلمانية طالما هو مصرى، ولم يصدر حكم أو قانون يمنعه من الترشح للانتخابات، مؤكداً أن الكنيسة لن تتدخل فى اختيار قوائم الأقباط، وهذا ما أكد عليه البابا تواضروس الثانى. ممدوح رمزى أحد الشخصيات التى ورد اسمها بالقوائم السوداء، علق بقوله: أقول لهؤلاء الصبية أنتم لا تفهمون فى السياسة، فلماذا تتحدثون فيها، متابعاً: من يتهكمون على، فعليهم أن يعرفوا أننى دخلت البرلمان مع شخصيات عسكرية ونقابية وتيار مدنى محترم، متابعاً: لم أدخل البرلمان بتعيين من الإخوان لكن باختيار للشخصيات القبطية العامة وبيننا وبين هؤلاء المضابط التى تدل على أننى كنت من النواب الشرسين، مؤكداً أنه سيترشح على قوائم الأحزاب، وسأعود للبرلمان مرة أخرى. رابطة «أقباط 38» أكدت أنها ترحب بالترشح على قوائم حزب النور، وهو ما جاء على لسان نادر الصيرفى، منسق عام الرابطة، قائلاً: النور حزب محترم وعقلانى، مستشهداً فى ذلك بجلوسه مع شيخ الأزهر، والبابا تواضروس إبان ثورة 30 يونيه، بالإضافة إلى أنه حزب سياسى وليس دينيًا. الصيرفى تابع: فور إعلاننا الموافقة على الترشح على قوائم «النور»، تعرضنا لهجوم عنيف من صفوف الأقباط المختلفة داخل الكنيسة، مع أن الأمر حرية شخصية، ولا يجوز لأحد أن يصادر على آرائنا وحريتنا، متسائلاً: لماذا يغضبون منا، والأنبا بولا نفسه قال فى تصريح سابق: يجب أن نتناسى الإساءات السابقة، ونحن نفعل ذلك ونتناسى إساءات حزب النور السابقة لو كانت له إساءات، مؤكدا أنه لن تجرى أى مفاوضات بين الرابطة وقيادات «النور» لحسم الأمر بشكل نهائى.