قتل مسلحون سائحا اجنبيا وخطفوا ثلاثة آخرين الجمعة في تومبوكتو (شمال مالي) غداة خطف اثنين من الرعايا الفرنسيين في منطقة قريبة على ايدي مسلحين يعتقد انهم مرتبطون بتنظيم القاعدة. وذكرت مصادر اجهزة الامن المالية لوكالة فرانس برس ان عملية الخطف والقتل الجمعة وقعت في وسط تومبوكتو التي تعد مقصدا سياحيا في مالي.
والسائح الذي قتل بينما كان يحاول مقاومة خاطفيه، الماني الجنسية، كما ذكر مصدر في محافظة تومبوكتو. ويحمل أحد المخطوفين الثلاثة الاخرين جنسية مزدوجة بريطانية-جنوب افريقية اما الاخران فهما سويدي وهولندي.
ونددت حكومة مالي بهذا "العمل الارهابي" واعتبرته "هجوما يستهدف امن بلادنا واستقرارها".
و"كررت تأكيد عزمها والتزامها الثابت القيام بكل الخطوات التي يتطلبها الوضع لضمان السلم والامن والاستقرار".
وقد خطف مسلحون فرنسيين اثنين الخميس في فندق "لو دومبيا" بمحلة هومبوري، بين موبتي وغاو، على بعد 200 كلم جنوب تومبوكتو.
وبذلك ارتفع الى تسعة عدد الرعايا الاجانب الذين تحتجزهم العصابات المسلحة في هذه المنطقة.
وباختطاف الفرنسيين الاثنين ارتفع الى ستة عدد الفرنسييين المخطوفين في منطقة الساحل، وهم يضافون الى اربعة خطفوا في ايلول/سبتمبر في ارليت (النيجر) في موقع لاستخراج اليورانيوم لمجموعة اريفا الفرنسية.
ويشتبه في ان خاطفي هذين الفرنسيين هم اعضاء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي او انهم "ينفذون عمليات" لحساب هذا التنظيم.
الا ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لم يعلن مسؤوليته عن عمليتي الخطف اللتين وقعتا في الساعات الثماني والاربعين الماضية، وهي الاولى من نوعها في هذه المنطقة.
واكد مصدر امني في هومبوري ان عملية خطف الفرنسيين "كانت جيدة الاعداد". واضاف "نعتقد ان اشخاصا اتوا من بلد مجاور لمالي للمشاركة في العملية".
وكان الفرنسيان اللذان قيل انهما عالما جيولوجيا وصلا الثلاثاء الى هومبوري للعمل مع شركة "ماندي كونستريكسيون ايموبيليير" المالية لاستخراج عينات من التربة من اجل بناء مصنع للاسمنت.
وهذان الاسمان وردا في امر المهمة الذي اصدرته شركة "ماندي كونستريكسيون ايموبليير" ووقعه مديرها جبريل كمارا. وبحسب امر المهمة فان فيليب فردون هو "رئيس بعثة" وسيرج لازارفيك "رئيس منجم".
وسيرج لازارفيك الذي يصفه شهود بأنه "خلاسي عربي ضخم" وفيليب فردون بأنه "ذو بنية هزيلة"، كانا انهيا لتوهما اول يوم عمل عند خطفهما.
وتستمر التساؤلات حول الانشطة الحقيقية لهذين الفرنسيين اللذين ورد اسماهما -اذا لم يكونا لشخصين يحملان الاسمين نفسيهما- على مواقع للانترنت تتحدث عن قيام الاول (فردون) بانشطة امنية في جزر القمر ومدغشقر، وعن قيام الثاني (لازارفيك) بأنشطة مماثلة في دول البلقان وزائير السابقة (جمهورية الكونغو الديموقراطية الان).
وفتحت شعبة مكافحة الارهاب في نيابة باريس تحقيقا اوليا حول "عملية خطف قامت بها عصابة منظمة على علاقة بتنظيم ارهابي" وارسل محققون من الادارة المركزية للاستخبارات الداخلية الى مالي.
واعتقل خمسة اشخاص منذ الخميس في هومبوري منهم دليل الفرنسيين ابراهيم ولد باه، كما قال مصدر في الشرطة.
وقام جنود فرنسيون الجمعة بدوريات الى جانب الجيش المالي في هذه المنطقة للعثور عليهما.
ويضم شمال مالي قواعد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي ينطلق منه لينفذ في مالي وبلدان اخرى من الساحل (النيجر وموريتانيا والجزائر) اعتداءات وعمليات خطف غربيين ويقوم بمختلف انواع التجارة غير الشرعية.
وعمليات الخطف الاخيرة حصلت بعيد حادث اصيب خلاله جندي فرنسي سابق يشارك في المفاوضات للافراج عن اربع رهائن لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي خطفوا في ارليت، برصاصة في كتفه في شمال مالي.