- دوس: البابا ألغى لجنة المواطنة التى تنظم الانتخابات ولا يريد «عمة سوداء» تتدخل فى البرلمان يترقب المصريون إجراء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها فى غضون الشهرين المقبلين، ووفق قانون الانتخابات البرلمانية الذى أصدره الرئيس السابق، عدلى منصور قبل خروجه من منصبه، وتعقد بنظامى القائمة والفردى، فإن عدداً كبيراً من الأقباط سيدخلون إلى «برلمان 2014»، بالانتخاب بعيداً عن التعيين الذى كان سمة السنوات الماضية. وفى داخل الوسط القبطى، يبدو أن حرباً مكتومة تدور فى الكنيسة بشأن نية الدفع بعدد من الشخصيات التى تلقى قبولاً فى داخل المؤسسة الدينية فى الانتخابات، وهو ما يعتبره الراغبون فى الترشيح «بوابة ذهبية» للفوز بمقعد فى مجلس النواب. وتشير المعلومات إلى أن أحد أساقفة الكاتدرائية المرقسية يعد قائمة من رجال أعمال الأقباط لفرضها على القوائم الحزبية الأكثر شعبية فى مقابل أن يقوم هؤلاء بالصرف على الدعاية الانتخابية للقائمة.
ويقول الدكتور ميشيل فهمى المحلل السياسى القبطى، ل «الصباح» إن دخول الأقباط للمرة الأولى للبرلمان عن طريق الانتخاب وليس التعيين، يعد سابقة إيجابية، إذ كانت قوائم التعيين التى تعتمدها الدولة مقدمة من الكنيسة، وذلك فى ظل عهد البابا الراحل، شنودة الثالث. وأعرب فهمى، عن أمنيته فى عدم تدخل الأساقفة فى السياسة خلال الفترة المقبلة، رغم تأكيده أن لديه معلومات بأن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يدرس أسماء عدد من الشخصيات لتعيينها فى قائمة ال5%. وتابع فهمى، أن بعض الأساقفة لديهم ما سماه ب «شلة» من رجال الأعمال الأقباط الذين يستهدفون، تمويل القوائم الانتخابية التى تعدها بعض الأحزاب الكرتونية، لافتاً إلى ضرورة الانتباه لتلك الشخصيات التى تحاول الالتصاق بالبابا فى تحركاته المختلفة وخلال الأعياد، معتبراً أنهم يحاولون فرض أنفسهم على الكنيسة، معرباً عن أمله فى أن يتم انتخاب أقباط لم يسبق لهم الظهور فى وسائل الإعلام، ولم يتجاوز عمرهم الستين. وفى السياق يؤكد الناشط القبطى وعضو مجلس الشورى السابق، ممدوح رمزى، أنه لايستبعد صحة الأنباء الواردة عن إعداد بعض الأساقفة لقائمة من الأقباط الذين ينالون الحظوة لديهم لإرسالها للأحزاب، مؤكداً أن هذا الأمر بعيد عن علم البابا الذى يرفض ذلك شكلاً وموضوعاً– بحسب تعبيره-، ولافتاً إلى أن بعض الأحزاب ستطلب مقابلا للانضمام إلى قوائمها الانتخابية.
من جانبه يقول المستشار أمير رمزى، رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة، ل «الصباح»، أنه فى حال تدخل الكنيسة فى إعداد أسماء من الأقباط لترشيحها ستكون مخطأة، إذ إن دورها هو الدفع بالمواطنين للانتخاب، معتبراً أن سياسة البابا هى «البعد عن السياسة»، معتبراً أنه لا ينبغى أن ترشح الكنيسة أحدًا لعضوية البرلمان لأنه فى حال فشله، فإنهم سيحسبون عليها، وأضاف: «أتمنى أن أرى شخصيات رفيعة من الأقباط مثل الدكتور مجدى يعقوب مرشحة فى الانتخابات وأن يبتعد الأساقفة عن السياسة». الأنبا بولا أسقف طنطا وعضو المجمع المقدس، اعتبر فى تصريحات له خلال لقاء تليفزيونى، أن القائمة هى الحل السحرى لتمثيل الفئات المهمشة من المعاقين والمرأة والأقباط والشباب، مؤكداً أن الأقباط راضون كل الرضا عن هذا النظام الانتخابى- بحسب تعبيره -، ومشيرا إلى أن الثقافة المهيمنة على المصرى لا تجعل كثيرا من الفئات لها حظ فى الوصول إلى البرلمان. وتابع بولا: «فى مصر يوجد مشكلة حقيقة للأحزاب وعدم فاعليتها على المستوى الشعبى فى القرى والنجوع ودورها فى الوصول إلى الناس والتلامس مع قضاياهم». ويقول الدكتور شريف دوس مؤسس الهيئة العامة لأقباط مصر، إن البابا تواضروس ألغى لجنة المواطنة وهى اللجنة التى تقوم بتنظيم الانتخابات وإعداد قوائم الأقباط المعينين فيما قبل، مؤكداً أن البابا ناشد المرشحين أن التقدم للانتخابات عبر الأحزاب المدنية المعروفة. وتوقع دوس أن يدخل البرلمان نحو 50 شخصية من الأقباط، موضحاً أن البابا قال إنه لا يريد «عمة سوداء» تتدخل فى الانتخابات، فى إشارة لرجال الدين القبطى. وفى سياق ذى صلة، بدأ بعض النشطاء الأقباط فى إعداد قائمة بأسماء بعض الأقباط الذين تقلدوا مناصب فى ظل حكم جماعة الإخوان أو التابعين لنظام مبارك، أو من ينتمون لأحزاب لها مرجعية دينية أو من يعتبرونهم تاجروا بقضايا الأقباط من أجل مصالح شخصية. ومن جانبه يقول هانى رمسيس أحد الأعضاء المؤسسين ل «اتحاد شباب ماسبيرو»، إن مسألة وضع قائمة سوداء لبعض الأقباط ما زال قيد البحث والدراسة، إلا أن القوائم الانتخابية ستضم الأسماء صاحبة الدور فى ثورتى 25 يناير و30 يونيه. ويقول هانى الجزيرى مدير مركز المليون الحقوقى، والناشط القبطى، إن شباب الأقباط لن يصمتوا وسيكون هناك قائمة سوداء لكل من حضر الحوار الوطنى مع الرئيس المعزول محمد مرسى، الأمر الذى أعطى شرعية لحكم الإخوان وكل من ساهم فى دعم الإخوان وأنشأ ائتلافات مع تنظيم الجماعة. من جانبه يؤكد شريف رمزى الناشط القبطى، أنه يجب عدم النظر بطائفية إلى مسألة الانتخابات، مضيفاً «أنا أفضل أن أنتخب مصريًا مؤمنًا بالمواطنة أفضل من أن أنتخب قبطيًا لا يهمه إلا مصلحته فقط».
ودعا رمزى، الأحزاب إلى انتقاء مرشحيها حتى يحظو بالإجماع من الأقباط والمسلمين، مؤكداً أن دور الكنيسة يجب أن يكون دور رعوى دون الانخراط فى العمل السياسى، ومناشداً الرئيس ضرورة تنقيح نسبة ال5% وفق ضوابط تتناسب مع الميل الشعبى.