«الملاءة الرطبة» كود تسمية خاص بملف عملية استخباراتية «منتهى السرية» حاولت فيها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA خلال الفترة من عام 1981 حتى عام 2013 تأمين مصالح واشنطن فى مصر. أُودع الملف بتاريخ الأول من أكتوبر 2013 أرشيف هيئة الأمن القومى الأمريكى تحت كود رقم 5543061 «ملفات حساسة» مع المئات من الصور والبرقيات والمحررات الرسمية الخاصة بالعملية، وكشف أسرار اتصالات جماعة الإخوان السرية مع الولاياتالمتحدة وتعهدها المفتوح بمساعدة الجماعة سياسيًا فى التوقيت المناسب وجاءت التسمية كناية عن عملية «خنق وكتم أنفاس من يهدد المصالح الأمريكية فى مصر». ===================== تحدث العالم كثيرًا عن اتصالات جماعة الإخوان السرية مع الولاياتالمتحدة التى تعهدت بحفظ سريتها بينما نفتها الجماعة المصرية وأنكرتها على طول الخط وهاجمت بضراوة كل من تجرأ بالنشر عنها دون سند. توقعت واشنطن مؤخرًا سقوط خزائن أسرار الإخوان فى «الأيادى الخطأ» فتراجع البيت الأبيض عن تعهده للجماعة وتسربت الأسرار المحظورة إلى النور. التفاصيل والأسماء والبيانات والوقائع التى ستطالعونها حصريًا من واقع ملف عملية «الملاءة الرطبة» التى أدارتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA - تأسست بتاريخ 18 سبتمبر 1947 - فى مصر خلال الفترة من عام 1975 حتى عام 2013. تحت كود رقم 5543061 كلها حقيقية صنفت تحت بند «منتهى السرية» رصدت بدقة تفاصيل الاتصالات الأمريكية السرية مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية. وثق ملف عملية «الملاءة الرطبة» يوميات برقيات حررها ثلاثة وعشرين ضابطًا من فرع عمليات مصر ومنطقة الشرق الأوسط فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. برزت ملامحهم الشرقية الحادة بين السطور التى أشارت لتحدث معظمهم بلهجة مصرية سليمة وتوافدهم على القاهرة بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية ورصد وتحليل بيانات الأحداث السياسية الدرامية التى شهدها عصر مبارك. سميت فرقة عملية «الملاءة الرطبة» بمجموعة «الكانفاس» - CANVAS - التى تعنى فى عالم أجهزة الاستخبارات الخيام السرية أو مجموعة الأشرعة المبحرة فى أسرار دولة ما وهؤلاء مثلما ظهروا بالاسم واللقب تباعًا هم: إم بابيك - إل جورديش - إم ويلسون - آر بهالا - إم دوجرو - واى سعيد - كيه بوخارى - إف بورتون - إس نونان - بى بارسلى - إيه كوليباسانو - بى برايسلر - كيه هوبر - بى صادق - إم لانثمان - إس أليرس - كيه هوبر - كيه كيه بولدين - إن هاجز - كيه فارنهام - إل فيدركا - إم جيرتكن - إيه واج. مع العلم أن ملف عملية «الملاءة الرطبة» ضم اسمين آخرين لعميلين محليين عملا لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى دولة البوسنة جندا ودربا ثوارا مصريين شباب وللعميلين علاقة مباشرة بثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ستظهر لاحقا وهما: الضابط «سلوبودان» Slobodan والضابط «سركيب» Srkip اللذان عملا سرًا فى شركة إعلامية مازالت نشطة تدار كواجهة استخباراتية أمريكية فى مدينة «سراييفو»Sarajevo عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك - Bosnia and Herzegovina استقلت بتاريخ 1 مارس 1992 - وتعمل حاليا فى مجال الدعاية والإعلان تحت اسم «ميديا وارك ست» MEDIA WORK SIT والآن إلى الحقائق موثقة أستهلها دون تدخل من برقية شديدة الأهمية حررت من القاهرة تحت رقم 212210 من تاريخ 16 سبتمبر 1986 الساعة العاشرة وثلاثة وأربعون دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة صنفت تحت بند «منتهى السرية» وأرسلت بشكل عاجل إلى واشنطن برقم كود 76480 أنقل منها الآتى: تشترط جماعة الإخوان المسلمين التى أسسها «أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتى» فى مصر بتاريخ 28 مارس 1928 لدى اختيار مرشدها العام أن يكون لدية أقدمية عضوية لمدة لا تقل عن خمسة عشر عاما هلالية وألا يقل سن المرشح عند اختياره عن أربعين عامًا هلالية ويتم التجديد له لمرة واحدة فقط. تولى الجماعة حتى الآن - وقت تحرير البرقية - أربعة مرشدين هم: حسن البنا المرشد العام الأول مؤسس الجماعة من 1928 حتى 1949. حسن إسماعيل الهضيبى المرشد العام الثانى من 1949 حتى 1973. عمر عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمسانى المرشد العام الثالث من 1973 حتى 1986. محمد حامد أبو النصر المرشد العام الرابع من 10 سبتمبر 1986. ويذكر خارج متن البرقية أن الأخير بقى مرشدا عاما حتى وفاته بتاريخ 20 يناير 1996، وأن الجماعة شهدت تولى 9 مرشدين حتى آخرهم «محمود عزت إبراهيم» بداية من 20 أغسطس 2013. أعود إلى نص البرقية وفيها: هناك معلومات أكيدة أن المرشد العام الحالى لجماعة الإخوان المسلمين يسعى إلى فتح حوار سرى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأنه يرغب فى زيارة مقر السفارة بالقاهرة عقب انتخابه مؤخرًا مرشدًا عامًا بتاريخ 10 سبتمبر 1986. أعرب المرشد الجديد محمد حامد أبو النصر فى الاتصالات الأولية معه عن خوفه من تسرب الأمر إلى السلطات المصرية خاصة جهازى الاستخبارات وأمن الدولة الأمر الذى سيضر بجماعته وبه شخصيا. علينا انتهاز الفرصة التاريخية سريعًا لتوطيد الاتصالات مع المرشد العام الجديد بعيدًا عن نائبه القوى «مصطفى مشهور» الذى نعتبره أكثر أهمية ونفوذًا فى الجماعة المعروف أنه المتهم الثانى فى قضية «السيارة الجيب» الشهيرة التى ضبطت فى شارع «جنينة القوادر» بحى الوايلى بالقاهرة بتاريخ 15 نوفمبر 1948. يذكر للأهمية خارج متن البرقية أن مصطفى مشهور شغل بعد ذلك بأعوام منصب المرشد العام الخامس للجماعة عقب وفاة محمد حامد أبو النصر بتاريخ 20 يناير 1996 وحتى وفاته هو بتاريخ 29 أكتوبر 2002. مرة ثانية إلى نص البرقية وفيها: قام «بولوف» و«بول فسن» بإجراء أول اتصال مع مرشد جماعة الإخوان المسلمين الجديد محمد حامد أبوالنصر عقب توقف الاتصال بالجماعة بسبب وفاة صديق الولاياتالمتحدةالأمريكية الحميم عمر التلمسانى بتاريخ 22 مايو 1986 الذى سعت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى عهده للتعرف على أنشطة وأفكار الإخوان وركزت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA مع معلوماته الدقيقة عن الجماعات الإسلامية المتشددة فى مصر لاستغلالها فى حماية وتحصين الرئيس السادات شخصيًا. وللمعلومات اعتاد ممثلنا بالسفارة إجراء اللقاءات السرية مع عمر التلمسانى فى المقر السابق لمجلة الدعوة الأسبوعية التى أصدرها الإخوان لأول مرة فى القاهرة بتاريخ 30 يناير 1951. ما زلنا مع محررات ملف عملية «الملاءة الرطبة» التى انتقلت مباشرة عقب ذكرها صداقة التلمسانى وواشنطن إلى توثيق بروتوكول أول اتصال أمريكى مع خليفته محمد حامد أبو النصر. وأن أول لقاء مع المرشد الجديد أبو النصر تم فى مقر السفارة الأمريكيةبالقاهرة صباح تنصيبه مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين يوم الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 1986. وهو على حد وصف بروتوكول اللقاء دون تدخل: «رجل مهتز غير محدد الأفكار لديه من المخاوف الأمنية ما يمنعه من أداء دور المرشد العام للجماعة». جرى اللقاء فى حضور نائبه القوى مصطفى مشهور الذى تلقى اتصالنا وحدد معنا الموعد وطلب من طاقمنا على غير المعتاد تأمين مرور المرشد عبر الشوارع المؤدية إلى السفارة الأمريكية من عناصر الأجهزة المصرية. اتفقنا مع نائب الجماعة مصطفى مشهور على إشارات أمان خاصة رصدها بنفسه، وهو يقود سيارة المرشد فى طريقه إلى مقر السفارة عن طريق ثلاث سيارات بيضاء اللون توقفت وكأنها معطلة على جوانب الطرق الرئيسية المؤدية من مقر تحرك المرشد إلى مبنى السفارة. أخطر مشهور بأرقام وأوصاف السيارات الثلاث التى تحقق منها وفهم أن الطرق آمنة فأنعطف بسيارة المرشد العام إلى داخل مبنى السفارة الأمريكية مباشرة. فى الموعد المقرر رتبت إجراءات شكلية روتينية اتفق عليها حيث طلب أبو النصر تأشيرة عادية للسفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بغرض السياحة ودعى عقب استكماله البيانات المطلوبة بشكل طبيعى مع مشهور إلى مكتب ضابط التأشيرات المزدوج المدخل للمناقشة. فى تلك الأثناء قابلهما ضابط التأشيرات المسئول - EMBOFF - ورافقهما مباشرة إلى المكتب المكلف بالاتصال مع الجماعة فى مصر الذى استقبلهما بعدما تأكدنا من خلو الشوارع المحيطة بالسفارة من أية مراقبات مصرية. حضر اللقاء الأول بالمرشد العام الجديد سكرتيرة خاصة من طاقمنا كلفت بتدوين نص بروتوكول الجلسة مع أبو النصر الذى فاجأ الجميع بطلب الحصول على تعهد أمريكى سيادى موقع تقر فيه الإدارة الأمريكية بصيغة الحاضر والمستقبل السيادى حفظ سرية الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين فى مصر على أن تبقى مؤمنة، ولا يمكن للإدارات الأمريكية المتعاقبة بعد ذلك التاريخ السماح بكشفها. فى الحوار أرجع أبو النصر إصراره على التعهد الأمريكى لأن جماعته لا يمكنها على حد تعبيره تحمل اتهامات التخابر الواردة فى القوانين المصرية المؤثمة فى هذا الشأن الخطير خاصة بعد أن حددت السلطات المحلية للجماعة وسائل الاتصال مع أى طرف أجنبى ثالث داخل مصر. أرسلنا برقية عاجلة إلى البيت الأبيض بكود رقم 76480 تضمنت طلب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية الحصول على التعهد الأمريكى السيادى. أترك البرقية الحصرية «منتهى السرية» مؤقتًا لدواعى توثيق الأحداث إلى حافظة المحررات الرسمية المرفقة بملف عملية «الملاءة الرطبة» وأنقل منها الآتى: دُعى الرئيس الأمريكى - الأربعين - «رونالد ويلسون ريجان» الجمهورى الذى شغل منصبه فى الفترة من 20 يناير 1981 حتى 20 يناير 1989. «جون مارلان بويندكستر» مستشار الرئاسة الأمريكية الرابع عشر للأمن القومى الأمريكى الذى شغل مهام منصبه فى الفترة من 4 ديسمبر 1985 وحتى 25 نوفمبر 1986 حيث كلفه ريجان بدعوة المجلس إلى اجتماع عاجل فى الوقت الذى انتظر طاقم السفارة بصحبة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ونائبه فى القاهرة ما سيسفر عنه اجتماع هيئة الأمن القومى فى واشنطن. أبلغ بويندكستر للحضور «جورج هربرت والكر بوش» نائب الرئيس الثالث والأربعين فى قائمة النواب الثابت توليه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى الفترة من 30 يناير 1976 حتى 20 يناير 1977. الذى أصبح بعدها الرئيس الأمريكى الجمهورى الواحد والأربعين فى الفترة من 20 يناير 1989 حتى 20 يناير 1993. على المائدة أطلع النائب بوش الرئيس ريجان على ملف الاتصالات الأمريكية السرية مع جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وكشف يومها إلى رئيسه أن أول اتصال مع الجماعة فى مصر تم بعد حرب أكتوبر 1973. وذلك بتكليف خاص من «جيرالد رودولف جيرى فورد» الرئيس الأمريكى الثامن والثلاثين الذى شغل منصبه فى الفترة من 9 أغسطس 1974 حتى 20 يناير 1977. إلى «هنرى - هاينز- ألفريد كيسنجر» مستشار الرئاسة الثامن للأمن القومى الأمريكى الذى شغل منصبه فى الفترة من 20 يناير 1969 وحتى 3 نوفمبر 1975. ووزير الخارجة الأمريكية السادس والخمسين بعدها فى الفترة من 22 سبتمبر 1973 وحتى 20 يناير 1977 كى يرتب اتصالاً مؤمنًا مع المرشد العام الثالث لجماعة الإخوان عمر التلمسانى. أذهب لمائد اجتماع مجلس الأمن القومى الأمريكى العاجل الذى حضره مع الرئيس ريجان ونائبه بوش وبويندكستر وزير الخارجية - الستين - «جورج برات شولتز» الذى شغل مهام منصبه فى الفترة من 16 يوليو 1982 وحتى 20 يناير 1989. حيث استغرق الاجتماع حوالى 15 دقيقة وافق بعدها الرئيس ريجان لدواعى المصلحة العليا على إصدار أول وآخر تعهد رئاسى سيادى أمريكى وقع لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر وما زال ساريا حتى كتابة تلك السطور. التزمت فيه الإدارة الأمريكية بصيغة الحاضر والمستقبل السيادية بحماية أسرار العلاقات والاتصالات السرية بين الولاياتالمتحدة وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر. فى التفاصيل من واقع ملف عملية «الملاءة الرطبة» أبلغ البيت الأبيض السفارة الأمريكية التى انتظر داخلها المرشد العام محمد حامد أبو النصر ونائبه مصطفى مشهور بصدور التعهد الأمريكى وتوقيعه. فأضاف مصطفى مشهور من عنده طلبًا آخر أصر فيه على أن يسلم التعهد يدا بيد موقعًا وممهورًا بالخاتم الرئاسى الأمريكى إلى شخصية إخوانية موثوق فى نزاهتها فى واشنطن فعاد طاقم السفارة الأمريكية وأبلغ البيت الأبيض. وافقت الإدارة الأمريكية وبعدها بأقل من 25 دقيقة تسلمت الشخصية الإخوانية التى لم تشر الوثائق الحصرية لبياناتها التعهد فى واشنطن موقعًا ومختومًا من البيت الأبيض. وأبلغ أبو النصر على الهاتف فبدأ المرشد العام الرابع أول جلسة رسمية موثقة فى أطول يوم قضته الجماعة فى السفارة الأمريكية مسيرة الاتصالات السرية الحقيقية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. فى اللقاء الأول بينهما كشف أبو النصر أن الرئيس السادات منح مرشد الجماعة الثالث عمر التلمسانى موافقة خاصة للاتصال بالسفارة البريطانية فى مصر لكنه رفض بشكل قاطع أن يتصل الإخوان بواشنطن. وأن عمر التلمسانى استغل موافقة السادات وقام بعقد علاقة سرية خاصة مع حكومة رئيسة الوزراء البريطانية «مارجريت تاتشر» التى شغلت مهام منصبها فى الفترة من 4 مايو 1974 وحتى 28 نوفمبر 1990. غير أن الاتصالات السرية بين الجماعة والحكومة البريطانية لم تتم كطلب السادات فى مدينة القاهرة بل جرت سرًا فى لندن بمنأى عن أعين الأجهزة الأمنية المصرية. المثير من واقع بروتوكول ملف عملية «الملاءة الرطبة» أن ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فاجأوا أبو النصر فى أول لقاء. وكشفوا له أن عمر التلمسانى المرشد العام الثالث للجماعة كان من أقوى وأخلص أصدقاء الولاياتالمتحدة فى مصر ومع ذلك لم يسبق له طلب التعهدات الرسمية التى أصر محمد حامد أبو النصر عليها. بل حرص التلمسانى خلال الفترة من عام 1984 وحتى عام 1986 على التقابل بشكل أسبوعى منتظم متفق عليه مع ضباط الجهاز الأمريكى فى مصر لدرجة أنه قابل أحدهم قبيل وفاته مباشرة وهو على فراش المرض. فبرر أبو النصر أنه هدف بطلبه تغطية وتأمين مستقبل الاتصالات السرية مع الولاياتالمتحدة ثم طلب سماع رأى البيت الأبيض فى الإسلام السياسى المعتدل ساعيًا للتعرف على متطلبات المصالح الأمريكية فى تلك الفترة فى مصر. فى اللقاء كشف أبو النصر ونائبه مشهور عن مخاوف جماعة الإخوان من بطش وانتقام الجماعات الإسلامية السلفية المتشددة إذا نمى لعلمهم الاتصالات الأمريكية - الإخوانية السرية. وفى مفاجأة من العيار الثقيل وثق ملف عملية «الملاءة الرطبة» تعاون جماعة الإخوان المسلمين المصرية على مدار ثلاثة وثلاثين عاما بداية من عام 1975 وحتى نهاية عام 2008 مع وكالة الاستخبارات المركزية CIA . وأن الجماعة كرست ذلك التعاون بينها وبين الجهاز الأمريكى لأعوام جمعت فيها لحسابه المعلومات عن الجماعات والفصائل الدينية الإسلامية المتشددة بدعوى محاربة التطرف والعنف الدينى بمنطقة الشرق الأوسط والقضاء على خصومها الإسلاميين المتشددين فى مصر. الأمر الذى دفع «فرانسيس ريتشاردونى جونيور» السفير الأمريكى الذى رشحته واشنطن سفيرًا للقاهرة بتاريخ 2 أغسطس 2005. وقدم أوراق اعتماده الدبلوماسية إلى الخارجية المصرية بتاريخ 13 نوفمبر 2005 وأنهى مهام منصبه فى القاهرة بتاريخ 14 مارس 2008. أن أملى على «وليام آر ستيوارت» الوزير المفوض والمستشار السياسى بالسفارة الأمريكيةبالقاهرة البرقية «منتهى السرية» قيدت برقم 5620 بتاريخ 20 مارس 2008 كود رقم 6474. سجل فيها رأيه الشخصى كسفير عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية إلى الإدارة الأمريكية فى واشنطن كتب فيه: «أعتقد بقوة أن جماعة الإخوان المسلمين المصرية مصابة بمرض شيزوفرينيا رفض الواقع السياسى، وأن المرض تمكن من أعضائها بداية من مرشدها العام السابع «محمد مهدى عاكف» وحتى أصغر عضو فى الجماعة .. انتهى».
فى الحلقة القادمة: الجماعات السلفية المتشددة تواجه جماعة الإخوان فى مصر. سر الخلاف بين الجماعة والبيت الأبيض عام 1991. جماعة الإخوان تساعد الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA من مواجهة تنظيم القاعدة. جماعة الإخوان سلموا تنظيم الوعد الإرهابى إلى واشنطن قبل علم الأجهزة المصرية. جماعة الإخوان تحصل على معونات سنوية من الولاياتالمتحدةالأمريكية. برقيات CIA مع الجماعة وأسرار عملية «الطلبة الطيبون» فى مصر. عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فى الثورة المصرية.