«الملاءة الرطبة» ملف عملية استخباراتية نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى مصر خلال الفترة من عام 1975 حتى عام 2013 ضم مؤخرًا إلى أرشيف هيئة الأمن القومى الأمريكى تحت كود رقم 5543061 «ملفات حساسة». كشفت العملية بشكل حصرى عن عمل جماعة الإخوان طيلة الوقت لحساب أجهزة الاستخبارات الأمريكية المختلفة فى مجال جمع المعلومات عن الجماعات الإسلامية المتشددة فى مصر والشرق الأوسط. الأمر الذى أتاح للولايات المتحدةالأمريكية القضاء على العديد من التنظيمات الإسلامية السرية المتشددة التى سقطت بشكل مفاجئ مدوٍ دون معرفة المصادر التى أرشدت عنها. البرقيات والأسماء والتفاصيل الحديثة التى ستطالعونها حصريًا من واقع ملف عملية «الملاءة الرطبة» منتهى السرية كلها حقيقية حررها على مدار 38 عامًا مجموعة من ضباط عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. وفى تلك الفترة تغيرت شخوص من قاموا بها، وتبادلت مجموعة العملية المناصب والقيادات من القاهرة إلى واشنطن فى الفترة من عام 1975 حتى عام 2013. سجل ملف عملية «الملاءة الرطبة» أسرارًا غامضة من كواليس اتصالات تنظيم الإخوان مع الولاياتالمتحدةالأمريكية كشفت خفايا عديدة ظلت لأعوام عصية على الفهم والتصديق، وللحقيقة تفاصيل موثقة. أستهلها من برقية صنفت بمعايير الأمن القومى الأمريكى تحت بند «سرى للغاية» رصد فيها أحد ضباط عمليات CIA - تم طمس اسمه - سرًا نطالعه لأول مرة وثقه أثناء تواجده فى العاصمة المصرية القاهرة بتاريخ السادس من سبتمبر 1988. تحررت تلك البرقية برقم 21161 تحت كود 9331 بعنوان: «مواجهات بيت جماعة الإخوان والجهاد الإسلامى والجماعة الإسلامية بمدينة أسيوط فى صعيد مصر شهر يوليو 1988». حوت البرقية فى افتتاحيتها معلومات روتينية فنية مساعدة قصدها ضابط الجهاز الأمريكى محرر البيانات كخلفية تاريخية مهمة ذكر فيها أن «الجماعة الإسلامية» تأسست بمصر فى أوائل سبعينيات القرن الماضى على أيدى «ناجح إبراهيم» وأميرها وقت تحرير البرقية الشيخ «عمر عبد الرحمن». بينما أسس تنظيم «الجهاد» فى مصر عام 1964 ثلاثة عناصر مصرية وصفتها معلومات البرقية بالإسلامية المتشددة حددتهم فى «علوى مصطفى» و«إسماعيل حافظ»، و«نبيل البرعى»، والدكتور «أيمن محمد ربيع الظواهرى»، والأخير ثابت اتهامه ونيله البراءة لعدم كفاية الأدلة فى قضية اغتيال الرئيس المصرى «محمد أنور السادات» الرئيس المصرى الثالث فى الفترة من 28 سبتمبر 1970 حتى 6 أكتوبر 1981. مرر بعدها محرر معلومات البرقية إلى قيادته فى واشنطن استغاثة عاجلة وردت إليه ساعتها من «محمد حامد أبو النصر» المرشد العام الرابع لجماعة الإخوان فى الفترة من 10 سبتمبر 1986 حتى وفاته بتاريخ 20 يناير 1996، الذى وصف بين سطور البرقية ب«حليف واشنطن المهم» أبلغ فيها عن تصفية 3 عناصر سرية من الجماعة عملت لحساب جهاز CIA بمدينة أسيوط الواقعة فى صعيد مصر على أيدى تنظيم «الجماعة الإسلامية» المتشدد. وأن تلك العناصر الإخوانية الثلاثة أعدمت ميدانيًا بدم بارد فى عملية واحدة وقعت عقب اكتشاف الجماعات السلفية المتطرفة تجسسهم وعملهم لحساب الأجهزة الأمنية المصرية ضد خلايا الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد الإسلامى فى صعيد مصر. وفى معلوماته أكد ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA محرر البرقية لقيادته قيامه بالتحقيق شخصيًا فى المعلومات الخطيرة التى وردت إليه من مرشد جماعة الإخوان. أثبت فيها بناء على معلومات عملاء وصفهم فى برقيته ب«المطلعين» أن تنظيم الجماعة الإسلامية خطف فى البداية الثلاثة عناصر الإخوانية إلى مكان آمن تمهيدًا للتحقيق معهم، حيث أجرت مجموعة من شورى «الجماعة الإسلامية» جلسات تحقيق دقيقة مع المختطفين الثلاث شاركت فيها بشكل غير مسبوق عناصر متشددة من جماعة «الجهاد الإسلامى» فى الصعيد. وأسفرت التحقيقات عن حصول الجماعة الإسلامية على إفادات مفصلة اعترف فيها المختطفون الإخوان الثلاث بالعمل لحساب جهاز مباحث أمن الدولة المصرى وهو المنافى للحقيقة على حد معلومات الضابط الأمريكى محرر البرقية، الذى أكد أن عملية تصفية العناصر الإخوانية الثلاثة بمدينة أسيوط فى شهر يوليو 1988 أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الثلاثة عرفوا قبلها حقيقة عملهم من الباطن لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. ومع ذلك فضل الثلاثة الموت كعملاء غير حقيقيين للجهاز الأمنى المصرى المتوقع أن ينكر صلته بهم على أن يقتلوا كجواسيس عملوا فى حياتهم لصالح استخبارات الولاياتالمتحدة فى مصر مما كان سيهدد عائلاتهم بقوة على المدى القريب ويقوض مصداقية جماعة الإخوان على المدى البعيد. وفى مفاجأة غير مسبوقة، كشف ضابط CIA فى البرقية نفسها أن الجماعات الإسلامية الجهادية التى تمركزت وقتها فى صعيد مصر علمت عن طريق الخطأ المهنى الجسيم وغير المقصود بنشاط جواسيس الإخوان الثلاثة فى أسيوط. الخطأ تسبب فيه ضابط استخبارات أمريكى شاب حديث الرتبة والتخرج كلف بمهمة اتصال عاجلة بخلية تابعة للجماعة الإسلامية المصرية لتحذيرهم من القيام بعمليات عدائية نوعية ضد المصالح الأمريكية فى القاهرة. وفشل الضابط يومها أثناء لقائه مع خلية «الجماعة الإسلامية» فى أسيوط بسبب ضعف لغته العربية وعدم إلمام من تقابل معهم باللغة الإنجليزية لإجراء الحوار وترجمة فقرات كاملة من خطة تكليفه الرسمى، وكشف دون خبرة وعمد منه على هامش اللقاء معلومات استخباراتية حقيقية عن وجود تعاون استخباراتى سرى لجماعة الإخوان مع الإدارة الأمريكية. وفى المضمون ذكر هذا الضابط الأمريكى إشارات دقيقة حددت شخصيات عملاء جماعة الإخوان الثلاث المتخفين ساعتها وسط التنظيمات الإسلامية المختلفة فى منطقة الصعيد. وعندما وصلت المعلومات إلى قيادة «الجماعة الإسلامية» فى إقليم الصعيد قررت مراقبة العناصر الإخوانية الثلاث حيث رتب لهم فخًا معلوماتيًا سقط الثلاثة فيه فألقت الجماعة القبض عليهم، وعقب اعترافاتهم بالتجسس حاكمتهم ثم أعدمتهم ميدانيًا. وعلى هامش معلومات البرقية استبعدت CIA الضابط المخطئ، وسحب بعدها إلى واشنطن وتسلمت جماعة الإخوان من إحدى خليات الجماعة الإسلامية فى أسيوط جثث جواسيسها الثلاثة. وفى التفاصيل طلب محرر البرقية فى خاتمة معلوماته وضع خطة استخباراتية أمريكية عاجلة لإنقاذ جماعة الإخوان فى مصر من انتقام متوقع من الجماعات الإسلامية المتشددة. فجاءت الاستجابة سريعة من الرئيس الأمريكى - الأربعين - «رونالد ويلسون ريجان» الجمهورى الثابت شغله مهام منصبه خلال الفترة من 20 يناير 1981 حتى 20 يناير 1989. حيث قرر التدخل السريع لحماية جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وأجرى اتصالًا رئاسيًا هاتفيًا بنظيره مبارك مطالبًا إياه ضرورة وقف جميع أشكال العنف ضد جماعة الإخوان وأعضائها. وانطلاقًا من الأهمية الاستراتيجية لجماعة الإخوان المسلمين فى خدمة المصالح الأمريكية فى مصر كلف الرئيس ريجان «وليام هيدجكوك ويبستر» مدير جهاز المباحث الفيدرالية الشهير باسم FBI الذى شغل مهام منصبه فى الفترة من 23 فبراير 1978 حتى 25 مايو 1987، لاستغلال العلاقات الخاصة والرسمية التى يديرها جهازه مع الأجهزة المصرية المختصة لوضع خطة أمنية سريعة هدفت وقتها إلى توفير حماية مناسبة لجماعة الإخوان المسلمين أمام الاعتداءات المتوقعة والمحتملة من قبل الجماعات السلفية المتطرفة. الأكثر من هذا سارع «وليام هيدجكوك ويبستر» مدير جهاز المباحث الفيدرالية FBI وطلب من السلطات الأمنية المصرية إجراء تعديل فورى على اتفاقية تبادل المجرمين الموقعة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والسلطنة العثمانية بتاريخ 11 أغسطس 1874، الثابت دخولها حيز التنفيذ بتاريخ 22 إبريل 1875 التى صادقت عليها السلطات العثمانية بتاريخ 22 سبتمبر 1874 والرئاسة الأمريكية بتاريخ 22 يناير 1875 غير أن القاهرة لم تتحرك ولم تعدل الاتفاقية، مدعيا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ستقدم إلى مصر قائمة بأسماء المطلوبين لها على خلفية اتهامات بالإرهاب الدولى. بينما قصد وليام ويبستر يومها على حد معلومات محرر البرقية التمهيد لطلب واشنطن تسلم قتله عملاء جماعة الإخوان الثلاث فى مدينة أسيوط خلال شهر يوليو 1988، لقتلهم عملاء محليين عملوا رسميًا لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى مصر. حصريًا تثبت تلك الواقعة عمل جماعة الإخوان المسلمين المصرية كعملاء وكجواسيس لصالح أجهزة الاستخبارات الأمريكية، كما تؤكد الواقعة حرص البيت الأبيض الدائم على أمن الجماعة فى مصر. ولدواعى التأكيد والتوثيق أثبتت البرقية رقم 7997 الصادرة من واشنطن بتاريخ 10 ديسمبر 2001 تحت كود رقم 6270 أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية هى من أبلغ الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية بملف معلومات تنظيم «الوعد» الإرهابى الذى قبض عليه فى مصر نهاية نوفمبر 2001 قبل أن تعلم به السلطات المصرية المحلية المختصة. وعلى ضوء معلومات تلك البرقية ضم تنظيم الوعد 94 متهمًا حكم على 51 منهم فى القاهرة بأحكام مختلفة على خلفية اتهامهم بالتخطيط لاغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى منطقة كوبرى الجلاء وشيراتون المطار. والتخطيط لاغتيال الدكتور «محمد سيد عطية طنطاوى» شيخ الأزهر المعروف أنه تولى المنصب فى الفترة من 27 مارس 1996 حتى وفاته بتاريخ 10 مارس 2010. فى الموضوع مازلنا مع ملف برقيات عملية «الملاءة الرطبة» منتهى السرية، وأصل إلى البرقية 5521 الصادرة من القاهرة بتاريخ 28 مارس 1991 تحت كود رقم 9865 التى كشفت سرًا مهمًا إبان حرب عاصفة الصحراء التى دارت تداعياتها خلال الفترة من 2 أغسطس 1990 وحتى 28 فبراير 1991، طبقًا لما أوردته تلك البرقية السرية للغاية تسبب بيانًا صدر عن محمد حامد أبو النصر مرشد جماعة الإخوان المسلمين فى مصر ساعتها دعى فيه إلى ضرورة الانسحاب الفورى لجميع القوات الأجنبية الغازية من دولة العراق إلى حدوث شرخ عميق فى علاقات الجماعة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. بلغ حد تهديد الإدارة الأمريكية بوقف المساعدات السرية السنوية التى منحتها واشنطن لجماعة الإخوان المسلمين - على الأقل حتى ذلك التاريخ - الأمر الذى يثبت لأول مرة ويوثق حصول الجماعة فى مصر على تمويل ودعم لوجستى أمريكى خفى. الغريب أن المرشد العام أبو النصر أرسل إلى البيت الأبيض بعدها مباشرة الميزانية السنوية السرية لجماعة الإخوان المصرية تنفيذًا لاتفاق خاص بين جماعته والإدارة الأمريكية أظهر ساعتها حاجة الجماعة الماسة للدعم المالى العاجل معللًا بيانه الصادر بشأن غزو العراق بالاضطرارى لأسباب محلية أسماها بالشكلية السياسية. أنتقل بعد ذلك إلى البرقية رقم 12383 الصادرة من واشنطن بتاريخ 11 يوليو 1991 تحت كود رقم 3751 «سرى للغاية» التى كشفت بين سطورها أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية شكت حتى عام 1991، أن لجماعة الإخوان المسلمين أنشطة إرهابية سرية فى مصر والشرق الأوسط، وعندما لم تتمكن CIA من إثبات تلك الشكوك قررت استغلال الجماعة لحماية المصالح الأمريكية الخاصة بما فى ذلك تكليفها بملف التجسس على الجماعات الإسلامية المتشددة فى مصر. الأمر الذى يفسر حرص الأجهزة الأمريكية الاستراتيجى على أمان الجماعة فى مصر، وينقلنا إلى البرقية سرى للغاية رقم 11981 الصادرة من واشنطن بتاريخ 12 نوفمبر 1997 تحت كود 1151، توثق سعى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA حينها لوضع تقديرات مسبقة لقياس رد فعل جماعة الإخوان المسلمين إذا حاولت تنظيمات إسلامية متطرفة أو نظام مبارك شن معركة إبادة للقضاء على الجماعة. وفى التفاصيل أرسلت CIA يومها إلى «مصطفى مشهور» المرشد العام الخامس للجماعة الثابت شغله المنصب فى الفترة من 20 يناير 1996 وحتى وفاته إثر إصابته بنزيف فى المخ بتاريخ 29 أكتوبر 2002، ممثلًا رفيعًا عنها حضر إلى القاهرة خصيصًا بغرض لقاء مشهور لبحث خطة جماعته الدفاعية لحماية نفسها وقت الضرورة، فما كان من مشهور أن سلم ذلك المبعوث الذى لم تشر البرقية إلى بياناته رد جماعة الإخوان مكتوبًا فى برقية «سرية للغاية» وجهها مشهور إلى البيت الأبيض سجل فيها الآتى: «إذا فكر نظام مبارك أو غيره فى القضاء على الجماعة فإن كل المصالح الدولية فى منطقة الشرق الأوسط بما فيها مصر نفسها كدولة ستتكبد الخسائر الفادحة وفى النهاية، كما أثبتت تجربة التاريخ لن يتمكن أحد من القضاء على جماعة الإخوان المسلمين». تهديدًا صريحًا موثقًا من الجماعة أنتقل منه إلى ملف عملية «الملاءة الرطبة»، وأصل إلى البرقية رقم 144 الصادرة من واشنطن بتاريخ 18 يناير 2007 تحت كود رقم 3257 «سرى للغاية»، التى يبدو أنها قد أرسلت كملخص معلومات لرسالة شفهية سلمتها جماعة الإخوان إلى ممثل خاص أوفدته الإدارة الأمريكية ساعتها سرًا إلى القاهرة للتباحث مع الجماعة. فى التفاصيل أثبتت تلك البرقية أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية أرسلت إلى الولاياتالمتحدة بتاريخ 17 يناير 2007 طالبة سرعة تدخل واشنطن بالضغط السياسى على النظام المصرى كى يسمح لها بإنشاء حزب سياسى خاص. ومن تلك المعلومات إلى البرقية رقم 795 الصادرة من واشنطن بتاريخ 20 مارس 2007 تحت كود 4109 «سرى للغاية» التى فسرت الإجراء الذى اتبعته الإدارة الأمريكية بالنسبة لموضوع طلب الجماعة تأسيس حزب سياسى. حيث تكشف انتهاز واشنطن يومها فرصة سفر وفد من البرلمان المصرى إلى الولاياتالمتحدة ضم أعضاء من برلمانى جماعة الإخوان على رأسهم الدكتور «محمد سعد توفيق مصطفى الكتاتنى» زعيم الكتلة الإخوانية البرلمانية فى دورة 2005 - 2010 عن دائرة بندر المنيا. وتكشف البرقية حصريًا أن الكتاتنى دعى بشكل روتينى صباح 19 مارس 2007 إلى مقر السفارة الأمريكية بحى جاردن سيتى بزعم مقابلة ضابط التأشيرات للمناقشة لكنه قابل بدلًا منه «ستيوارت جونز» نائب السفير الأمريكى بالقاهرة الثابت شغله للمنصب فى الفترة من 2005 حتى 2008. فى اللقاء المرتب سرًا بينهما شرح الدكتور محمد سعد الكتاتنى مطلب جماعة الإخوان وحاجتها إلى الحزب السياسى وعرض الكتاتنى فى أثناء الحوار موافقة جماعته على السماح للإدارة الأمريكية باستغلال حزب الجماعة عند طلب واشنطن كوسيلة ناجعة وشرعية للضغط السياسى على النظام المصرى. اقتنع ستيوارت جونز نائب السفير الأمريكى بنجاعة طلب الإخوان، وساند ضرورة إنشاء حزب سياسى لهم فى مصر طالما سيمكن ذلك الولاياتالمتحدة استغلاله عند الضرورة السياسية. طبقا لمعلومات البرقية الحصرية وفر جونز إلى الكتاتنى تأشيرة سيادية خاصة تمنح إلى الدبلوماسيين كى يستغلها فى السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الفترة من 22/23 مارس 2007. وكبادرة موافقة منه رتب ستيوارت جونز للدكتور الكتاتنى موعد مقابلة خاصة فى واشنطن مع أحد مستشارى البيت الأبيض الكبار - لم تحدد البرقية بياناته – حتى يشرح زعيم الكتلة البرلمانية الإخوانية فى مصر بنفسه إلى الإدارة الأمريكية مبررات جماعته لإنشاء حزب سياسى للإخوان فى مصر. تواصلت العلاقات السرية بين الجماعة وواشنطن، وتوالت الاتصالات الخفية التى تبادلت فيها جماعة الإخوان المسلمين المصرية مع أجهزة استخبارات الولاياتالمتحدةالأمريكية المعلومات على جميع الأصعدة والمستويات. حتى أن برقية ملف عملية «الملاءة الرطبة» رقم 6254 الصادرة من العاصمة الأمريكيةواشنطن بتاريخ 9 أكتوبر 2006 كود 1866 المصنفة تحت بند «سرى للغاية»، التى أرسلت إلى مكتب «جين ميخائيل فنسنت هايدن» المدير العشرين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA الثابت توليه مهام منصبه فى الفترة من 30 مايو 2006 حتى 12 فبراير 2009، تثبت أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية نقلت إلى واشنطن فى إطار التبادل المعلوماتى السرى كل شىء حتى معلومة خبر خطتها لإقامة مأدبة إفطار رمضانية عملاقة فى مدينة القاهرة للترحيب بانضمام 1000 عضو مصرى جديد للجماعة.
فى الحلقة القادمة: حصريًا برقيات CIA مع مجموعة «الطلبة الطيبون» فى مصر أسرار عملية الهجوم على السجون المصرية هروب عناصر الإرهاب الإسلامى من السجون المصرية حماس وجيش الإسلام وحزب الله هاجموا وادى النطرون وأبو زعبل والقطا والفيوم الخطة الفاشلة لتهريب جواسيس الموساد الإسرائيلى من منطقة سجون طرة 5 ملايين دولار أمريكى سبائك ذهب مقابل عملية تهريب 34 من جماعة الإخوان من وادى النطرون على رأسهم محمد مرسى وعصام العريان