طلاب «الإعدادية» في البحيرة يؤدون مادة الهندسة.. شكاوي من صعوبة الامتحان    نائب رئيس جامعة حلوان الأهلية يتفقد الامتحانات.. ويؤكد: الأولوية لراحة الطلاب وسلامتهم    جامعة كفر الشيخ الثالث محليًا فى تصنيف التايمز للجامعات الناشئة    وزيرة الهجرة تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    تراجع السكر وارتفاع الزيت.. سعر السلع الأساسية بالأسواق اليوم السبت 18 مايو 2024    بطاقة إنتاجية 6 ملايين وحدة.. رئيس الوزراء يتفقد مجمع مصانع «سامسونج» ببني سويف (تفاصيل)    وزير النقل يتفقد «محطة مصر»: لا وجود لمتقاعس.. وإثابة المجتهدين    «أكسيوس»: محادثات أمريكية إيرانية «غير مباشرة» لتجنب التصعيد في المنطقة    مطالب حقوقية بمساءلة إسرائيل على جرائمها ضد الرياضيين الفلسطينيين    ب5.5 مليار دولار.. وثيقة تكشف تكلفة إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة (تفاصيل)    استياء في الأهلي قبل مواجهة الترجي لهذا السبب (خاص)    إحالة الطالب المتورط في تصوير ورقة امتحان اللغة العربية والملاحظين بالشرقية للتحقيق    غرة ذي الحجة تحدد موعد عيد الأضحى 2024    القبض على 9 متهمين في حملات مكافحة جرائم السرقات بالقاهرة    ضباط وطلاب أكاديمية الشرطة يزورون مستشفى «أهل مصر»    بحضور قنصلي تركيا وإيطاليا.. افتتاح معرض «الإسكندرية بين بونابرت وكليبر» بالمتحف القومي (صور)    صورة عادل إمام على الجنيه احتفالًا بعيد ميلاده ال84: «كل سنة وزعيم الفن واحد بس»    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    معهد القلب: تقديم الخدمة الطبية ل 232 ألف و341 مواطنا خلال عام 2024    صحة مطروح: قافلة طبية مجانية بمنطقة النجيلة البحرية    قمة كلام كالعادة!    وزارة الدفاع الروسية: الجيش الروسي يواصل تقدمه ويسيطر على قرية ستاريتسا في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا    صحة غزة: استشهاد 35386 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي    ما أحدث القدرات العسكرية التي كشف عنها حزب الله خلال تبادل القصف مع إسرائيل؟    وزير التعليم لأولياء أمور ذوي الهمم: أخرجوهم للمجتمع وافتخروا بهم    اليوم.. 3 مصريين ينافسون على لقب بطولة «CIB» العالم للإسكواش بمتحف الحضارة    وزيرة التعاون: العمل المناخي أصبح عاملًا مشتركًا بين كافة المؤسسات الدولية*    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    بعد حادث الواحات.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي    موعد مباراة بوروسيا دورتموند أمام دارمشتات في الدوري الألماني والقنوات الناقلة    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    استكمال رصف محور كليوباترا الرابط بين برج العرب الجديدة والساحل الشمالي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    تشكيل الشباب أمام التعاون في دوري روشن السعودي    طريقة عمل الكيكة السحرية، ألذ وأوفر تحلية    وُصف بالأسطورة.. كيف تفاعل لاعبو أرسنال مع إعلان رحيل النني؟    محمد صلاح: "تواصلي مع كلوب سيبقى مدى الحياة.. وسأطلب رأيه في هذه الحالة"    متاحف مصر تستعد لاستقبال الزائرين في اليوم العالمي لها.. إقبال كثيف من الجمهور    فيلم شقو يحقق إيرادات 614 ألف جنيه في دور العرض أمس    «السياحة» توضح تفاصيل اكتشاف نهر الأهرامات بالجيزة (فيديو).. عمقه 25 مترا    وزير الري يلتقي سفير دولة بيرو لبحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال المياه    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    "الصحة" تعلق على متحور كورونا الجديد "FLiRT"- هل يستعدعي القلق؟    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    بدء تلقي طلبات راغبي الالتحاق بمعهد معاوني الأمن.. اعرف الشروط    "الصحة": معهد القلب قدم الخدمة الطبية ل 232 ألفا و341 مواطنا خلال 4 أشهر    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    تراجع أسعار الدواجن اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    «طائرة درون تراقبنا».. بيبو يشكو سوء التنظيم في ملعب رادس قبل مواجهة الترجي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفراد.. المذكرات السياسية لراقصة مصر التي وحدت الأمة العربية.. الحلقة الأولي
نشر في الموجز يوم 23 - 02 - 2013

يعجبني في هذه الراقصة أنها تضع في دولابها الخاص "كفن الموت".. فلا تقع عيناها علي فساتين السهرة حتي تري "الكفن"!.. ولا تجذبها الدنيا حتي يفرملها الخوف من الموت!
يعجبني صراحتها.. فهي لا زالت تعترف بأنها لا تجيد القراءة والكتابة.. وأنها تكتب توقيعاتها بعرض الشيك كله!
يعجبني أنها نجحت فيما لم تنجح فيه السياسة.. وحدت كلمة العرب.. وأزالت خلافاتهم السياسية داخل فيللا تاجر السلاح بالمهندسين.. ثم حققت رقما قياسيا في كل المجالات: ثروتها.. علاقاتها.. نفوذها.. شهرتها.. وقائمة الأزواج الذين دخلوا حياتها أو خرجوا منها!
ارتفع نجمها وانخفض.. وذاعت شهرتها وانطفأت في عهد الرئيس السادات.. وكانت تعود إلي النجومية في كل مرة بقوة مائة قائد عسكري!.. تغلبت علي كل المحن التي كادت تطيح بها من البداية.. محنة الفقر القاسي الذي كانت تعيشه.. ومحنة الرقص فوق أسطح المنازل أمام كل من هب ودب.. ومحنة الرجال أصحاب المخالب الحادة الذين كانت تروضهم ترويض الوحوش!
أعظم ما في هذه المرأة أنها لا تخون أزواجها.. ولا تبيع جسدها.. ولا تفرط في كرامتها.. الرقص في حياتها وظيفة وليس سلوكا.. والرجل الذي تقع عليه العين لابد أن يذهب معها إلي المأذون.. أو صديقها محامي الزيجات العرفية.. تعالوا نخوض داخل حياتها الخاصة.. ونعيش لحظات مع أسرارها التي تعرفت عليها عن قرب.. خاصة سرها الكبير الذي فضحته عيونها في جنازة الرجل الذي جعل منها نجمة.. ومليونيرة.. وموحدة العالم العربي!
صدقوني .. الفقر هو الذي كتب شهادة ميلاد معظم الراقصات.. لم تدخل تاريخ الرقص في مصر امرأة واحدة من أسرة غنية.. أومستقرة!
وهذه الراقصة الأسطورية صنعها الفقر.. هربت من بيت أسرتها.. اشتغلت بالرقص في شارع محمد علي.. ترقص في أفراح الحواري والشوارع الشعبية.. جمهورها من البسطاء.. ولا تري من طبقة الأثرياء في هذا المجتمع الفقير غير الميكانيكية.. والسباكين!
نامت في "جراجات" السيارات.. ووقع في غرامها السياسيون.. والمنادية.. والبلطجية.. لكنها كانت تروضهم جميعا.. كل منهم يحلم بأنها فتاة أحلامه.. وشريكة المستقبل.. دون أن يعلم أن كل زملاء "الشلة" لديهم هذا الإحساس.. والأمل!
ذات ليلة.. كان الحظ يبحث عنها!.. فالحظ يفتش بمهارة شديدة عمن يستحقونه.. لكنه لا يعلن عن المبررات والحيثيات التي جعلته يصيب هذا الشخص.. ويخطئ ذاك!
عثر عليها الحظ بين آلاف السيدات ومئات الراقصات.. اختارها متعهد الأفراح لإحياء حفل زفاف بقاعة أحد الفنادق الكبري.. وهناك لعبت الصدفة دور البطولة في قصة الحظ الكبير مع هذه الراقصة..
تواجد بالقرب من القاعة تاجر سلاح معروف.. أعجبه رقصها.. وأذهلها دعوته للتعرف عليها.. جلس الاثنان في انبهار.. تاجر السلاح يراها نموذجا لامرأة لم ولن يرها في حياته.. وهي تراه أهم رجل في الدنيا.. لم يكن ثراؤه - حتي هذه اللحظة- ثراء فاحشاً.. لكنه مليونير صغير.. يكفي للصعود بأي فنانة إلي عالم الأضواء!
انبهر تاجر السلاح بأول امرأة لا تنتمي لعالم الهوانم في حياته.. أعجبه سلوكها "البلدي" وصوتها المبحوح.. وأنوثتها التي جعلتها للعرض فقط!
طلب منها تاجر السلاح العربي أن يتكرر اللقاء.. منحها رقم تليفونه.. وعنوان فيللته.. لكنها لم تتعجل الاتصال به.. طار صوابه بعد ثلاثة أيام.. بحث عنها حتي وجدها.. أبلغها أنها لن تكون مجهولة العنوان منذ الليلة.. رسم لها مستقبلها في لحظات.. حكي لها كيف أقنع صديقه صاحب الملهي الليلي الشهير في مصر بأن يقدمها كراقصة "للكباريه" الكبير!
وتوالت عزائم وولائم تاجر السلاح العربي لصاحب الملهي الليلي الشهير.. دعم علاقته به.. أغدق عليه بالمال.. حجز باسمه مائدة تلاصق المسرح في كل الليالي التي ترقص فيها بنت البلد أمام ملوك الليل!.. وكان تاجر السلاح العربي يدفع فاتورة الحساب سنويا بالعملة الصعبة.. سواء حضر كل ليلة.. أو منعته من الحضور ظروف السفر المعتاد إلي دول العالم!
... وكانت المفاجأة الثانية!
تولدت صداقة وطيدة بين تاجر السلاح العربي ورئيس إحدي الدول العربية في أفريقيا.. وأثمرت الصداقة والثقة المتبادلة عن عدة صفقات باهظة الثمن بين الطرفين.. وتنهمر ملايين الدولارات علي تاجر السلاح العربي.. وتتوالي الصفقات هنا وهناك.. ويقفز اسم تاجر السلاح إلي القمة.. ثم يتحول بيته المكون من فيللا دورين إلي ملتقي للسفراء العرب والصحفيين وكبار الشخصيات العربية في الفن والسياسة والأدب!
اعتقد تاجر السلاح أن ظهور هذه الراقصة في حياته وراء كل هذا الرزق.. فهناك امرأة يأتي معها الحظ بسرعة الصاروخ.. وامرأة يطير معها الحظ بسرعة البرق.. والمرأة كالخطاب الذي يظهر من عنوانه.. إما أن تجلب معها السعادة.. أو التعاسة!
أطلق علي راقصته "البرنسيسة".. لم يعد يطيق ابتعادها عنه لحظة واحدة.. سمح لها بحضور كل سهراته مع كبار القوم.. تناقشهم بمنتهي الجدية.. وترقص معهم وقت "الفرفشة".. لم تعد تحمل هماً بعد أن انسحب الفقر من حياتها.. وملأ اسمها الأفيشات الكبيرة بالصحف والمجلات والتليفزيون والشوارع.. تسابقت الملاهي الليلية علي توقيع العقود معها.. ونيل رضاها.. وإطاعة أوامرها.. والتوسط لديها ليصبح تاجر السلاح العربي زبونا لديهم!
ولمعت الراقصة بشدة.. ولم ترفض هذا الحب.
طلب منها أن يتزوجها.. سألته عن شكل الزواج بينما هي مسلمة وهو علي غير دينها.. ضرب كفا بكف.. صاح فيها: "وجودك إلي جواري أصبح قدري.. لا تتركيني وحدي.. مال الدنيا كله لن يعوضني عنك!"..
وردت عليه:
.. "أنا خدامتك العمر كله!"..
سافرت معه إلي كل مدن العالم.. اشتري لها أكبر كمية مجوهرات امتلكتها امرأة في مصر.. أيام كثيرة في حياتها كانت تعيش نهارها في القاهرة.. وتتناول غداءها في لندن.. وعشاءها في باريس!.. كانت أول مخلوق يدخل "الفيديو" إلي بيته في مصر.. كان "الفيديو" مجرد اختراع يسمع عنه المصريون.. ويحلمون بمشاهدتها.. ويترقبون أخباره.. لكن تاجر السلاح تمكن من إدخاله مصر من خلال حقيبته الدبلوماسية.. ثم أهداه لها.. ويسارع رؤساء تحرير الصحف وأصحاب المناصب المرموقة وكبار رجال الأعمال إلي بيتها لمشاهدة هذا الاختراع العلمي المذهل الذي وضعته الراقصة في صدر شقتها الفخيمة التي أهداها لها تاجر السلاح!
أصبحت صفقات بيع الأسلحة التي تدمر شعوب العالم تعقد في حضور راقصة.. وأصبحت أموال الدول التي تشتري السلاح تدخل بيت الراقصة علي شكل أحجار كريمة وأموال سائلة.. وشيكات مكتوبة!
كان الليل في فيللا تاجر السلاح له مذاق خاص.. ضيوف من كل الجنسيات العربية.. حتي هؤلاء الذين تختلف آراؤهم وأفكارهم السياسية كانوا يتركون خلافاتهم علي باب الفيللا!.. كل ما تشتهيه النفس تحمله الموائد داخل الفيللا.. البار زاخر.. المطابخ لا تتوقف.. والدخان يصنع سحابته الكثيفة فوق الرؤوس!
كل الضيوف.. الكبار منهم وكبار الكبار.. يعتبرون تاجر السلاح هو أبوهم الروحي.. وزعيم لقاءات الليل في قلب العروبة النابض.. البعض يعتبره مصنعا للأخبار والأسرار.. والبعض يعتبره منجما للارتزاق!
جميع ضيوف الفيللا يعرفون أن الراقصة التي أصبحت نجمة مشهورة هي أقرب الناس إلي قلب تاجر السلاح.. خلعوا عليها لقب "الهانم".. وكان هناك من يصر علي اعتبارها "ست الكل".. ويتنافس الأمراء وكبار الشخصيات العربية علي ترشيح الراقصة لإحياء حفلات الزفاف الملكية التي يزف فيها أولادهم.. سواء في العواصم العربية.. أو الأوروبية.. وكل حفل له ثمنه.. وثمن الحفل الواحد يكفي للنهوض بمستوي حي شعبي فقير بكل سكانه!
ودارت الأيام.. فالزمن لا يرحم.. ولا يتوقف حبا في إنسان.. أو كرها له!.. بلغ تاجر السلاح من العمر عتيا.. أصابه الشيب.. وانهد حيله.. فأراد أن يطلق سراح أول امرأة غرق في حبها بشكل رومانسي غريب علي عالم المليارديرات.. ترك الراقصة المعروفة تتزوج.. وتغير أزواجها وقتما تشاء.. وكيفما تشاء.. تنجب من هذا.. أو تغلق الباب في وجه ذاك.. لا شئ ينقصها في حياتها.. ثراؤها لم تحققه راقصة شرقية من قبل.. ونفوذها انطلق من دائرة علاقات لا تعرف المستحيل!
.. وكان تاجر السلاح يبكي فراقها كالطفل.. لكنه لم يغضب منها أبدا.. كان يلتمس لها الأعذار.. لا ينسي لحظة واحدة أنها امرأة.. مهما بلغت شهرتها.. أو توحشت أموالها.. فهي بحاجة إلي رجل!.. أما هو فقد أصبح رجلا مرفوعا من الخدمة.
ظل يبحث عن امرأة تلعب دور "الدوبلير" للراقصة التي لم يعد يراها إلا علي فترات متقطعة.. أخيرا وجد ضالته.. عثر علي فتاة تشبهها تماما.. الوجه والقوام ونبرة الصوت.. لم يتردد في تعيينها مديرة لمنزله.. دفع لها أكبر أجر.. ومع الوقت تضاعف الأجر.. كان يرجوها ألا تترك العمل في فيللته أبدا.. حتي لو أدي الأمر أن يدفع لها ألف جنيه نظير اليوم الواحد!
توالي الأزواج الرسميون والعرفيون علي حياة برنسيسة الرقص.. لكنها لم تنس يوما أن الرجل الوحيد الذي صنعها هو تاجر السلاح العربي الذي أصبح صديقا لعدد كبير من مديري المخابرات في دول العالم.. ومازال قلبه لا ينبض إلا لها..
ويوم زفاف نجل تاجر السلاح أقامت الراقصة حفلا أسطوريا بهذه المناسبة.. تكفلت بكل نفقاته من الألف إلي الياء.. رقصت كما لم ترقص طول عمرها دون أن تفارق عيناها وجه والد العريس.. كانت ترد علي رسائله التي تبثها عيناه بدموع تلمع أكثر مما يلمع "الترتر" فوق فستانها!
وفجأة.. مات تاجر السلاح!
مشت الراقصة في جنازته وهي تتشح بالملابس السوداء التي تغطيها من شعر رأسها حتي أخمص قدميها.. كانت تبكيه بحرقة لم يبكه بها أولاده.. وظلت حزينة.. ربما للآن!
أقفلت أبواب الفيللا.. ماتت سياسة "حزموني يا عرب" التي توحدت بها الأمة العربية في حياة تاجر السلاح وبطلة غرامه الرومانسي.. الراقصة البرنسيسة!.. لكن الراقصة نفسها لم تمت ذكراها.. تألقت أكثر.. وتزوجت من سياسي عربي آخر من اشد المتحمسين للقضايا العربية والقومية..!..و ربما انقذها اغتيال السادات من الغضب الجامح للسيدة جيهان السادات تجاه الراقصة التي تجرأت في احد البرامج التليفزيونية واشادت بالسيد الرئيس!!
السياسي الكبير يبكي في بيتي!
هاجمني السياسي الكبير علي مرأي ومسمع من عدد كبير من الشخصيات العامة في احدي الحفلات الخاصة.. سبني وشتمني وانفلتت من لسانه بعض الألفاظ التي يعاقب عليها قانون العقوبات!.
ورغم جرأتي وسلاطة لساني إلا أنني أحسست بالقهر فجلست أبكي.. بينما طلب موسي صبري من السياسي العجوز أن يعتذر لي.. ويطيب خاطري.. لكن السياسي الكبير هاج وماج وتحول إلي بركان غاضب وهدد بمغادرة الحفل فورا.. وعاد موسي صبري إلي حيث اجلس فلم يجدني.. واكتشف أنني غادرت المكان كله!
لم أنم ليلتي رغم انني نزعت كل "فيش" التليفون.. أخذت سجائري إلي فراشي.. واسترخيت فوق سريري أفكر في انتقام كبير يرد لي اعتباري من هذا السياسي العجوز!
فكرت في سيناريو الانتقام الرهيب.. كيف يبدأ.. وكيف ينتهي؟.. هل أوجه ضربتي الكبري لأقرب الناس إلي قلبه خاصة وان نفوذي لا يقل عن نفوذ هذا السياسي الكبير.. وسطوتي ربما تفوق سطوته؟!.. لكني تراجعت خوفا من ذنب الأبرياء الذين سيدفعون الثمن بدلا عن هذا الرجل الذي جاوز عمره الافتراضي بكثير.. هل أوجه ضربتي إلي الحزب المعارض الذي يستمد منه هذا السياسي بريقه ولمعانه وقوته..
بمقدوري.. وبمقدور أي امرأة أن تهز أي حزب في العالم.. وتنخر في عظامه.. وتنكس رؤوس قياداته.. حتي لو كان الحزب الحاكم في أمريكا.. الأمر لا يتطلب أكثر من فضيحة مدوية.. وما أسهلها إذا كان المنتقم امرأة.. وفي الحزب رجال!
مر الوقت ثقيلا.. عيناي لا تركزان علي شيء من التحف النادرة التي تزدان بها شقتي.. والديكورات الفخيمة التي جعلت من حجرة نومي بساطا للريح!. دموعي مازالت فوق خدي.. وأعصابي أفلتت مني.. وكلما تذكرت إهانتي أمام الفرقة تغلي الدماء في عروقي.. كلما استرجعت نظرات الشماتة في عيون النساء دارت بي الدنيا.. وفجأة وجدت نفسي انهض من فراشي.. وأحطم في عصبية كل ما تطوله يدي!
أخيرا.. قررت أن استعمل التليفون.. أعدت الحرارة إلي خطوط تليفوني الثلاثة.. فإذا بالرنين ينبعث منها كلها في وقت واحد.. كأن الدنيا كلها كانت تبحث عني في نفس اللحظة!.. رددت علي تليفوني الخاص جدا أولا.. لا احد يحمل هذا الرقم إلا الأشخاص الذين لا يزعجني الرد عليهم في أي لحظة!.. فمن كان علي الخط الآخر من المكالمة؟!
كانت مفاجأة لم تخطر ببالي!
كان المتحدث هو بطل مصر في إحدي اللعبات الرياضية العنيفة.. ولم تكن لي علاقة به من قبل.. حتي اسمه كان غريبا علي أذني وأنا اسمعه لأول مرة.. قدم لي نفسه ثم وجدته يقول لي:
تحبي يا هانم نكسرلك ضلوعه!
سألته عمن يقصد.. اخبرني أنه كان موجودا لحظة الأزمة التي تطاول فيها السياسي العجوز علي.. وأنه يريد تأديب هذا المغرور بخطفه من الطريق العام وتلقينه درسا قاسيا وضربه حتي يقول عن نفسه إنه امرأة.. وانهم سوف يصورونه فيديو لاذلاله وكسر عينه!
سألت الشاب الرياضي من أين حصل علي رقم تليفوني.. لم يعلق الشاب.. كان متحمسا لتنفيذ خطته وقتما أريد.. أبلغني أن لديه رجالاً يأكلون الزلط وأنهم مستعدون.. من الغد.. لكني رجوت هذا الشاب أن يؤجل أفكاره حتي يزورني مساء اليوم التالي!
شغلتني هذه المكالمة بشكل غريب.. ربما كان مدسوسا يريد توريطي لأظهر أمام الناس في صورة "البلطجية"!.. لكن سرعان ما جاءتني مكالمة أخري من أحد الأثرياء المعروفين سألني خلالها عن البطل الرياضي الذي منحه رقم تليفوني.. قاطعته باسم صاحب المكالمة الغريبة.. فأخبرني رجل الأعمال الثري انه هو الذي كلفه بالاتصال بي ومساعدتي في رد اعتباري.. فهو يعرف عني أنني لن يهدأ لي بال حتي يشفي غليلي!
شكرت رجل الأعمال الثري.. ووعدته بأن أفكر حتي اليوم التالي وفور حضور البطل الرياضي لمقابلتي.. كنت أعرف أن رجل الأعمال الثري يحاول إرضائي ولو كلفه الأمر مليون جنيه ينفقها عن طيب خاطر.. كان يحلم بالزواج مني.. وكنت أخشي أن أتزوجه فأخسر باقي الأثرياء ورجال الأعمال الذين يحاولون كسب ودي بالهدايا وآلاف الجنيهات التي ترمي تحت قدمي كل ليلة!
فضيحة أمام المحاكم!
هدأت نفسي لاهتمام أصدقائي بي.. لكن مكالمة أخري كانت كنسمة صيف في جو خانق.. اتصل بي مستشار كبير بالمعاش.. كان الصحفي اللامع موسي صبري قد توسط عندي لإحياء حفل زفاف ابن المستشار الكبير.. ورفضت أن أتقاضي مليما واحدا من المستشار صاحب المنصب الرفيع.. بل دفعت أجر فرقتي من جيبي الخاص..
نسيت المستشار.. لكنه لم ينسني!
كان موجودا هو الآخر في مسرح الواقعة.. وحاول منذ انصرافي الاتصال بي في السيارة والمنزل حتي نجح أخيرا قرب الثانية صباحا.. ووجدته يعرض اقتراحا وجيها!
طلب مني المستشار الكبير أن يتولي المحامي الخاص بي إقامة جنحة مباشرة ضد السياسي الكبير.. والحبس فيها مضمون.. وفضيحة السياسي العجوز ستكون بجلاجل في المحكمة!
أسعدتني الفكرة.. لم يكن مطلوبا لتنفيذها سوي بعض الشهور.. اتصلت بالأستاذ موسي صبري صباح اليوم التالي.. وكانت مفاجأة جديدة حينها عرفت منه أنه لن يشهد ضد السياسي الكبير.. بل طلب مني ألا أحرج أحدا بهذا الطلب.. فلا هو ولا المستشار ولا غيرهما من نجوم المجتمع الذين شهدوا الواقعة سوف يشهدون مع راقصة ضد السياسي.. لأن صحف المعارضة سوف تهيل عليهم التراب.. وتشوههم أمام القراء.. وتطعن في أخلاقهم وسلوكهم!
شعرت بالغضب من كلام موسي صبري!
وشعر الصحفي الكبير أنني صامتة لا أعلق علي حديثه.. طلب مني أن أفكر جيدا في الأمر.. وأن أعذره.. وأن انتظر حتي المساء فسوف يعاود الاتصال بي ليقدم لي فكرة أخري أرد بها اعتباري!
قلت لنفسي إن الأمل معقود علي زيارة البطل الرياضي لي.. انه لن يتردد في تقديم فروض الطاعة والولاء بعد زيارتي.. كنت واثقة أنني سأجعله خاتما في إصبعي الصغير!
وجاءني البطل الرياضي بما لم احسب له حسابا!
خطفني منذ الوهلة الأولي.. هزمتني عيناه الواسعتان الساحرتان.. كاد يشعر بارتجافه جسدي وأنا أصافحه.. جذبت يدي من يده بسرعة.. تمالكت نفسي.. جلست مشدودة إلي حديثه.. لم أقاطعه لحظة واحدة.. وشعر هو أنني سارحة.. شاردة الخاطر.. فقال لي:
معايا يا هانم!
ووجدتني أرد عليه باسمه المجرد دون أن يسبقه لقب "الكابتن".. لم يتوقع البطل الرياضي أنني أصبحت أسيرة صوته.. ودفئه.. ونظراته الحزينة.. شعور لم ينتابني من قبل تجاه أي رجل أو نجم من نجوم المجتمع منذ أصبحت راقصة مصر الأولي.. وواحدة من أشهر نجمات الوسط الفني!.. حاولت أن أكذب أحاسيسي وظنوني وأتجاهل مشاعري.. لكن قلبي مزق اللجام.. وحطم القيود.. وخرج من القمقم الذي حبسته فيه.. تلاحقت دقاته وارتفع ضجيجه وشعرت أن قلبي أقام هذه الزفة للاحتفال بفارس الأحلام انه نوع من الرجال يشغل النساء بجسده المتناسق القوي!
بعد لحظات أخري.. وجدته يسألني عن رأيي في الخطة التي شرحها لي ولم اسمع منه كلمة واحدة.. ووجدت نفسي أقول له:
أرجوك.. بلاش الفكرة دي.. أنا محتاجة لك في مهمة أخري.. لكن الأمر يحتاج بعض الوقت واللقاءات.
مش فاهم يا هانم!
بكرة تفهم.. المهم هنتقابل كتير!
جهنم الحمراء!
المرأة حينما تحب.. يموت الشيطان في أعماقها! تري الدنيا كالجنة.. والناس كالملائكة!
وجدت نفسي أدخر هذا الشاب لنفسي.. أما السياسي العجوز فقد قررت أن أنتقم منه بنفسي.. بيدي لا بيد عمرو.. وان افتح عليه كل أبواب جهنم الحمراء.. أما الوسيلة فلم يطل انتظاري في البحث عنها.. بعد يومين اتصل بي المستشار الكبير وأبلغني بأجمل خبر سمعته في حياتي.. قال لي إن قرارا بحل البرلمان قد صدر منذ ساعات.. وأن موسي صبري اقترح عليه أن يساعدني في البحث عن شخصية قوية تنافس السياسي العجوز في انتخابات البرلمان القادمة.. وفي نفس دائرته الانتخابية!..
أعجبتني الفكرة.. كدت ألقي بسماعة التليفون لأصفق وأرقص من فرط سعادتي.. نمت ليلتي احلم بيوم هزيمة السياسي العجوز في الانتخابات.. تخيلت نفس أهمس له في سماعة التليفون ليلتها قائلة:
ألف مبروك هزيمتك يا باشا!.. لابد أن تعلم يا باشا أن المعركة حينما تنتهي إلي مواجهة بين راقصة وسياسي.. فلابد أن تنتصر الراقصة!
قررت أن أخوض المعركة بشراسة.. حتي لو أنفقت ملايين الجنيهات.. حتي لو بعت شقتي وسيارتي وملابسي من أجل هذه الليلة.. لقد اتهمني السياسي العجوز بأنني امرأة الليالي الحمراء.. وسوف أثبت له أنني امرأة الليالي السوداء!
لكن من هو الفارس الذي يواجه السياسي العجوز في دائرته الانتخابية التي اعتاد النجاح فيها.. وينفق فيها بسخاء ؟!.. في البداية فكرت في الشاب البطل الذي أكدت لي تحريات رجالي أنه مستقيم ورفيع الخلق.. ولم يدفعه لاحتراف "البلطجة" سوي فقره الشديد!.. لكن الأستاذ موسي صبري رفض فكرتي ورشح لي اسما آخر أبلغني أن المحررين البرلمانيين في الأخبار وصفوه بأنه أقوي المنافسين للسياسي العجوز!
الفرحة فرحتان!
أيام الحب تركب صاروخا.. عشت أجمل أيام حياتي في قصتي مع البطل الرياضي.. أنساني غرام هذا الشاب كل أيام التعاسة والحزن التي تركب سلحفاة وتأبي الرحيلا!
اتفقنا علي الزواج.. واشترطت عليه شرطين.. أن يعتزل البلطجة فورا ويدير أعمالي بعد الزواج.. وأن يكون زواجنا ليلة هزيمة السياسي الكبير.. فلو تحققت هذه الهزيمة سوف أمنح عريسي في تلك الليلة ما تعجز عنه كل نساء الدنيا.. ولا يخطر ببال كل رجال العالم!
ودارت الأيام!
اشتدت المعركة الانتخابية.. وسادت الدهشة دائرة السياسي العجوز ومنافسه التاجر الذي لم يعرف سر تمويل حملة الدعاية له.. تماما كما عجز السياسي العجوز عن معرفة سر تمويل حملة الدعاية ضده!.. دخلت أموالي كل بيوت الفقراء في الدائرة علي أنها مساعدة من منافس السياسي الكبير.. بل ودفعت ثمن أرض لإقامة مستشفي ومدرسة باسم هذا المنافس الذي ظن أخيرا أن الدولة هي التي تدعمه ليهزم مرشح المعارضة.. هكذا أرسلنا له مندوبا لإقناعه وتشجيعه وبث الثقة في قلبه!.. ووزعنا منشورات تقول أن المستشفي والمدرسة وغيرها من المساعدات والمشروعات ليست وعودا.. وإنما أصبحت واقعا ملموسا بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات:
وانهزم رئيس الحزب هزيمة ساحقة!
ونشر موسي صبري خبر الهزيمة بالبنط البارز وعلي مساحة كبيرة من الصفحة الأولي.. ومعها صورة المرشح الذي فاز بالدائرة.. دون أن يعلم من التي ساعدته!
أنا.. نادم!
تزوجت البطل الرياضي.. وعشت معه أطول ليلة في حياتي كزوجة!
لقد هنأت رئيس الحزب بالهزيمة بعد حفل زفاف سريع إلي فارس أحلامي البطل.. تخلصت من كابوس مزعج ظل ينغص حياتي كلها.. تذكرت وجه هذا السياسي وهو يسبني ويشتمني أمام جمع من الشخصيات الكبيرة.. أحسست براحة عميقة.. أخذت عريسي إلي أحضاني لحظات.. وأخذني إلي أحضانه.. حتي بدأ بزوغ أول ضوء للنهار!
ومرت سنوات!
طلبت الطلاق من البطل الرياضي وأصررت عليه.. اكتشفت أنه أدمن الهيروين.. وحمدت الله أنني لم أعلن هذا الزواج علي الملأ.. بل كان معظم الناس وأصحاب الملاهي الليلية يعتقدون أنه صديقي الخاص جدا!
وأطلق زوجي سراحي بعد أن دفعت له عشرة آلاف جنيه فرح بها.. ثم كاد يموت من الندم بعد أن أفاق من حلمه الجميل.. لقد ضاع هذا الشاب.. خاصة بعد أن أجهز عليه رجل الأعمال الثري الذي استأجره لي ليرد لي اعتباري فتزوجته دون أن يدفع مليما واحدا مهرا لي!
وجاءت الانتخابات الجديدة لاختيار برلمان جديد!
وانتشرت الشائعات تؤكد هزيمة رئيس الحزب مرة أخري.. وتوقع الناس أن السماء سوف تمطر ذهبا للدعاية للمرشح الذي ينافس السياسي العجوز مثلما حدث في الانتخابات السابقة.. الحقيقة أن الأمر أصبح لا يعنيني.. واللعبة انتهت.. لكني فوجئت بالسياسي الكبير يطرق باب شقتي.. زارني وهو في غاية الخجل.. ودون موعد سابق.. بل انتحل أمام خادمتي اسما غير اسمه وصفة غير صفته حتي لا يعرف أحد بخبر زيارته لي.. جلس أمامي منكسرا بينما جلست أنا أضع ساقا فوق ساق.. وأدخن بشراهة.. وأستمع إليه بتركيز شديد.. ووجدته يعلن ندمه ويعترف بالخطأ الذي ارتكبه في حقي أمام الناس.. ثم اعتذر لي بشكل واضح.. وعبارات صريحة.. وعيون لا ترتفع من فوق الأرض!
جلست صامتة.. أسترجع شريط الواقعة في خاطري.. لقد كنت مدعوة لحفل يحضره كبار السياسيين والصحفيين ورجال الأعمال ونجوم المجتمع وصلت لمكان الحفل وجدت في طريقي كوكبة من المشاهير يجلسون في صالون صغير.. دخلت أصافحهم.. وقفوا جميعا إلا السياسي العجوز.. صافحوني كنجمة كبيرة.. إلا هو.. مد لي أطراف أصابعه وكأنه مضطر لوضع يده في يدي.. أو كأنني جرثومة لا يطيقها.. أردت أن أرد له الصفعة فورا، وبشكل لا يؤاخذني عليه أحد.. قدمت له تحيتي وأنا أناديه باسم "الدلع"؟.. كنت أعرف من موسي صبري قبل هذا اللقاء قصة الممثلة المغمورة التي وقع السياسي العجوز في غرامها قبل سنوات طويلة.. وكانت تدلله باسم خاص لا ينادي به علي هذا السياسي سواها وحدها!.. وكأنني فتحت بركان الشتائم من داخل فم رئيس الحزب!
مر شريط الذكريات سريعا.. لكني لم أجد أي مرارة في قلبي.. انطفأت النيران.. وهدأت العاصفة.. وتلاشت الرغبة في الانتقام!
قلت لرئيس الحزب:
وأنا لن يتكرر مني ما حدث.. الصلح خير.. وأنا زي بنتك.. ولو عاوز يكون لي دور معاك أنا تحت أمرك!
لمحت الدموع في عيون رئيس الحزب.. ورق قلبي له.. وصافحني مودعا وهو يقول لي هامسا:
مش عاوز منك غير الحياد.. أنا كفيل بمعركتي وحدي يا بنتي!
ربنا يوفقك يا باشا.
المفاجأة.. أن رئيس الحزب سقط للمرة الثانية دون أن يكون لي أي دور.. ودون أو أدفع مليما واحدا!
وهكذا عاشت في ذاكرتي لفترات طويلة حكايتي مع دموع السياسي الكبير وليلة الدخلة المثيرة التي كانت الذكري الوحيدة الباقية من زواجي السريع من البطل الذي اضاعه الادمان.. عموما ليالي الدخلة لها في حياتي ذكريات وحكايات سوف اكتبها في فصل قادم..!!
الحلقة القادمة:
عارية فوق القمة...!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.