ما زالت تداعيات خسارة أردوغان الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية في تركيا الشغل الشاغل في الصحف البريطانية. ومن المفارقة أن صحيفتي الاندبندنت والجارديان نشرتا عناونين متشابهين حول اردوغان، إذ نشرت الأولى تقريراً تحت عنوان "أردوغان يلعق جراحه"، أما الثانية فجاءت تحت عنوان "أردوغان يلعق جراحه بعد رفض الناخبين خطته للحصول على مزيد من السلطات". ووفقا لبي بي سي عربي، قالت كاتبة التقرير إنه "بعد مرور 13 عاماً على حصول حزب العدالة والتنمية على الأغلبية المطلقة في البرلمان التركي فإن الحزب الحاكم ذو الميول الإسلامية عليه أن يسعى اليوم إلى تشكيل ائتلاف مع شركاء، وسيجبر الرئيس على كبح جماح أساليبه الاستبدادية، من أجل نيل رضى الأقلية الكردية". وأضافت أنه "بعد مرور أشهر من حالة الغموض السياسي في تركيا، فإن نتائج الانتخابات البرلمانية أظهرت أن أيا من الأحزاب السياسية في البلاد ومن بينها حزب العدالة والتنمية لم يستطع الحصول على الأغلبية في البرلمان، الأمر الذي يعتبر رد فعل شعبي ضد سلطات الرئيس التركي رجب طيب الدين أردوغان".
وجاء في التقرير أن "أردوغان لم يظهر بنفس الثقة التي امتلكها قبيل الانتخابات حيث كان يأمل بتغيير الدستور التركي وتمديد فترة بقائه في كرسي الرئاسة". وأوضح التقرير أنه في حال فشل أردوغان في تشكيل حكومة ائتلافية، فإن تركيا تتجه إلى انتخابات مبكرة في أغسطس المقبل. وأشار التقرير إلى أن الناخبين الأتراك رفضوا يوم الأحد الإذعان لطموحات أردوغان، كما أنهم أوصلوا الأكراد إلى مقاعد البرلمان في خطوة توصف بالتاريخية. وزادت آمال الأكراد بعد نتائج تلك الانتخابات بإعادة محادثات السلام بينهم وبين الحزب الحاكم. وكان أردوغان بدأ محادثات السلام مع حزب أوجلان في 2012 في محاولة لإنهاء الصراع الذي راح ضحيته أكثر من 40 ألف شخص. ويتهم الأكراد أردوغان بعرقلة التوصل لاتفاق سلام لعدة شهور، ويقول رئيس سابق لإحدى دور النشر إن "المواطنين الأكراد شعروا بأن أردوغان ليس صادقاً في ما يقوله، فأعطوه الإجابة في صناديق الاقتراع". وختمت كاتبة التقرير بالقول إن "نتائج الانتخابات النيابية في تركيا، أصابت حزب العدالة والتنمية بالذهول".
وجاءت افتتاحية صحيفة الجارديان تحت عنوان "طموحات الرئيس اردوغان معلقة، وعلى معارضيه العمل على نجاح التعددية الحزبية في البلاد". وقالت الصحيفة إن أردوغان كان يخاطر بالسقوط وقد سقط فعلاً، فلم يستطع حزبه أي حزب العدالة والتنمية الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان. وأشارت إلى أن تركيا استطاعت الهروب من خطورة أن يحكمها حزب واحد، ومن حصول أردوغان على صلاحيات واسعة. وختمت بالقول إن "تركيا الجديدة التي تمثل الشباب والأقليات بددت مخاطر أن يحكم البلاد حزب واحد، إلا أن مخاطر صمود أحزاب متعددة في الحكم في مجتمع مفتت يجب أن يكون موضوع نقاش الحكام الذي يقع على عاتقهم كم كبير من المسؤوليات".